"الشيخ العصري".. "أبو المعارف" يقدم جوهر الدين أعلى خشبة المسرح
الشيخ أبوالمعارف أحمد
ارتدى زيه الأزهري ووضع عمامته فوق رأسه وأمسك مسبحته، وخرج ليمارس وظيفته المقدسة في وعظ وهداية الناس، كإمام وخطيب ومدرس في وزارة الأوقاف المصرية.
لم يصعد أبوالمعارف أحمد درجات المنبر ليخطب المسلمين، ولكنه صعد درجات خشبة المسرح ليظهر كممثل يتحدث بلسان شمس الدين التبريزي، ويتحدث مع ممثل آخر يقدم دور مريد التبريزي، ويتحدثا عن الحب الإلهي ودرجاته.
يتخلل الحوار المصنوع بدقة وبإشراف مخرج مسرحي أداء صوتي إنشادي لفرقة إنشادية، تشدوا بما يتوافق مع محتوى المسرحية.
"العارف.. رحلة من الظلمة إلى النور" هو الاسم الذي اختاره أبوالمعارف الذي تربى تربية صوفية وتعلق قلبه بمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ودأبت أذنه على مصطلحات العشق الإلهي والهيام والمحبة.
قدم "أبوالمعارف" عرضه المسرحي بصحبة منشدين وعازفين وممثلين وراقصين مقدمًا جرعة فنية جوهرها المحبة والأخلاق الصوفية، وظاهرها العلاقة بين شخصين التقيا في محبة الله، ويجسد العلاقة التي يجب أن يكون عليها المحبين.
يحرص الشيخ أبوالمعارف، الذي يشغل منصب مدير مكتب وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، ويصعد المنبر كخطيب، ويؤم المسلمين في الصلاة، ويحظى بشعبية بين شباب الثغر، على الظهور بشكل عصري، وارتداء الأزياء الأعجمية، ليؤكد أن الدين لا يتعارض مع المظهر العصري.
تخرج أبوالمعارف في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، وحصل على ماجستير القانون من كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، ويحرص دائمًا على التواصل مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بعدما لٌقب بـ"مولانا العصر" و"الداعية العصري".
عروض الشيخ أبوالمعارف ليست قاصرة على المسلمين فحسب، لكن أقباط الإسكندرية يحرصون على حضور هذه العروض ويتفاعلون معها، باعتبار الحب موجود في كل الأديان السماوية وغريزة في النفس البشرية تتحرك مع حوار الشيخ مع مريده، الذي يجسده الفنان الداعية مع فنان آخر على خشبة المسرح في الإسكندرية.
قدم أبوالمعارف عروضه على مسارح الإسكندرية المختلفة وحققت حضورا كبيرا، خاصة بين فئة الشباب الذين يحرصون على حضور هذه الفعاليات باعتبارها شكلا جديدا من أشكال الفن، وتجديد حقيقي للخطاب الديني في مصر التي عانت كثيرا بسبب موجات التشدد التي تجتاح المجتمع بين الحين والآخر.