ضحايا الربيع العربى يستنجدون بالعمالة المصرية
وزير العمل الليبي
احتضنت مصر على مدار 5 أيام قيادات العمل فى الوطن العربى من حكومات أو أصحاب أعمال واتحادات عمالية، للمشاركة فى أعمال الدورة الـ46 لمؤتمر العمل العربى، الذى انعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور 16 وزير عمل عربياً، بالإضافة إلى محمد سعفان، وزير القوى العاملة فى مصر، ورؤساء وأعضاء وفود منظمات أصحاب العمل والاتحادات العمالية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وممثلى المنظمات العربية والدولية، والاتحادات النوعية والمهنية العربية، وعدد من الشخصيات العربية والعالمية الفاعلة فى مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
"الوطن" تحاور وزراء وقيادات العمل فى ليبيا والعراق وسوريا واليمن
فى السطور التالية تحاور «الوطن» وزراء وقيادات العمل والعمال فى أربع دول احتدم الصراع واندلعت الحروب بها خلال السنوات الماضية، وهى سوريا واليمن والعراق وليبيا، يتحدثون عن معاناتهم وعما خلَّفته حروب الإرهاب فى بلادهم من خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية ونفسية، وكيفية إعادة إعمار البنية التحتية لها، وأطر التعاون بين بلادهم من خلال بروتوكولات التعاون التى تم توقيعها مع وزير العمل المصرى.
قال المهدى الأمين، وزير العمل والتأهيل بدولة ليبيا، إن أكبر تحدٍّ فى الوقت الراهن يواجه الدولة الليبية هو الإرهاب، وهو تحدٍّ على مستوى عربى، ويحتاج إلى تنسيق عالمى وإقليمى. وأضاف: «نحاول خلق بيئة جاذبة للعمل، ونعمل على إعطاء العمالة المستقدمة حقوقها كاملة».
وتابع «الأمين»، فى حواره لـ«الوطن»، أن ليبيا تفتقر إلى المهارات الفنية الماهرة، خاصة العمالة التخصّصية كالزراعة والتعليم فى مراحل الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعات، وأيضاً الأطباء والتمريض، والتمريض المساعد، وفى البناء والنجارة والحدادة، مشيراً إلى أن مصر تعتبر الدولة الأولى لليبيا فى استقدام العمالة خلال المرحلة المقبلة، وذلك لتوافق العادات والتراث الثقافى والاجتماعى بين البلدين. وإلى نص الحوار:
أعلن باسم الربيعى، وزير العمل والشئون الاجتماعية بالعراق، أن بلاده تتفاوض مع مصر حالياً للاستعانة بالعمالة المصرية فى إعادة إعمار العراق بعد استقرار الأوضاع ودحر قوى الإرهاب التى دمرت البلاد، مؤكداً أنه يتم حالياً إجراء مسح كامل لسوق العمل لتحديد الوظائف المطلوبة فعلياً حتى لا تكون منافساً للعمالة الوطنية.
وأضاف «الربيعى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن مصر تمتلك نظاماً مهماً جداً فيما يتعلق بالتفتيش والسلامة والصحة المهنية، وهو ما سنبدأ فى نقله من مصر إلى العراق، باتفاق واضح، سيعقد قريباً فى اللجنة المشكلة بين القاهرة وبغداد، مشيراً إلى أن وزارته ليس لديها حصر دقيق بإجمالى عدد المصريين الموجودين بالعراق.. وإلى نص الحوار:
منذ بدء الأحداث فى ليبيا عام 2011.. كيف صار الوضع الليبى حالياً؟
- الوضع اختلف إلى حدًّ ما، هناك استقرار نسبى، وليبيا تعيش حالياً فى مرحلة بناء حقيقية، ونرغب بشدة فى عودة العمالة المصرية مرة أخرى إلى ليبيا، فمصر هى الوجهة الأولى لنا فى استقدام العمالة خلال المرحلة المقبلة، نظراً لتوافق العادات والتراث المشترك اجتماعياً، نوجّه رسالة شكر إلى مصر، لوقوفها دائماً بجانبنا، فهى روح الأمة العربية، ونجدها دائماً تقف مع الشعب الليبى، فمصر تدعم استقرار ليبيا وشعبها يحب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وندعو كل الأقطار العربية لدعم الشعب الليبى، للوصول إلى مرحلة الاستقرار.
