«فاطمة» رسمت 100 لوحة وكتبت 500 قصة وعندها 60 سنة.. وسيناوية
لوحات «فاطمة» فى منزلها
وقفت مع ابنتيها على باب المنزل فى العريش، تعيد عليهما التعليمات التى يجب أن تفعلاها، وهى وضع القصة القصيرة التى كتبتها مع اللوحة التى سهرت الليل على رسمها فى صندوق بريد جريدة «سيناء»، وأكدت عليهما ألا يراهما أحد، وأنهت كلامها بـ«اختبئتا جيداً».تذكرت فاطمة أحمد، المرأة الستينية، هذا الموقف الذى مر عليه عشرات السنوات، عندما حلمت أن ترى موهبتها الفنية النور، لكن حاجز العادات والتقاليد كان مانعاً لها، فرغم أنها رسمت أكثر من 1000 لوحة، وكتبت أكثر من 500 قصة للأطفال، فإن كل ذلك ظل حبيس الأدراج: «بسبب العادات والتقاليد، حرمونى من استكمال تعليمى الجامعى ودخول الكلية التى أريدها، فقرّرت الاعتماد على القراءة والتعليم الذاتى، نجحت فى تطوير موهبتى، وكتبت روايات عاطفية، و500 قصة للأطفال، ورسمت أكثر من 1000 لوحة فنية لمشاهير العرب والعالم، منها صور لبرج إيفل، والموناليزا، واللاعب محمد صلاح، وصور عن الشيخوخة والأطفال وعناصر البيئة البدوية».تحكى «فاطمة» لأحفادها البالغ عددهم 14 طفلاً وطفلة، عن حكايتها مع الرسم والكتابة وكيف تغلبت على العادات والتقاليد وأصبح لها إنتاج أدبى وفنى يُنشر فى جريدة «سيناء»، دون الإشارة إلى هويتها: «كنت أرسل بناتى بأعمالى إلى الجريدة، وفوجئت ذات مرة بأن محرّرة الجريدة هويدا الشريف تتبّعت بناتى حتى وصلت إلى منزلى، وطلبت منى تكريمى، لكننى امتنعت، لأن العادات والتقاليد فى سيناء تمنع خروج المرأة من المنزل، ثم صرنا أنا وهويدا صديقتين عن بُعد».ما مرت به «فاطمة»، عوضته فى أبنائها، حيث دفعتهم لاستكمال تعليمهم الجامعى، وتتمنى وجود مؤسسات متخصّصة داخل كل محافظة، للاهتمام بمواهب الصغار: «أمنيتى أن تدخل الثقافة إلى عُمق المجتمعات المغلقة، لتفتحها وتخرجها إلى النور».