والد الشهيد «بيتر»: «ابنى عاش راجل ومات بطل»
بيتر
«عاش راجل ومات بطل» هذه الكلمات قالها والد الشهيد بيتر صبرى لمعى، الذى يحمل ملامح الحزن والفخر مجتمعة بقسمات العقد السابع من عمره تبرز فوق جبينه، وأضاف «صبرى» لـ«الوطن»: استشهد ابنى البطل المجند بيتر لمعى فى 4 مارس العام الماضى، وكان أطيب وأحن أولادى، وكان النور الذى يضىء حياتى، ولم أر منه أبداً غير الطاعة والحب. بدموع بدأت تنساب على وجنتيه تذكر كيفية التحاقه بالخدمة التجنيدية قائلاً: «التحق بيتر بالقوات المسلحة فور تخرجه فى كلية التربية الرياضية، وكان شغوفاً جداً و«مبسوط» إنه دخل الجيش لأننا فى الصعيد الشاب يكون فخراً لأهله ما دام خدم فى الجيش، وجاء تجنيده فى منطقة السويس وظل بها لمدة 5 أشهر قبل توزيعه إلى إحدى مناطق العمليات فى نطاق الجيش الثالث الميدانى»، وتابع قائلاً: بعد أن تم نقله فى كتيبته وتم توزيعه لم نكن نعلم أنا وأمه بهذا الأمر وأنه تم نقله لإحدى مناطق المداهمات، ولكنه أخبر إخوته عند انتقاله وطلب منهم ألا يخبرونى حتى لا نقلق عليه، وقال لهم «ما تخبروش أبويا وأمى عشان ميقلقوش عليّا»، وأنا لم أعلم بانتقاله إلا بعد استشهاده، حيث انتقل قبل استشهاده بـ11 يوماً فقط، وكان فى مهمة مع زملائه للقضاء على بعض العناصر الإرهابية فى وسط سيناء.
وبعين فاضت بالدموع، قال «بيتر كان أحن وأحسن واحد عندى وكان نقاوة، والله الملايكة بتختارهم نقاوة عشان يبقوا فوق فى السما»، وعن استشهاده قال «علمت من زملائه وقائد وحدته أنه خرج فى إحدى المداهمات واستشهد إثر انفجار لغم أرضى أدى إلى تناثر جثته ووفاته، وعندما أخبرونا قالوا لنا بالتدريج حتى لا تؤثر الصدمة على أمه، لأنها كانت روحها فيه فهو أصغر إخوته وطبعاً الصغير بيكون ليه غلاوة خاصة، وقالوا لنا إن بيتر أصيب وفى المستشفى، وبعدها أخبرنا قائد وحدته أنه مات بطل وهو بيحارب أحد العناصر الإرهابية واستشهد عندما انفجر أحد الألغام التى زرعتها العناصر الإرهابية فى سيناء». وقال الأب متذكراً المشهد المهيب «أصعب لحظة مرت عليّا لحظة استقبال الجثمان، كانت لحظة مُرة، حسيت إنى لازم أشوفه وأودعه لآخر مرة، وأثلج صدى ما شهدته من تكريم واهتمام من القوات المسلحة، حيث أقيمت له جنازة عسكرية مشيت فيها البلد كلها مسلمين وأقباط بيهتفوا باسم الشهيد، وكل الناس كانت حزينة عليه، وكنت مش عارف أفرح ولا أحزن على ابنى، اللى مات شهيد لكنى مش هقدر أشوفه ولا أحضنه تانى»، وأضاف عم «صبرى» أنه «رغم استشهاده منذ عام إلا أننى أشعر أنه موجود معانا وبيسمعنا وسامع دعواتنا ليه وفرحتنا بيه»، وأشار ناحية الباب فى لهفة قائلاً: «ساعات بحس إنه هيخبط ويدخل عليّا من الباب».