ما أبرز التحديات التى تواجه ليبيا؟
- لا شك أن أكبر تحدٍّ فى الوقت الراهن هو الإرهاب، وهو تحدٍّ على مستوى عربى، ويحتاج إلى تنسيق عالمى، ونحاول خلق بيئة جاذبة للعمل، ونعمل على إعطاء العمالة المستقدمة حقوقها كاملة، ونستطيع التغلب على كل التحديات الأمنية، كما أننا نفتقر للمهارات الفنية الماهرة، خاصة العمالة التخصّصية كالزراعة والتعليم فى مراحل الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعات، وأيضاً الأطباء والتمريض، والتمريض المساعد، والبناء والنجارة والحدادة، وبكل تأكيد فإن العمالة المصرية لها أفضلية كبرى لدينا.
وزير العمل الليبى: فقدنا 3 ملايين عامل مصرى منذ 2011.. ومصر وجهتنا الأولى
فيمَ ترى أفضلية العمالة المصرية بالنسبة إلى ليبيا؟
- العمالة المصرية تتميز بالمهارة على مستوى المحيط العربى بأكمله، ولن نستغنى عنها بأى حال، حيث إن سوق العمل الليبية بحاجة كبيرة إلى عمالة ماهرة فى مجالات البناء والزراعة والكهرباء، وأيضاً عمالة تخصّصية، مثل المدرسين والأطباء والتمريض، ومصر من الدول المنافسة الكبيرة فى كم العمالة الماهرة، التى تمتلكها فى تلك المجالات.
وهل هناك تنسيق فى مجال استقدام العمالة المصرية إلى ليبيا؟
- سنجتمع مع وزير القوى العاملة المصرى، محمد سعفان، لتنسيق ومناقشة آليات العودة السلسة للعمالة من وإلى ليبيا، ووضع أجر مزاولة عمل وكيفية التسجيل بمنظومة العمل الليبية، لأن لدينا إدارة استقدام للعمالة، وسيتم التنسيق مع إدارة الهجرة والجوازات لدخول العمالة السلس مباشرة إلى ليبيا من خلال مطارات طرابلس والقاهرة.
"الأمين": الوضع الليبى يتخطى أزمته.. ونحاول خلق بيئة جاذبة للعمل
كم كان عدد العمالة المصرية بليبيا قبل أحداث الفوضى؟
- قرابة 3 ملايين مصرى منذ 2011، وفقدنا معظمهم، وحالياً يتم البناء من جديد، مع تحديد ما تفتقر إليه السوق، من خلال تسجيل وزارة العمل للمهن التى تطلبها.
كم تبلغ نسبة فرص العمل المتوافرة الآن فى ليبيا؟
لدينا فرص عمل كبيرة، فنحن الآن فى مرحلة تحتاج إلى التطوير والبناء، مما يتطلب منا استقدام عمالة كثيرة، ونحتاج إلى تعاون حكومى، وبالدرجة الأولى تعاون دول الجوار، وعلى رأسها مصر.
مصر طلبت من قبل تحديد أكثر المناطق أماناً للعمل بها فى ليبيا، فما هى؟
- من أبرز المناطق الآمنة التى تحتاج إلى استقدام عمالة هى طرابلس وجنوب ليبيا وبنغازى والواحات.
