4 مهرجانات سينمائية فى 3 شهور: «العليا للمهرجانات» تعيد توزيع الخريطة.. ورؤساء المهرجانات يرفضون
المخرج عمر عبدالعزيز
تضارب وتقاطع بين مواعيد إقامة المهرجانات والفعاليات السينمائية، وعود دائمة بـ«إعادة توزيع الأجندة»، باعتبارها الحل الوحيد، بالرغم من محدودية عدد المهرجانات السينمائية المقامة فى مصر مقارنة ببعض الدول العربية مثل تونس، إلا أنها مكدسة فى فترة زمنية لا تتعدى الأربعة شهور مقابل فراغ طوال العام، حيث يفتتح مهرجان أسوان لأفلام المرأة فعالياته فى نهاية فبراير، لم يمر أقل من أسبوع على ختامه حتى يفتتح مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية فعالياته، وفى فترة لا تتجاوز الأسبوعين تنطلق فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذى يليه فى أقل من شهر مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، وفى نفس تلك الفترة يقام عدد من المهرجانات، منها الإسكندرية للأفلام القصيرة وشرم الشيخ للمسرح الشبابى، ففى فترة لا تتجاوز الـ3 أشهر تقام 5 مهرجانات سينمائية، بينما تقسم المهرجانات المتبقية، التى لا يتجاوز عددها الثلاثة على تسعة أشهر.
عمر عبدالعزيز: نعانى التكدس.. و"عبدالجليل": بصدد الاجتماع مع اللجنة النوعية لإعادة التوزيع
لا تعتبر تلك الأزمة الوحيدة التى تواجه المهرجانات السينمائية فى مصر، فواحدة من أبرز الظواهر، التى تعكس حالة من الفوضى، هى تكرار أسماء المكرمين فى المهرجانات، على سبيل المثال كرم مهرجان الجونة فى دورته السابقة المقامة فى شهر سبتمبر، المنتجة التونسية درة بوشوشة، التى تم تكريمها فى الدورة السابقة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، مارس الماضى، ليتكرر تكريم نفس الشخصية فى فترة لم تتجاوز الـ5 أشهر.
وأشار الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما، إلى أن اللجنة النوعية المشكلة من اللجنة العليا للمهرجانات، بصدد الاجتماع مع رؤساء المهرجانات لبحث ما يتعلق بتغيير خريطة المهرجانات، وهو ما يتم بالتوازى مع إعادة تقييم المهرجانات السينمائية، ومدى نجاحها فى تحقيق أهدافها، وذلك وفقاً لتصريحاته لـ«الوطن».
وقال المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، عضو لجنة المهرجانات بالمجلس الأعلى للثقافة، إن هناك خطة لإعادة توزيع المهرجانات تبدأ من النصف الثانى للعام، حيث كانت هناك خطة لتفعيل ذلك من بداية العام الحالى، إلا أن بعض المهرجانات كانت قد ارتبطت بالفعل بحجوزات الفنادق وتذاكر الطيران، لن نلغى الفعاليات ولكن سنقوم بتنظيم مواعيدها فقط، وهو أمر فى صالح المهرجانات والقائمين عليها، لأن كل الأطراف فى حاجة إلى تنسيق، ونحن منحناهم فرصة هذا العام لإقامة الدورات الحالية».
وأشار السيناريست سيد فؤاد إلى أن إعادة توزيع خريطة المهرجانات أمر صحى وإيجابى، متابعاً: «هى خطوة ضرورية بسبب حالة التقارب الشديد بين المهرجانات، فلا يصح أن يكون بين كل مهرجان وآخر أيام قليلة، وتتجمع المهرجانات فى فترة قليلة ويكون باقى العام خالياً».
وفيما يتعلق بإمكانية تغيير موعد إقامة مهرجان الأقصر، أوضح فؤاد: «الأقصر ليس ضمن قائمة المهرجانات التى سيتم تغيير موعدها، فنحن لدينا موعد ثابت يكون الجمعة الثانية فى شهر مارس على مدار 8 دورات متتالية، وهو أيضاً على خريطة المهرجانات السينمائية فى أفريقيا، وبالتالى الالتزام بموعده المحدد يضعه على خريطة المهرجانات فى العالم وليس مصر فقط، فهو لديه صفة دولية واهتمام عالمى، ويعزز ذلك ثبات موعده منذ نشأته وحتى الدورة الثامنة، وأعتقد أن اللجنة العليا للمهرجانات تدرك أن إقامته فى موعده تثبيت للمهرجان، وربما يتم تغيير مواعيد بعض المهرجانات الأخرى».
وأضاف رئيس الأقصر الأفريقى لـ«الوطن»: «بالنسبة للمهرجان له طبيعة مختلفة تتعلق بالمدينة التى تقام بها الفعاليات، حتى تكون مناسبة من الناحية المناخية للضيوف المقبلين من مختلف دول العالم».
وقال الكاتب محمد عبدالخالق، رئيس مهرجان أسوان لأفلام المرأة، إن اللجنة العليا للمهرجانات تواصلت مع المهرجان لبحث تغيير موعده ضمن خطة توزيع خريطة المهرجانات، وتمت مناقشة الأمر بالتفصيل، حيث إن تغيير موعد «أسوان» ليس فى مصلحة المهرجان، موضحاً: «فى البداية مهرجان أسوان مرتبط بالطقس بصورة أساسية، فالشهور الثلاثة الأنسب بالنسبة للطقس ديسمبر، يناير وفبراير، ديسمبر يلى مهرجان القاهرة بشكل مباشر، ومن نهايته حتى نصف يناير يرتبط العالم كله بأعياد الميلاد، وبالتالى لن نستطيع تلقى أفلام فى تلك الفترة لإقامة فعاليات المهرجان، حيث نبدأ عملنا الفعلى فى استقبال الأفلام بعد انتهاء إجازات الكريسماس، وهو أقل وقت نستطيع القيام فيه بتلك المهمة، وبالتالى فرص تغيير الموعد بالنسبة لنا محدودة للغاية ولكن القرار فى النهاية للجنة»، وتابع عبدالخالق لـ«الوطن»: «فكرة وجود مهرجانات فى أوقات متقاربة ليست بدعة مصرية، فهناك مهرجانات فى دول مجاورة قد يقام مهرجانان فى نفس اليوم، مع الفارق أن المغرب وتونس لديهما عدد مهرجانات أكبر مقارنة بالمهرجانات المصرية، خاصة أن الأمر يقتصر على التقارب ولا يوجد تداخل بين مواعيد الفعاليات، وفى حالة تغيير الخريطة يكون ذلك للمهرجانات التى يمكن إعادة توزيعها بالنسبة للظروف المناخية للمحافظات المقامة بها».