حلاق يحمى «التحرير» من الإخوان فى ذكرى «جمعة الغضب»: «اللى عايز يقرب.. يجرب»
فى ذلك اليوم منذ ثلاثة أعوام، كانت جنبات ميدان التحرير تكاد تنفجر من كثرة المتظاهرين الذين اعتصموا بالميدان منذ يوم 25 يناير، وانضم إليهم فى ذلك اليوم الذى أطلق عليه «جمعة الغضب» جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم للقيام بدورهم فى سحب بساط الثورة من تحت أقدام الثوار وتقدم الصفوف الأولى للسيطرة على المشهد السياسى.
صاحب صالون حلاقة فى ميدان التحرير كان بين متظاهرى «جمعة الغضب»، شاهد ما فعله الثوار، وما سرقه الإخوان، فقرر أن يحيى الذكرى الثالثة لذلك اليوم بالوقوف فى الميدان ومنع الإخوان من دخوله.
مستعيناً بجملة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية «اللى عاوز يقرب.. يجرب»، خاطب صاحب الصالون أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن أخذ احتياطه الكامل لمنع اقترابهم من الميدان أمس لإثارة البلبلة والشغب، ومحاولاتهم الجديدة لسرقة الثورة.
لم يختر «محمود البطل» كما يطلق عليه أصدقاؤه أن يحارب أنصار الرئيس المعزول بسلاح العنف الذى يستخدمونه فى تظاهراتهم، وإنما فضّل أن يواجههم بلافتة مكتوبة بخط يده آخرها كان تفويضاً للقوات المسلحة على باب محله بشارع «محمد محمود» بـ«التحرير»: «أقر أنا المواطن محمود شعبان بتفويض وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، لمكافحة الفوضى والإرهاب، بكل حزم وقوة.. وقريباً شعب بلا إرهاب»، الرجل الأربعينى الذى عُرف وسط دائرة معارفه بـ«الثورى الحر» لمشاركته فى ثورتى يناير ويونيو ضد جماعة الإخوان يؤكد أن المحل ممنوع لغير الثوريين ومفوضى المشير عبدالفتاح السيسى: «أنا بقالى 30 سنة بشتغل حلاق وطول عمر صالونى مش بس للحلاقة ومصدر رزق، لأ ده صالون ثورى سياسى ثقافى، وشايف إن محدش يصلح يحكم البلد بقبضة قوية غير السيسى».
علم مصر هو الدرع الحصين لـ«البطل» فى حالة اندساس أى عناصر إخوانية بين الثوار فى ذكرى «جمعة الغضب»: «هقفل المحل، وأخرج للميدان وعَلمى فى وش إرهابهم، ولو منزلوش يبقى فرصة نترحم فيها على شهدائنا اللى دفعوا حياتهم تمن عشان إحنا نعيش»، لا ينوى الحلاق الأربعينى أن يمنح الإخوان مبتغاهم من كسب تعاطف الشعب مرة أخرى إذا ما حاولوا الدخول لميدان التحرير: «لعبتهم انكشفت وكله بقى عارف إنهم ركبوا الموجة أيام يناير، لكن المرة دى إحنا ليهم بالمرصاد».