أسعدتنى توجّهات السيد الرئيس بالاهتمام بالمخدرات وضرورة بذل مجهود لكشف المدمنين بين الشباب فى المدارس والجامعات وسائقى السيارات وموظفى الدولة، وأشكر الأستاذة الفاضلة غادة والى، وزير التضامن الاجتماعى، لاهتمامها بهذا الموضوع، ولى إضافات لهذا الموضوع.
أولاً: مصحات علاج الإدمان، حيث يتم العلاج فى مستشفيات الصحة النفسية، ودرجات النجاح لا تكون فى مستوى رضاء الأسر المنكوبة بشاب مدمن، والسبب أن تاجر المخدرات يطارد الزبون بالمستشفى أو العيادة، ويوفر له الصنف، ولقد اقترحنا فى لجنة الصحة سابقاً إنشاء مستعمرات فى أماكن بعيدة، وليكن فى الصحراء، وتوفر فيها للمرضى وسائل تأهيل، مثل الرياضة والصناعات الحرفية، والبقاء فترة لا تقل عن ستة أشهر، أو الموضوع الثانى والمهم جداً وهو إدمان التدخين، خصوصاً الشباب، حيث إن 20% من الشباب من 12 إلى 16 عاماً يدخنون، والتدخين فى العادة هو المقدمة لإدمان المخدرات، ونادراً ما يتعود شاب على مخدر دون الإدمان سابقاً على التدخين، لذلك أرجو أن يكون الجهد أيضاً مركزاً على منع وعلاج إدمان التدخين، ولنا فى ذلك عدة مداخلات وأربعة تشريعات على مدى عشرين عاماً لمحاصرة ومضايقة وعلاج مدمن التدخين والنيكوتين، واهتمام الدولة فى هذا الأمر يتراوح بين الإهمال والاهتمام السطحى غير المؤثر، والاهتمام التام حسب شخصية المسئول عن الصحة، وعن التضامن الاجتماعى، وعن مسئولى الإعلام والثقافة.
ولى رجاء أن تضم مكافحة التدخين بين الموضوعات التى يحرص رئيس الجمهورية على توظيفها بين الشباب الذين يجتمع بهم ويحفّزهم ويرعاهم، لأنه فى خبرتى المتواضعة، استخدام الأطفال والشباب فى إقناع والدهم فى الامتناع عن التدخين، حيث إن ذلك يؤثر على صحة الأطفال والأسرة، من التدخين السلبى داخل المنازل، ويسبب مشكلات صحية فى الجهاز النفسى والهضمى، وأمراض القلب، فى سن مبكرة للأولاد وللزوجة، وأعلم أن شباب مصر يحمل للرئيس كل الاحترام والتقدير ومتابعة توجيهاته بكل الرضا والحب.
أخيراً الإعلام: لقد اجتمعتُ فى نقابة الأطباء عدة مرات بعدد من رجال وسيدات الإعلام من صحفيين ومخرجين للسينما والمسرح ورجال إعلام، لهم شعبية كبيرة، ورجوناهم أن يقل استخدام الشيشة والتدخين والمخدرات فى الدراما السينمائية والمسرحية، وإن كان الموقف الدرامى لا بد من احتياجه إلى التدخين فيمكن أن تلجأ الشاشة السينمائية أو التليفزيونية إلى نشر إعلان أو ملحوظة فى نفس وقت عرض تدخين السيجارة أو الشيشة بأن التدخين يسبب الوفاة المبكرة والإعاقة وضار جداً للصحة، وياحبذا لو نُشرت صورة من الصور التى نص القانون على طبعها على واجهة علبة التبغ، حتى يصبح فى ذاكرة الأطفال الخوف من هذا الوباء الوبيل، وأيضاً رجال الدين، فعلى السيد وزير الأوقاف أن يوجه خطباء المساجد لأن تكون خطبة واحدة على الأقل أثناء الشهر للتعريف بمضار التدخين، وأن علماء الدين أجمعوا على أن التدخين حرام حرام حرام، خصوصاً ونحن على وشك استقبال رمضان المعظم، وفيه ينقطع الناس عن ممارسة الحرام، وينقطعون عن التدخين دون مشاكل خلال فترة الصيام، التى قد تمتد لأكثر من 14 ساعة، ويطالبهم هم أنفسهم بالامتناع عن التدخين حتى يكونوا قدوة للمصلين.
لأن الذى يحدث فى معظم الأحيان أن الخطيب يتحدث عن الحلال والحرام فى التدخين، ثم يغادر المسجد والسيجارة فى فمه، فيصبح كلامه غير مقنع وغير ذى أثر. سيادة الرئيس، نشكركم على استمراركم فى الحرص على صحة المواطنين، وأرجو أن تضم إلى مبادراتكم العظيمة فى هذا المجال، الدعوة إلى محاربة التدخين وتطبيق القوانين، خصوصاً بين شباب مستقبل مصر.