ترى الحياة بعين واحدة، والأخرى فقدتها منذ أن كانت طفلة عمرها 8 سنوات، كانت تجرى وتلهو كأقرانها حين باغتها طفل بضربة عصا مربوطة فيها قطعة من السلك أصابت قرنيتها بتهتك. بعد 13 عملية جراحية أجرتها مروة محمد، 19 عاماً، فى عينها المصابة، باتت مشوهة بشكل أكبر من ذى قبل، مما عرضها للسخرية ولكثير من المواقف المحرجة، لكنها كانت سبباً فى زيادة ثقتها بنفسها غير عابئة بنظرات الآخرين.
من طفلة تبكى على عين لا ترى بها، إلى شابة ناضجة مجبرة على وضع مستحضرات التجميل فى عين واحدة، هكذا تحولت «مروة»، التى تحدت تشوه عينها بالتصوير المستمر ووضع صورها على صفحتها على موقع «الفيس بوك»، دون اهتمام بآراء الآخرين فيها: «قررت أعدى كل اللى بسمعه عشان مافيش فى إيدى حاجة، الناس فى كل الأحوال مش بيعجبها العجب ومش بيرحموا حد، أنا فى الأول كنت بسمع التعليقات وأكتم فى نفسى عشان مازعلش أهلى معايا، لكن بعد كده بقيت أكبّر دماغى».
تدرس «مروة» فى المرحلة الثانوية، وتجد صعوبة فى المذاكرة بعين واحدة، كتلك الصعوبة التى تجدها فى حياتها بصفة عامة: «مش بعرف أعدى الطريق لوحدى خصوصاً لو طريق سريع، الحمد لله على نعمة البصر لكن الرؤية بعين واحدة صعبة، لكن بحاول أتعايش». تحكى أنها تتعرض للكثير من المواقف التى تصفها بـ«السخيفة» مع سائقى السيارات الذين يعتقدون أنها ترى بشكل كامل: «بسمع تعليقات بايخة منهم وفيه منهم بينزل يتخانق معايا عشان فاكرنى شايفاه لكن فى الحقيقة مابكونش شايفة كويس».
تعليقات الفيسبوك