بعد أن بلغ الخامسة والثمانين من عمره، تنحى عن إدارة المطعم الخاص به في شارع الحافظية بمنطقة شبرا، ترك إدارته لأبنائه الثلاثة، الذين انتهوا من دراستهم ولم يجدوا فرصة عمل، وجلس أمام المطعم متوليا مهمة تقشير وتقطيع الخضروات، ما يقرب من 25 كيلو جرام يوميا على حسب قدرته.
منذ الصباح الباكر يبدأ عبدالرسول محمد، يومه بالذهاب إلى غرفة أبنائه، لإيقاظهم، ثم التوجه إلى المطعم وبدء تفريغ أجولة البطاطس والباذنجان والبصل، وينزوي في ركن بعيد عن ضوضاء الزبائن الذين يعرفون أنه صاحب المطعم ولكنه فضل العمل فى هذه المهمة: «بزهق من قعدة البيت، وصحتى على قدى مش هقدر على إدارة المطعم زي الأول، لكن برضه مش هقعد فى البيت، أنا فضلت الشغلانة دي بعملها وأنا قاعد وولادى اللى في إيديهم كل حاجة».. قالها «عبدالرسول»، الذي لم يأتمن غريبا على تجارته وأمواله: «ولادي فيهم البركة لما خلصوا دراستهم ومحدش فيهم اشتغل قلت هما الأولى وأقدر أئتمنهم على شغلي وفلوسي، ونقلت لهم خبرة السنين الطويلة فى المجال ده».
لدى «عبدالرسول»، ابن تخرج في كلية السياحة والفنادق، يتولى قلي الطعمية، والابن الثانى تخرج فى كلية الإعلام جامعة الأزهر ويتولى إعداد عجينة الطعمية والسلطة أمام الابن الثالث، والذي حصل على مؤهل متوسط، فيتولى إعداد الساندويتشات للزبائن: «الحمد لله إنى عندي مكان يشتغلوا فيه، بدل ما يقعدوا فى البيت».
يتذكر «عبدالرسول»، أنه تعلم المهنة من أحد أقاربه عندما كان يعمل معه وأحيانا كان يتحمل مسؤلية المحل وحده عندما يغيب: «كل اللى اتعلمته علمته لولادى اللي شايلني دلوقتي، ولو ليا أي ملاحظات على أدائهم بقولهم عشان يبقوا عارفين كل أصول المهنة، ويقدروا يتحملوا المسؤلية من بعدي».
تعليقات الفيسبوك