أعلن باسم الربيعى، وزير العمل والشئون الاجتماعية بالعراق، أن بلاده تتفاوض مع مصر حالياً للاستعانة بالعمالة المصرية فى إعادة إعمار العراق بعد استقرار الأوضاع ودحر قوى الإرهاب التى دمرت البلاد، مؤكداً أنه يتم حالياً إجراء مسح كامل لسوق العمل لتحديد الوظائف المطلوبة فعلياً حتى لا تكون منافساً للعمالة الوطنية.
وأضاف «الربيعى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن مصر تمتلك نظاماً مهماً جداً فيما يتعلق بالتفتيش والسلامة والصحة المهنية، وهو ما سنبدأ فى نقله من مصر إلى العراق، باتفاق واضح، سيعقد قريباً فى اللجنة المشكلة بين القاهرة وبغداد، مشيراً إلى أن وزارته ليس لديها حصر دقيق بإجمالى عدد المصريين الموجودين بالعراق.. وإلى نص الحوار:
وزير العمل العراقى: نتفاوض مع القاهرة للاستعانة بعمال مصريين فى إعادة الإعمار
هل هناك تعاون بين العراق وجهات عربية لتطوير العمالة العراقية؟
- التعاون فى مجال العمل والعمال قائم على التدريب وتبادل الخبرات فى القطاعات المختلفة، وتعتمد فكرة التدريب على التعاون ونقل الخبرات مع كثير من الدول العربية، وبالأخص فى عملية نقل التكنولوجيا، وطلبنا من منظمة العمل العربية أن ننضم إلى لجنة الخبراء لديها، حتى نستطيع المساعدة بما لدينا من خبرات، وأيضاً نستفيد بما لدى المنظمة من خبرات فى مجال سوق العمل فى العراق.
وماذا عن التبادل التثقيفى والتدريبى مع مصر؟
- إن مصر تمتلك نظاماً مهماً جداً فيما يتعلق ببرامج التفتيش والسلامة والصحة المهنية، وهو ما سنبدأ فى نقله من مصر إلى العراق، باتفاق واضح، سيعقد قريباً فى اللجنة المشكلة بين مصر وبغداد، وأنا على ثقة تامة بأننا سنستفيد من هذه التجربة.
فى الدورة الماضية من مؤتمر العمل العربى تحدثتم عن حاجتكم لعمالة مصرية.. إلى أين وصلت المفاوضات؟
- نتفاوض حالياً مع وزارة القوى العاملة حول الاستعانة بالعمالة المصرية، ولدينا مسح شامل لسوق العمل بالعراق لتحديد الوظائف المطلوب استقدام عمالة بها، ويجب أن نوازن بين العمالة الوطنية والعمالة المصرية، لأن هناك بعض الخبرات التى يمكن أن نستفيد فيها من العمالة المصرية، ولكن بكل تأكيد يجب ألا تكون على حساب العمالة الوطنية.
"الربيعى": نحدد المهارات المطلوبة لتجنب منافسة العمال العراقيين
ما أبرز القطاعات التى تحتاجون للعمالة المصرية فيها؟
- نحن الآن نقوم بمسح شامل لكل الوظائف المتاحة لدينا، عن طريق وزارة التخطيط فى العراق، والمسح لا يشمل عدد القطاعات أو الوظائف فقط، بل يتضمن المهارات التى نحتاجها، لأننا فى العراق لدينا العديد من أصحاب المهارات، لكننا نحتاج بعض المهارات، خاصة فى القطاع النفطى، فهذا القطاع نعتمد عليه بقدر كبير من أجل تنمية اقتصاد الدولة، والفترة المقبلة سنعلن عما نحتاجه.
هل يوجد عمالة مصرية فى العراق حالياً؟ وهل هناك إحصائية عن الأعداد؟
- لدينا عمالة مصرية بالفعل، ولكن لدينا مشكلة وهى أننا غير قادرين على حصرها بشكل دقيق، ونقوم فى المرحلة الحالية بعمل مسح شامل ومن المقرر أن ننتهى منه فى مايو المقبل، والعمالة التى تأتى إلينا وفق القانون ستكون محمية ولها الحقوق الكاملة، ولكن العمالة التى تأتى بطريقة غير قانونية نتعامل معها وتتم المحاسبة وفق قوانيننا، وبالتالى سنقوم بعملية موازنة بين العمالة الوطنية والوافدة.
