نجوى النجار.. أول شهيدة للشرطة فى تفجير «المرقسية»
الشهيدة نجوى مع ابنها
«عيدكم احتفال لكل المصريين»، عندما تتردد هذه الكلمات، نتذكر عميد الشرطة «نجوى عبدالعليم محمود النجار»، التى استشهدت أثناء الهجوم الإرهابى الذى استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية فى أبريل 2017، لتحفر اسمها كـ«أول شهيدة» من ضباط الشرطة، ضاربةً المثل فى التضحية بروحها من أجل حماية الأطفال والنساء والشباب داخل الكنيسة، وحتى لا تفسد فرحة الإخوة المسيحيين بعيدهم.
ولدت «نجوى»، بقرية الخطاطبة التابعة لمدينة السادات بمحافظة المنوفية، عام 1963، وتخرجت فى كلية الشرطة عام 1987، لتلتحق بالعمل بوزارة الداخلية، حيث عملت فى عدد من الوظائف، أبرزها ضمن قسم تصاريح العمل بمديرية أمن الإسكندرية، قبل أن تنضم إلى قوات تأمين الكنيسة المرقسية، أثناء احتفالات «أحد السعف»، بعد 20 عاماً من تخرجها.
لقب «أول شهيدة» من ضباط الشرطة النسائية، الذى حملته «النجار» بعد استشهادها فى عام 2017، أُضيف إلى لقب آخر حصلت عليه قبل 3 سنوات، وهو لقب «أم الشهيد»، عندما استشهد نجلها الأصغر، الملازم «مهاب عزت» فى تفجير نفذته مجموعة إرهابية، استهدف أحد الأكمنة الأمنية بالطريق الساحلى الدولى، أمام قرية «مارينا» السياحية، فى نطاق محافظة مطروح، خلال شهر أغسطس 2014، كما أن زوج الشهيدة يعمل أيضاً بوزارة الداخلية، وهو اللواء «عزت عبدالقادر»، وكيل الإدارة العامة لشرطة ميناء الإسكندرية للشئون الإدارية والمالية، وابنهما الأكبر الرائد «محمود عزت»، معاون مباحث سابق بقسم شرطة «مينا البصل» بالإسكندرية.
الابن الأصغر استشهد فى تفجير «كمين مارينا» ولحقت به والدته إلى جنة الخلد بعد 3 سنوات
وتتذكر «الوطن» لحظات استشهاد «نجوى النجار»، حيث كانت تقف ضمن قوات الشرطة النسائية لتأمين مداخل ومخارج الكنيسة، واستقبال المحتفلين بعيد «أحد السعف» قبل دخول الكنيسة، حينما تصدت للإرهابى، الذى حاول اختراق السياج الأمنى ودخول الكنيسة وتفجيرها أثناء وجود البابا «تواضروس الثانى»، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية داخلها، لترؤس الصلوات بها، ما دفعه إلى تفجير حزامه الناسف على بوابة الدخول إلى الكنيسة.
كما يتذكر عدد من زملائها وزميلاتها الكلمات الأخيرة لها قبل دقائق من وقوع التفجير الإرهابى، عندما طلبت من ضباط الشرطة النسائية ضمن قوات التأمين، الوقوف فى الصفوف الأمامية، وعدم الاكتفاء بالدور الإشرافى على المجموعة المكلفة بتفتيش السيدات، وكان آخر ظهور لها فى الفيديو الذى سجلته كاميرات المراقبة بالكنيسة، قبل لحظات من التفجير، أثناء وقوفها على البوابة الإلكترونية، إلى جوار زميلاتها، على بعد أقل من نصف متر من الإرهابى منفذ الهجوم.