أهالى الخانكة عن إشارات سائقى الميكروباص: إحنا مش مجانين
الإشارة التى تغضب أهالى «الخانكة»
التنمر عليهم والسخرية منهم بسبب اسم منطقتهم، دفع سكان مدينة الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية، إلى تنظيم حملة للدفاع عن منطقتهم التى نشأوا فيها منذ الطفولة، رافضين التلميحات التى يستخدمها سائقو الميكروباص، للإشارة إلى أنهم مرضى نفسيون نسبة إلى مستشفى الخانكة للصحة النفسية الذى أنشأه الناصر محمد بن قلاوون.
مواقف كثيرة ظلت عالقة فى ذهن سيد الخياط، مهندس كهرباء من سكان المنطقة، بسبب سخرية البعض من اسم «الخانكة»، الأمر الذى جعله يفكر فى نقل محل سكنه إلى منطقة أخرى: «بقى عندى 60 سنة وعلى المعاش، ومش مضايقنى غير سواقين الميكروباص اللى بيتعاملوا معانا على أننا هربانين من المستشفى، وبيستخدموا إشارة (المجانين) فى محطتنا».
«الخياط»: فكرت أنتقل لمنطقة تانية.. و«سليمان»: اسم له تاريخ
بخفة ظل يستقبل سيد سليمان، تعليقات زملائه فى العمل، مدافعاً عن منطقته بحكى تاريخ إنشائها منذ مجىء الناصر محمد بن قلاوون ومرضه فيها، ونذره بتأسيس ما أطلق عليه «الخانقاه»، وتعنى باللغة الفارسية مكان العبادة، لتُصبح مكاناً للعبادة والسكن وتدريس العلوم والمذاهب الدينية: «مش واخد الموضوع سخرية على قد ما هو خفة دم المصريين اللى مشهورين بيها، وعمرى ما فكرت أسيب مكانى علشان اسمه».
بصوت مرتفع يقف أحمد عبدالعظيم، سائق ميكروباص، بموقف المرج الجديدة، ينادى على الركاب المتّجهين إلى منطقة الخانكة، التى يعمل ويعيش فيها منذ أكثر من 20 عاماً، مشيراً بيده إلى إشارة (المجانين)، للفت أنظار المارة: «كتير بيحصل مشاكل بين السواقين والأهالى علشان اسم الخانكة والإشارة ليها بعلامة المجانين، بس كل منطقة لازم يبقى ليها إشارة تعبر عنها، والخانكة مشهورة بمستشفى الأمراض النفسية». من جانبه، علق اللواء ياسر الحفناوى، رئيس مدينة الخانكة، بأن الحملة شعبية، وهدف السكان منها توضيح تاريخ المدينة العريق والشخصيات العامة التى خرجت منها: «الشعب المصرى معروف عنه خفة ظله وحبه للكوميديا».