ما أبرز الملفات التى تعملون عليها بالوزارة حالياً؟
- نحن نعمل فى الوقت الحالى على تحسين الاقتصاد، من خلال إبرام اتفاقيات وبروتوكولات تعاون عديدة مع جهات مختلفة بغرض تعزيز الاستثمارات، كما أن الوزارة هى الخط الرادع أمام كل متجاوز فى حق الإعانة الاجتماعية، ومؤخراً تم استرداد أكثر من 18 مليار دينار من المتجاوزين على مبالغ الإعانة الاجتماعية، فضلاً عن تشكيل لجان تحقيق فى حق الموظفين الذين ارتكبوا مخالفات تتعلق بالتجاوزات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
مشروع "أصدقاء"
اشتهرت العمالة المصرية بالمشاركة الفعَّالة والبنَّاءة لنهضة دول الخليج فى كل المجالات والأعمال اليدوية كالبناء، وقد عمل عدد كبير من المصريين يُقدَّر بنحو 250 ألف مصرى لسنوات طويلة بالعراق فى عقد الثمانينات، تركوا خلالها بصمة كبيرة بين الشعب العراقى، وأسهموا فى النهضة التى شهدها العراق قبل الغزو الأمريكى له عام 2003.
قال جمال قادرى، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال سوريا، إنه رغم حدة ووحشية الأعمال والممارسات الإرهابية التى مورست بحق أبناء الشعب السورى على امتداد السنوات الثمانى الماضية، فإن سوريا بشعبها الأبى الصامد وجيشها العقائدى البطل ودعم حلفائها الشرفاء تسير بخطى ثابتة إلى النصر النهائى على الإرهاب وداعميه، وأضاف «قادرى»، فى حواره لـ«الوطن» على هامش الدورة 46 من مؤتمر العمل العربى التى تنعقد فى القاهرة، أن عمال سوريا اليوم رغم الجراح والصعوبات يواصلون ترميم وإعادة بناء ما دمره الإرهاب.. وإلى نص الحوار:
وجَّهت ابتهاج الكمال، وزيرة العمل اليمنية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على موقف مصر المشرِّف المتمسك بوحدة اليمن ودعم الشرعية الوطنية ضد إرهاب الحوثيين، مؤكدة أن الصراع المشتعل فى بلادها خلق أوضاعا مأساوية أثَّرت سلبياً على جميع القطاعات، وفى مقدمتها قطاع العمل، حيث وصلت معدلات الفقر إلى 85% خلال 2018 وارتفعت البطالة لأكثر من 60%. وقالت فى حوار لـ«الوطن» إن هناك 20 مليون يمنى يعيشون ظروفاً صعبة للغاية ويحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة بينهم 10 ملايين طفل، مضيفة أن مصر كانت من أوائل الدول التى فتحت أحضانها لليمنيين الفارين من جحيم الحرب، ويوجد بها حالياً نحو 1.5 مليون يمنى.. وإلى نص الحوار:
رئيس اتحاد عمال سوريا: إملاءات صهيو - أمريكية تخطط لتدمير أوطاننا.. ونشكر مصر على دعمها
كيف تقيّم الأوضاع السورية بعد 8 سنوات من الفوضى؟
- رغم حدة ووحشية الأعمال والممارسات الإرهابية التى مورست بحق أبناء شعبنا على امتداد السنوات الثمانى الماضية، ورغم وقاحة التدخلات الداعية للإرهاب وباعتراف أصحابها جهاراً نهاراً على وسائل الإعلام، فإن سوريا بشعبها الأبى الصامد، وجيشها العقائدى البطل، ودعم حلفائها الشرفاء، تسير بخطى ثابتة إلى النصر النهائى على الإرهاب وداعميه، وعمال سوريا اليوم رغم الجراح والصعوبات يواصلون ترميم وإعادة بناء ما دمره الإرهاب، ويواصلون ترميم وبناء قاعدتنا الاقتصادية التى شكلت الضمانة الأساسية لأبناء شعبنا فى توفير الأمن الغذائى وتأمين جميع المجالات الحيوية فى التعليم والصحة ومختلف فروع الخدمات.
