تحليل| «نتنياهو والانتخابات».. أساليب «الحاوي» لحشد الأصوات
بنيامين نتنياهو
قبيل انتخابات الكنيست الإسرائيلي المرتقبة، في 9 أبريل المقبل، يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنامين نتنياهو للحفاظ على منصبه والاستمرار في قيادته لحزب «الليكود» الحاكم، في الوقت الذي شهدت شعبية نتنياهو انخفاضًا بسبب قضايا الرشوة وخيانة الأمانة التي تلاحقه، خصوصًا بعد إعلان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، تقديم نتنياهو إلى المحاكمة بتهمة «تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة»، تلك الأمور كان لها تأثير في الشارع الإسرائيلي على استطلاعات الرأي والتي أشارت إلى تراجع الليكود عن الصدارة.
«تصريحات عدائية».. كان ذلك الأسلوب الأول الذي لجأ له رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل حشد أصوات اليمين واليمين الصهيوني المتطرف في الشارع، وهم الفئة الأكثر عنف ووحشية في تعاملهم مع الفلسطينيين أصحاب الأرض، لدرجة أن بعضهم يؤيد محو الدولة الفلسطينية بالكامل وضم الضفة والقدس لدولة الاحتلال بزعم أنه حق «اليهود» في أرض إسرائيل الكبرى، وفقًا لما يعتقدوه.
كانت آخر التصريحات التي خرج بها نتنياهو والتي برر بها تمرير الأموال القطرية إلى حركة «حماس» في قطاع غزة، هي أن تلك الأموال تعزز من الانقسام الفلسطيني بين حركتي «فتح» و«حماس»، في رسالة واضحة إلى مؤيدو اليمين الإسرائيلي مفادها «إني أعمل على ما ترغبون فيه».
رئيس الحكومة الإسرائيلية يتبنى 5 أساليب للاستمرار في منصبه
ومضى يقول نصًا في إحدى اجتماعات حزب «الليكود» الحاكم في إسرائيل: «أي شخص ضد الدولة الفلسطينية يجب أن يكون مع تحويل الأموال إلى غزة، لأن إبقاء الانقسام بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة يساعد في منع إقامة الدولة الفلسطينية»، وذلك فضلًا عن تصريح سابق قال فيه: «إن آلية مراقبة الأموال القطرية أفضل من تلك الخاصة بأموال السلطة الفلسطينية» والذي يعزز من فكرة تصريح الأموال القطرية. وفي تصريح مماثل ضمن فيديو بثه حزب الليكود في إطار الحملة الانتخابية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن «هناك 22 دولة للعرب في المنطقة، وليس هناك أي حاجة لدولة أخرى».
«عنصرية المجتمع الإسرائيلي».. هو الأسلوب الثاني الذي استغله رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي تمثل في قانون القومية العنصري الذي ينص على أن إسرائيل هي «الدولة القومية للشعب اليهودي»، وأن حق تقرير المصير فيها «يخص الشعب اليهودي فقط»، الأمر الذي يستثني فلسطينيي 48 ويهمش دورهم السياسي والاجتماعي في البلاد ويعزز كل من هو يهودي، وبما أن الأغلبية في إسرائيل من معتنقي الديانة اليهودية، فلم لا يلعب نتنياهو وفقًا لرغبتهم العنصرية التي طالما أرادوها بتطبيق ذلك القانون، حيث تطرق إلى الحديث عن القانون من جديد هذه الفترة قائلًا: «قانون القومية، يعني لمن تتبع الدولة من ناحية قومية، إسرائيل دولة تتبع للشعب اليهودي، تضم العلم باللونين الأزرق والأبيض، والنشيد الوطني هتكفا، وما شابه من رموز».
تظاهرات للأقليات في إسرائيل ضد قانون القومية العنصري
«الخطر الخارجي».. أسلوب ثالث يستخدمه «نتنياهو» قبيل الانتخابات، فلم يكن وحده بل جرت العادة قبيل أي حراك سياسي داخلي يتم اختلاق عدو في المنطقة تنشب معه مناوشات، أو تندلع حرب مثل الحروب الثلاثة التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أو المناوشات التي يختلقها جيش الاحتلال مع تنظيم «حزب الله» اللبناني، لأعطاء الداخل الإسرائيلي شعور بالخطر الذي يهدد الإسرائيليين، إلا أن جيش الاحتلال تحت قيادته كرئيس وزراء وحاكمًا يمنع ذلك الخطر من التسلل إليهم، وعندئذ يقبلون على صناديق الاقتراع مؤيدين إياه.
ومع اقتراب الانتخابات، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي بصورة شبه يومية غارات على قطاع غزة يستهدف من خلالها مواقع لحركة «حماس»، أو اعتداء على الصيادين في البحر، أو استهداف لشباب غزة على الحدود مع القطاع بحجة التسلل، الأمر الذي يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يعاني من اتهامات فساد.
«الاستعانة بالأمريكان».. كان الأسلوب الرابع لـ«نتنياهو» في حربه لكسب الشعبية من جديد لحصد عدد أكبر من المقاعد،حيث تم الإعلان، الأسبوع الماضي، عن زيارة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إسرائيل، والتي قد تتم هذه الأيام، كما زار، أمس، السيناتور الأمريكي البارز ليندسي جراهام، دولة الاحتلال واعدًا من هناك أنه سيعمل على اعتراف بلاده بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، مضيفًا خلال جولة ميدانية قام بها في الهضبة مع نتنياهو والسفير الأمريكي لدى إسرائيل «ديفيد فريدمان»: «إن هذه هي إحدى المناطق الأكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية في إسرائيل»، وذلك في رسالة جديدة تقول للإسرائيليين «إن الأمريكان لا يزالون حلفاء ويعملون لمصلحة إسرائيل».
أما للأصوات المنادية داخل إسرائيل بالسلام وهم العدد الأقل، فلم ينساهم «نتنياهو»، مدعيًا في كثير من التصريحات أن هناك علاقات خفية مع العديد من الدول العربية، الأمر الذي خرج قائلًا إياه في العديد من المحافل الدولية على الرغم أنه لا يوجد أي شاهد على حديثه الذي يردده، وكان هذا الأسلوب الخامس الذي اعتمد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي في رحلته عن البحث لتولي فترة جديدة في رئاسة الحكومة الإسرائيلية.