معظم مقالاتى أطرح فيها مشاكل الاستثمار والصناعة، ما أثار استغراب البعض، لدرجة أن أحد المسئولين سألنى على استحياء ماذا تستفيد من الدفاع عن الاستثمار والمستثمرين؟
على اعتبار أن كل شىء فى هذا الزمان بمقابل وليس لوجه الله والوطن، أجبته بمنتهى الصراحة أنا مستفيد من المستثمرين ومن طرح مشاكلهم وإزالة عقبات الاستثمار وإقامة مشروعات تسهم فى حل مشكلة البطالة لانتشال الشباب من الفقر حتى لا تستقطبهم الجماعات الإرهابية ويتحولوا إلى قنابل موقوتة إذا انفجرت لن يسلم منها أحد، أنا مستفيد من الدفاع عن قضايا الاستثمار من أجل زيادة الإنتاج، ونحن دولة تستورد غذاءها ومعظم احتياجاتها من الخارج، مستفيد من إعادة تشغيل المصانع التى دمرتها مافيا الاستيراد والاقتراض، ومستفيد من الدفاع عن المستثمرين والكتابة عن الاستثمار لأنه قضية حياة أو موت فى ظل ظروفنا الاقتصادية الصعبة يصبح القطاع الخاص هو الأمل، ويجب حمل المستثمرين على كفوف الراحة، مستفيد من وقف الاستيراد والاقتراض وتشجيع الاستثمار والتصنيع المحلى، وكتبت فى ذلك أكثر من مائة مقال وسوف أظل مدافعاً عن المستثمرين الجادين ورجال الصناعة المحترمين، حيث يسهمون فى فتح أبواب رزق للعاطلين الذين يضيعون أفضل سنوات عمرهم على المقاهى.
بعض المسئولين يخشون من التعامل مع المستثمرين ومساعدتهم، ويعتبرون ذلك شبهة، وكذلك بعض الإعلاميين يهربون من الدفاع عن رجال الصناعة والاستثمار خوفاً من الاتهام بالاستفادة، ولكن المسئول وأيضاً الإعلامى نظيف اليد لا يخشى ذلك ويمتلك شجاعة طرح كل القضايا بجرأة ما دام يسخر قلمه للصالح العام فقط، القطاع الخاص هو الأمل ولا يمكن أن تستمر الحكومة فى تحمل المسئولية بالكامل من توزيع المواد التموينية حتى إقامة المشروعات القومية الضخمة، سوف يأتى الوقت الذى تنسحب فيه وتتحول من دور تأدية الخدمة والمالك لكل شىء إلى التنظيم والرقابة والمتابعة، وتترك للقطاع الخاص القيام بمهمة الإنتاج والتوظيف، لأن فرصة العمل الحقيقية حالياً تتكلف أكثر من مليون جنيه والميزانية العامة لم تعد تتحمل هذا العبء، كما لا يمكن إعادة تجربة القطاع العام الفاشلة، دور الإعلام الوطنى هو تشجيع الاستثمار وإزالة العقبات أمام المستثمرين وإن لم يفعل ذلك فماذا يفعل إذاً؟ وإلى من يلجأ المستثمر لطرح مشاكله؟ فالإعلامى مثل وزيرة الاستثمار يجب أن يكون محامى المستثمر الجاد، قبل أن يهرب من بلده إلى 180 دولة تقدم له إغراءات لا يمكن رفضها، أنا لا أدافع عن رجال الأعمال بل عن رجال الصناعة والمستثمرين الجادين، والفرق كبير بين هذا وذاك، فالصناع رجال وطنيون مخلصون لا يهدفون إلى تحقيق الربح بقدر حرصهم على إقامة مشروعات تسهم فى حل مشاكل المجتمع الخاصة بزيادة الإنتاج وتوفير فرص عمل وضبط الأسعار، رجال الصناعة لو كان هدفهم الأرباح فقط فالأسهل لهم الاستيراد والتوكيلات وافتتاح الكافيهات والمطاعم ومعارض السيارات والسمسرة فى العقارات، الدفاع عن المستثمرين المحليين والصناع الجادين والمساهمة فى حل مشاكلهم شرف وواجب على كل إعلامى وطنى، لأن هؤلاء يحملون الوطن على أكتافهم (فى السراء والضراء)، ويقدرون ظروفه وهم أولى بالرعاية، كما أن المستثمر الأجنبى لن يأتى إلينا إذا كان المستثمر المحلى يعانى.. وتحيا مصر.