"قادرى": أعداؤنا يفرضون حصاراً اقتصادياً وإجراءات قسرية لتعميق معاناتنا
وكيف ترى الحصار الاقتصادى على سوريا؟
- فى الوقت الذى استطعنا فيه بدماء الشهداء وبسالة أبطال الجيش العربى السورى استرداد معظم الجغرافيا السورية إلى حضن الوطن، يستمر أعداؤنا انتقاماً لهزائمهم بفرض حصار اقتصادى خانق وإجراءات قسرية أحادية الجانب، تستهدف تعميق معاناة الشعب العربى السورى فى أسباب معيشته وحياته اليومية، وهو الذى عانى على امتداد سنوات الحرب معاناة رهيبة تماهت فيها تأثيرات الحصار مع الأفعال الإجرامية التدميرية للعصابات الإرهابية.
كيف ترى الدورة 46 من مؤتمر العمل العربى التى تنعقد فى القاهرة؟
- مؤتمر العمل العربى يأتى هذا العام فى ظل تحديات كبيرة تواجه عالمنا العربى فى جميع أقطاره، فمن لم تطله التحديات الأمنية والإرهاب يواجه تحديات اقتصادية، ولا يوجد من يعيش حالة استقرار تام، وهناك تعثر وتوقف لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالى أدى إلى انتشار ظواهر البطالة والفقر والتهميش فى معظم أقطارنا العربية، بسبب هدر الموارد الهائلة التى تزخر بها أقطار الوطن العربى، فضلاً عن خلق الفوضى فى بعض الأقطار استجابة لإملاءات إمبريالية غربية صهيو - أمريكية تخطط وتعمل بلا كلل أو ملل لتدمير أوطاننا وتفتيتها وإبقائها فى دائرة التخلف والعجز، وأود الإشارة هنا إلى أن ضعفنا شجع أعداءنا على استباحة حرماتنا، خاصة قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فضلاً عن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتلة، وفى هذا الصدد نشكر مصر دائماً على وقوفها بجانب أشقائها وعلى حسن استقبال شعبها للسوريين على أرض مصر، فهى احتضنت أبناءنا واستقبلتهم بحفاوة.
وما دور منظمة العمل العربية فى ظل هذه التحديات؟
- يجب علينا جميعاً أن يكون هناك تنسيق جهود من خلال منظمة العمل العربية وكل مؤسسات العمل العربى المشترك لنبذ الخلافات ووضع الخطط الكفيلة بالخروج من الواقع الصعب الذى تمر به الأمة، لأن التحديات كبيرة وستطال الجميع بآثارها ونتائجها الكارثية إن لم نبادر إلى التخطيط المشترك لمواجهتها.
