ليسانس حقوق، وثلاث دبلومات وماجستير، رحلة ميادة زين في البحث عن فرصة عمل بعد التخرج، امتدت لسبعة سنوات، ولم تأتي الفرصة بعد، فقررت أن تدعم شهادتها الجامعية بالدراسات العليا، وتتفوق على أبناء جيلها، لكن محاولاتها بائت بالفشل.
معاناة تعيشها الفتاة العشرينية وهى على أعتاب الثلاثين من عمرها، لم تحظى بوظيفة تخلصها من لقب "عاطلة"، رغم أنها لم تكتف بالشهادة الجامعية وحصلت على دبلوم التربية العام، ومن بعدها دبلوم في القانون عام 2015، وفي الاقتصاد والمالية العامة 2016، واختتم مشوارها بالماجستير 2017: "وبردوا مفيش لا شغل ولا تعيناااات"، تحكي أن قانون الخدمة العامة قبل تعديله في عام 2015 كان يقوم بتعيين حاملي الماجستير والدكتوراه في الجهاز الإداري للدولة: "حظي أنه أتعدل وفرصة الحصول على وظيفة ذهبت مع الريح".
تبحث عن فرصة لإثبات الذات من داخل مسقط رأسها بإحدى قرى محافظة الشرقية التي تسبب لها أزمة بسبب بعدها عن المدينة، وعدم تمكنها من السعي بشكل أكبر، تحاول حسب الإمكانيات المتاحة لتطوير نفسها بالمشاركة في دورات عبر الإنترنت، في تحسين اللغة والمواد التي درستها حتى لا تنساها: "كل حاجة عايزة ممارسة وأنا قاعدة في البيت بقالي 7 سنين وزهقت".
تؤلمها نظرة الناس لها، خاصة أنها الوحيدة من بين 5 أبناء التي استكملت تعليمها بعد صراع طويل في إقناع الأهل، على أمل أن تغير وجهة نظرهم للفتاة المتعلمة لكنها فشلت في توصيل رسالتها: "الأهالي في البلد بقوا بيرفضوا يدخلوا بناتهم الكلية ويقولوا ميادة أهي كانت نفعت نفسها، كلامهم بيوجعني"، يصعب عليها جهدها وتعبها يذهب هباءً خاصة أنها كانت تنفق من أموالها على دراستها العليا بإعطاء أطفال القرية دروس تقوية في المنزل لتوفير مصاريف الكتب والمواصلات: "بابا لو كان عرف المبلغ مكنش هيخليني أكمل".
لم تترك مسابقة إلا وقدمت فيها بداية من المحكمة والنيابة الإدارية، وفي وزارة التربية والتعليم والتأمينات والشهر العقاري، وغيرها على أمل أن تحظى بالقبول في كل مرة: "عايزة اشتغل وبس ده كل حلمي".
تعليقات الفيسبوك