«التضامن»: شهادة العلاج تُعفى الموظف من الفصل إذا اعترف بـ«التعاطى»
عدد من موظفى وزارة الأوقاف يجرون فحص التعاطى
قال عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، إن الموظف أو العامل فى المؤسسات الحكومية إذا طلب العلاج من الإدمان طواعيةً من خلال الاتصال بالخط الساخن، سيتم التعامل معه كمريض له حقوق العلاج بالمجان، وفى سرية تامة، لكن مَن يثبت تعاطيه للمخدرات من خلال حملات الكشف فى الوزارات والمؤسسات المختلفة، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه وإيقافه عن العمل.
وأضاف «عثمان» لـ«الوطن» أنه يتم التنسيق حالياً مع جميع الوزارات والمؤسسات المختلفة، لإمداد الصندوق ببيانات عن العاملين لديهم، وأعدادهم وأماكن وجودهم، من أجل تنسيق حملات الكشف على العاملين، للتأكد من عدم تعاطيهم للمواد المخدرة.
وأكد أنه يتم أيضاً إحالة مَن يثبت تعاطيه من العاملين فى الوزارات، ومؤسسات الدولة العامة، إلى النيابة الإدارية، حيث تصل العقوبات إلى الفصل، وفقاً لقانون الخدمة المدنية.
وعن الموقف القانونى للموظف المُعترِف بإدمانه، يقول: «الموظف اللى اعترف بياخد منّى شهادة من صندوق مكافحة الإدمان إنه بيخضع للعلاج، ووقت ما يتم الكشف عليه ويلاقوا النتيجة إيجابية، يُظهر هذه الشهادة لتُعفيه من الفصل من الوظيفة والعقوبات».
حكايات الموظفين عن تحليل كشف المخدرات فى الدواوين الحكومية.. استقالات مبكرة وفصل وعلاج سريع.. وخبير سموم: مفعول الحشيش يمكث من أسبوع إلى 6 أسابيع
وقال الدكتور محمد مصطفى، خبير السموم والمخدرات بالطب الشرعى بالقاهرة ووزارة العدل، إن المخدر يمكث فى الدم على حسب نوع المادة المخدرة، وعلى حسب طبيعة الشخص المتعاطى، لافتاً إلى أن مخدر الحشيش يمكث فى الدم من أسبوع حتى 6 أسابيع، قائلاً: «محب للارتباط بالدهون».
وأضاف خبير السموم لـ«الوطن»، أن هناك أنواعاً بعضها يمكث ساعات، وأنواعاً أخرى لعدة أيام فى البول مثل الهيروين، مؤكداً أنه يبقى 12 ساعة فى الدم، وفى البول حتى 4 أيام.
وأكد أن الاستروكس عبارة عن «قنبايات مصنّعة»، «مواد مهلوسة» تفوق الحشيش فى الهلوسة من 200 إلى 3 آلاف مرة، لأنه مركب من عدة مواد كثيرة فليس له معيار، نستطيع تتبعه فى البول، على حسب الكمية ووظائف الكبد.
رحلة طويلة قطعوها فى غفلة، شُبه لهم بأنهم من دونها لن يكونوا قادرين على مواجهة مشكلات حياتهم وضغوطات العمل اليومية، يتعاطونها بين الحين والآخر بزعم الشعور بـ«مزاج» أفضل، حتى قررت الشركات التى يعملون بها إجراء تحليلات مفاجئة للكشف عن متعاطى المخدرات، وأحياناً التمسك بالوظيفة يقتضى التنازل والتخلى عن «الكيف»، هذا ما فعله بعض الموظفين والعمال داخل بعض الهيئات والمؤسسات، بالابتعاد عن تعاطى المواد المخدرة من أجل تحليل سليم وخالٍ من الإدمان، يضمن لهم مستقبلهم الوظيفى، وآخرون لم يحالفهم الحظ رغم قرارهم وفُصلوا من عملهم. فوجئ عمر محمود، مهندس بترول، (32 عاماً)، بإعلان الشركة الخاصة التى يعمل بها عن عمل تحليل المخدرات الذى يثبت تعاطى الموظفين أم لا، لم يكن أمامه أى حل لإنقاذ نفسه سوى الامتناع عن التعاطى حتى يوم التحليل، لقلة الوقت، كما أنه لا يستطيع تناول ما ينصح به أصدقاؤه مثل الخل أو غيره حتى لا يظهر فى التحليل، لأن الوقت أيضاً لم يسعفه، وعلى جانب آخر لم يتخيل مظهره أمام الجميع يوم إصدار قرار بفصله.
ولحُسن حظه استطاعت أسرة «عمر» التواصل مع بعض العاملين بالعمل حتى يقدم استقالته بشكل لائق ويوافقوا عليها قبل عمل تحليل الكشف عن المخدرات، فوافقت إدارة الشركة على ذلك: «طبعاً أنا ربنا بيحبنى، عشان ده ما بيحصلش، بس ربنا بعت لأهلى ناس يعرفوا حد مهم فى الشركة، فوافق إن ده يحصل»، قرر حينها الامتناع عن تعاطى «الحشيش»، واتخاذ عظة من ذلك.
لم يحالف محمد طارق (29 عاماً) الذى يعمل فى إحدى الشركات الأجنبية للبترول الحظ مثل «عمر»، حيث إنه تم فصله من العمل بعد أن فوجئ بتحليل مفاجئ للكشف عن المخدرات، لم يكن أمامه سوى عمل التحليل اللازم: «حسيت ساعتها إنى دمرت نفسى ومستقبلى، ومش بافكر فى أى حاجة غير فى أهلى اللى هيعرفوا، والناس، ومش هاعرف ألاقى شغل فى مكان تانى».
رغم فصل «طارق» الذى يعيش فى مدينة نصر من العمل، وأنه لم يستطِع الحصول على عمل آخر حتى الآن، فإنه قرر عدم تعاطى «الحشيش» مرة أخرى، وأن يمتنع عن ذلك الفعل الذى تسبب فى تركه لوظيفته فى البنك، التى كان يحلم بها منذ صغره، ويتمنى أى شخص الالتحاق بها، خاصة أنه غير مدمن، قائلاً: «ساعات الواحد مش بيفوق غير لما يتعرض لكارثة فى حياته، وأنا ما كُنتش مدمن، كنت باشرب تفاريح كده بس كتير».