وجَّهت ابتهاج الكمال، وزيرة العمل اليمنية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على موقف مصر المشرِّف المتمسك بوحدة اليمن ودعم الشرعية الوطنية ضد إرهاب الحوثيين، مؤكدة أن الصراع المشتعل فى بلادها خلق أوضاعا مأساوية أثَّرت سلبياً على جميع القطاعات، وفى مقدمتها قطاع العمل، حيث وصلت معدلات الفقر إلى 85% خلال 2018 وارتفعت البطالة لأكثر من 60%. وقالت فى حوار لـ«الوطن» إن هناك 20 مليون يمنى يعيشون ظروفاً صعبة للغاية ويحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة بينهم 10 ملايين طفل، مضيفة أن مصر كانت من أوائل الدول التى فتحت أحضانها لليمنيين الفارين من جحيم الحرب، ويوجد بها حالياً نحو 1.5 مليون يمنى.. وإلى نص الحوار:
وزيرة العمل اليمنية: معدلات الفقر وصلت إلى 85% خلال 2018.. والبطالة تجاوزت 60%
كيف أثر الصراع المشتعل فى اليمن على قطاع العمل؟
- الأحداث التى يعيشها اليمن أدت إلى تدهور كبير فى الاقتصاد اليمنى، وارتفعت البطالة بنسبة تزيد على 60%، وهناك صعوبة كبيرة فى خلق فرص عمل فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد.
وماذا عن الوضع الراهن فى اليمن؟
- اليمن يواجه ظروفاً صعبة للغاية، بسبب انقلاب الحوثيين والاستيلاء على السلطة، وهو ما أدى إلى انعكاسات سلبية على التنمية وسوق العمل، حيث تراجع النمو الاقتصادى وتعطلت الأنشطة الاقتصادية وتم تدمير البنية التحتية، وتزايدت معاناة الفقراء وارتفعت معدلات الفقر لتصل إلى 85% خلال 2018، وأصبح لدينا أكثر من 20 مليون شخص يحتاجون للمساعدات الإنسانية، منهم 10 ملايين طفل.
هل هناك بوادر انفراجة للأوضاع المأساوية فى اليمن؟
- رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية، فإنه بفضل الجهود المتواصلة التى تبذلها الحكومة وبدعم من التحالف العربى لتحسين معدل النمو الاقتصادى يشهد هذا العام استقراراً نسبياً فى الأوضاع الاقتصادية، واستقراراً فى أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال، بعد أن شهد تدهوراً غير مسبوق، ولتحسين الأوضاع المعيشية أصدرت الحكومة قراراً بزيادة المرتبات بنسبة 30% لجميع موظفى الجهاز الحكومى والعسكرى والمتقاعدين.
وماذا عن إعادة إعمار اليمن؟
- إعادة الإعمار ليست سهلة، بعد حرب استمرت 4 سنوات دمرت البنية التحتية فى التعليم والصحة، ومعظم مؤسسات الدولة، لذلك احتياجات اليمن كثيرة، ونحن فى المرحلة الحالية نقوم بعمل إحصائيات للمحافظات المحرَّرة وبدأنا نجهز الاحتياجات العاجلة لها، وما تقدمه الدول المانحة لليمن عبارة عن مساعدات إنسانية، ونحتاج فى المرحلة المقبلة أن تتحول من مساعدات إنسانية إلى مرحلة جديدة لإعادة إعمار البنية التحتية، كما أن تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية يتطلب تطويراً لتشريعات العمل لتتوافق مع معايير العمل الدولية، وتنمية للمهارات بشكل يستجيب لاحتياجات سوق العمل المتغيرة، بجانب فتح حوار ثلاثى فاعل بين أطراف العمل الثلاثة، لضمان استدامة الوظائف، وإدماج احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية فى سياسات الاقتصاد الكلية.
"الكمال": نشكر "السيسى" على التمسك بوحدة بلادنا ودعمه للشرعية ضد إرهاب الحوثيين
ما أوجه التعاون بين مصر واليمن فى الوقت الحالى؟
- مصر تدعم الشرعية فى اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين، ونشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على ما بذله من جهود كبيرة للتمسك بوحدة اليمن، ومصر من أوائل الدول التى فتحت ذراعَيها واحتضنت اليمنيين، وهناك اتفاقية مشتركة بيننا فى مجال العمل، وهناك لجنة عليا مشتركة ستنعقد قريباً برئاسة رئيسَى الوزراء المصرى واليمنى لتحديث الاتفاقيات القديمة التى كانت موجودة من قبل، وخاصة فى مجال العمل.