بجانب مسجد السيدة زينب، جلس الزوج والزوجة أمام الخيمة المفتوحة، خلفهما أنبوبة بوتاجاز، وأطعمة مختلفة داخل علب وأكياس بلاستيكية، يتعاونان معاً فى طهى الطعام لرواد مولد السيدة زينب، تجلس إحسان هلال على، بجانب عدد كبير من الحلل التى تحتوى على طعام، أمامها صينية مليئة بالأرز، هى المسئولة عن تنقيته وغسله وطهيه، وخلفها شيكارة اشترتها خصيصاً من أجل المولد، بينما يقف بجانبها زوجها حمدى عبدالمقصود الشنوانى، يمسك ملعقة كبيرة يتابع عملية طهى اللحم، لا يتوقفان عن العمل طوال اليوم لإرضاء أكبر عدد من الرواد. الفرحة واضحة على وجه «إحسان»، لا تتوقف عن الضحك طوال الوقت بسبب فرحتها بالأجواء من حولها، ومع تسليم كل طبق أرز تطلق زغرودة يسمعها كل من فى الخيم المجاورة: «من فرحتى، بساعد الناس أصلى بحبهم، وكله علشان أهل الله، والحمد لله ربنا بيوسع علينا، ربنا يزيد ويبارك». تقولها ثم تطلق زغرودة طويلة لا يوقفها إلا عابر سبيل، يطلب الطعام.
تحرص «إحسان» على التنقل مع زوجها من مسكنهما بكفر الشيخ للمشاركة فى معظم الموالد منها الحسين وسيدى إبراهيم الدسوقى والسيد البدوى: «بنعمل الأكل لوجه الله، ونبقى مبسوطين علشان الناس كويسة، بنسقف ونزغرد، يا رب عادة ماتنقطعش».
"إحسان" مسئولة عن إعداد الأرز و"حمدى" يطهو اللحمة
بجانب الأرز واللحم، يطبخون أكلات أخرى كالفاصوليا واللوبيا والمكرونة والبامية والباذنجان: «خلى الناس تاكل، الخيمة مفتوحة طول اليوم لحبايبنا اللى عارفين مكاننا وبيجولنا». لا يتوقف «حمدى»، الذى يعمل مزارعاً، عن الطهى بهمة ونشاط لمساعدة زوجته فى خدمة آل البيت: «إحنا بنعمل الأكل للغلابة، أى حد عايز ييجى هيلاقينا هنا طول فترة المولد».
عادة زيارة المولد لا يقطعها «حمدى» وزوجته «إحسان»، كل عام يسافران ويتعاونان معاً من أجل الخدمة فى الموالد، وهو الأمر الذى يحضّران له من فترة قبل بدء المولد: «بنحضّر الحاجات اللى هنجيبها، بنحسبها، وبنبقى فرحانين أوى من قبلها أننا جايين».
بعد انتهاء فترة المولد، يساعدان بعضهما أيضاً فى لَمّ العلب وما تبقى من أطعمة، وعلى الرغم من التعب الشديد الذى يشتد عليهما أثناء الرجوع، إلا أن فرحتهما تكون أشد، يدعوان الله: «يا رب ما تحرمنا من خدمة الموالد».
تعليقات الفيسبوك