هل ينجح الوزير كامل الوزير فى إنجاز تلك المهمة المستحيلة التى كلفه بها الرئيس السيسى؟.. هل سيأتى يوم قريب يرى فيه المصريون شبكة خطوط السكك الحديدية التى يستخدمونها آمنة ومتطورة وحضارية؟.. هل يستطيع هذا الرجل أن يفعل ما لم يستطع فعله وزراء نقل يصعب إحصاء عددهم بدقة تولوا المنصب خلال نصف القرن الماضى، كانوا يكلفون بالوزارة وتتم إقالتهم أو استقالتهم حسب جسامة الحوادث التى تقع على قضبان السكك الحديدية؟!
هل التوجيه الذى أصدره الرئيس السيسى لكل أجهزة الدولة وخاصة القوات المسلحة، بتوفير الدعم الكامل للوزير كامل الوزير سيكون هو الضمانة لتحقيق النجاح فى هذه المهمة؟
هل الاستهلالة الذكية التى خاطب بها كامل الوزير العاملين بوزارة النقل عامة وهيئة السكك الحديد خاصة، هل ستعاونه فى كسب ثقة العاملين بمرفق السكك الحديدية، خاصة عندما نقل أمام الرأى العام بعد تكليفه بالوزارة شفهياً، أن العاملين بالسكك الحديد يتعهدون بتطهير أنفسهم بأنفسهم من المتخاذلين والمتكاسلين؟.. هل سيجنح أباطرة السكك الحديد لكامل الوزير؟
الحقيقة.. كل هذه الأسئلة وأكثر دارت برأسى وأنا أتابع تطورات تكليف كامل الوزير بوزارة النقل، ولم أستطع التوصل إلى إجابة شافية لأى من هذه الأسئلة.. وإن كنت أتمنى وأتضرع إلى المولى جلّ وعلا أن تتحقق المعجزة على يد الوزير كامل الوزير.
ورغم كل المحاذير، فإنى أراهن على أن هناك بعض الفوارق فى مسألة تكليف الفريق كامل الوزير بتولى حقيبة النقل، يمكن أن تصب فى صالحه مقارنة بمن سبقوه فى تولى المنصب، فغالبية وزراء النقل السابقين، كانوا أساتذة جامعيين خبراتهم الأكبر كانت أكاديمية وتتركز فى الدراسات والبحوث العلمية، ولم تكن لديهم حرفة التعامل مع البشر ومن ثم كانوا يفتقدون الحس السياسى، وأظن أن تاريخ وخبرة الفريق الوزير فى العديد من المناصب التى كُلف بها فى القوات المسلحة وآخرها منصب رئيس الهيئة الهندسية، أظن أنها أكسبته خبرات ميدانية ليست بالهينة، تتيح له تخصيص الجانب الأكبر من نشاطه ومتابعاته للنزول إلى الطبقات الدنيا فى هيئة السكك الحديدية، وتلمس أحوالهم الحياتية والمهنية والمادية بشكل صادق وحقيقى، أيضاً تتيح له تبين مواطن القصور والتقصير فى الأداء.
أيضاً الفريق الوزير، ابن القوات المسلحة، يتميز فى موقعه الجديد عمن سبقوه بملكة الإنجاز السريع جداً فى تنفيذ أية تكليفات، وفى إطار منظومة من الانضباط الصارم، وربما هناك ميزات أخرى يتميز بها الفريق الوزير.
ومع هذه الميزات أظن أن المهمة الأولى التى يجب أن يوليها الفريق كامل الوزير الأهمية القصوى هى العنصر البشرى فى هيئة السكك الحديدية، لا بد أولاً من بيان القيم الحقيقية لمرتبات وأجور العاملين بالهيئة وخاصة من يكلفون بمهام لها علاقة بعمليات التشغيل والحركة، لا بد أن يكون ما يتقاضاه هؤلاء من أجور مناسباً وكافياً لحياة كريمة لهم ولأسرهم، الأمر الثانى من حيث الأهمية فى هذه الجزئية هو تفعيل كل اللوائح والأسس التى تحقق الردع السريع لأى متجاوز منهم تفعيلاً لمبدأ الثواب والعقاب.
أظن أيضاً أن إعادة ترشيد وعى الركاب بأهمية إتيان السلوكيات السوية فى التعامل مع مرافق ومركبات هيئة السكك الحديدية، مع وضع عقوبات حازمة يتم تطبيقها ضد كل متجاوز.
أظن أن خطة التطوير الشاملة لكل مرافق هيئة السكك الحديدية مهمة ليست بالهينة ويجب إنجازها فى أقرب وقت.
للأمانة كنت أتمنى ألا تسند وزارة النقل لكامل الوزير، ليس لشىء ولكن خوفاً عليه من الوقوع فى براثن جهاز إدارى عقيم مُعوِّق ومُعوَّق من ناحية، ومن ناحية أخرى أملاً فى ألا تتأثر وتيرة تنفيذ المشروعات التى يتابعها الرجل بتكليفات رئاسية.