"بيزنس إنسايدر" في رحلة إلى طيبة القديمة: الموقع الأكثر روعة
صورة أرشيفية
تناول محرر الرحلات السياحية بصحيفة "بيزنس إنسايدر" البريطانية هاريسون جيكوب، رحلته إلى مدينة "طيبة" القديمة بالأقصر، ووصفها بأنها كانت رحلة رائعة وممتعة.
وقال في تقريره، "لقد قضيت شهرًا كاملاً في مصر، وكان الموقع الذي زرته والأكثر روعةً هي مدينة طيبة القديمة، وعلى الرغم من أن أشهر موقع أثري في مصر هو هرم الجيزة الأكبر، وهو الوحيد من عجائب الدنيا السبع القديمة الذي مازال باقياً، والوحيد الذي بقي ضمن إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، إلا أنه في رحلتي الأخيرة إلى مصر، وجدت أن مدينة الأقصر، التي كانت فيما مضى عاصمة طيبة في الماضي وغالبًا ما يطلق عليها أكبر متحف مفتوح في العالم، كانت تحتضن الآثار المصرية القديمة الرائعة ومواقع الدفن والمعابد والهيروغليفية أكثر من الجيزة".
وأضاف "جيكوب" في تقريره، "أن الأقصر هي موطن وادي الملوك، وهو وادي يضم أكثر من 60 مقبرة ملكية صخرية مليئة بالحروف الهيروغليفية الملونة ولوحات الكهوف، ومعبد الكرنك، وهو معبد فرعوني يزيد عمره عن 1500 عام، وعشرات المقابر الأخرى والمعابد والتماثيل".
وتابع، "وصلت إلى الأقصر بطريقة غير مباشرة، حيث أخذت قطارًا مدته 12 ساعة من القاهرة إلى أسوان، وهي بلدة على الحدود الجنوبية لمصر، ثم استمتعت بنهر النيل في رحلة بحرية استغرقت عدة أيام إلى الأقصر، حيث توقفت عند العديد من المعابد على طول الساحل، حيث كانت المناظر على طول نهر النيل مذهلة".
وأوضح "جيكوب" في تقريره، "وصلت إلى الأقصر ليلاً، وفي صباح اليوم التالي أخذت منطاداً ملوناً في رحلة ممتعة، رأيت خلالها المدينة القديمة من أعلى، ورأيت العديد من المواقع القديمة في مدينة الأقصر، والعديد من تماثيل الجرانيت يبلغ طولها 60 قدمًا ومجموعًا من المعابد المترامية الأطراف، ومن المنطاد رأيت معبد رمسيس الثالث الجنائزي في مدينة هابو، حيث يشتهر بالوحات المنقوشة بالداخل التي تصور هزيمة رمسيس الثالث للشعوب التي أطلق عليها شعوب البحار".
ولفت "جيكوب" في تقريره، "بعد النزول من المنطاد، حان الوقت للتوجه إلى الضفة الغربية لنهر النيل، حيث قسمت مدينة طيبة القديمة إلى منتصفين بسبب النهر، وكان الجانب الشرقي، حيث تشرق الشمس يعيش الناس، بينما كان الجانب الغربي، حيث تغرب الشمس، حيث يدفن المصريين الققدماء موتاهم، وكان أول مكان قابلناه هو وادي الملوك الذي تم بناؤه داخل مضيق، مكانًا لدفن الملكات والأطفال الملكيين، وهناك أكثر من 90 مقبرة متناثرة في الوادي، وكل واحدة تتكون من ممرات مزخرفة ومنقوشة وغرف للتوابيت، وتكلفت رؤية مقبرة الملكة نفرتيتي الأكثر شهرة نحو 60 دولارًا بمفردها".
وأشار "جيكوب" في تقريره، "أنه يوجد ما يقرب من 63 مقبرة ملكية، لكن 18 مقبرة منهم فقط مفتوحة يوميًا للجمهور، وتتيح لك تذكرة الزيارة، التي تبلغ تكلفتها حوالي 8 دولارات، زيارة ثلاثة مقابر فقط، ولا تتضمن تلك التذكرة زيارة المقبرة الأكثر شهرة في العالم، مقبرة توت عنخ آمون، ويعد التقاط الصور داخل المقابر أمرًا مهمًا ويتطلب السماح بالتصوير دفع ثمن تذكرة إضافية تبلغ تكلفتها 17 دولارًا، وهناك حراس في كل مقبرة لمنع التجاوزات أو الأمور غير المسموح بها في الزيارة".
"كان المصريون القدماء ينحتون ويطلون مشاهد متقنة على الجدران، وغالبًا ما يصورون الفرعون الذي كان قبره بجانب العديد من الآله، بخاصة أولئك الذين حكموا العالم السفلي، وغالبًا ما كانت الأسقف تحتوي على لوحات لكواكب وأبراج أو صور لقوارب شمسية، وقوارب ضخمة تهدف إلى حمل الفرعون مع إله الشمس رع عبر السماء إلى الحياة الأخرى، وتقريبا جميع المقابر قد سُرِقت بالكامل بحلول نهاية العصور القديمة، حيث كانت المقابر مناطق جذب سياحية شهيرة في العصور اليونانية والرومانية، وهناك رسوم ونقوش كبيرة على جدران العديد من المقابر من تلك العصور، وكانت مقبرة رمسيس الرابع، واحدة من أكثر المقابر زينة، حيث كان السقف مغطى بلوحات الطيور والحروف الهيروغليفية، وكانت المقابر الأكبر والأعمق والأكثر غنىً هي عادة مقابر الفراعنة الذين حكموا لفترة طويلة".
وفي تقريره، قال "إنه مثل كل المقابر، ينتهي قبر رمسيس الرابع بغرفة الدفن، ولكن على عكس العديد من المقابر الأخرى، لا يزال التابوت موجوداً في المقبرة، ويعد تابوت رمسيس الرابع أحد أكثر التوابيت شهرة بين جميع المقابر، حيث تُظهِر اللوحة المصورة على التابوت، إلهة السماء والحياة الآخرة، مُصوَّرة على أنها امرأة عارية مغطاة بالنجوم، وكانت محطتي التالية معبد حتشبسوت، وكانت حتشبسوت الملكة الحاكمة، منذ ان تولت العرش بعد وفاة زوجها، وكان حكمها مزدهرا، كما يتضح من معبدها الرائع، وحكمت مصر لمدة 20 سنة، ويتكون معبدها من سلسلة من الأعمدة على ثلاثة مستويات منفصلة تقع حول منحدر طويل، كل جزء مخصوص لإله مختلف".
"استيقظت مبكراً في اليوم التالي لرؤية معبد الكرنك، الذي يعتبره الكثيرون أكبر مجمع للمعابد في مصر وواحد من أكبر المعابد في العالم، وكانت السمة الرئيسية لمجمع المعابد هي قاعة الأعمدة، ثم سلسلة من الأعمدة تبلغ 134 هي قدم ضخمة للغاية، وتغطي مساحة قدرها 54000 قدم مربع، وكانت محطتي الأخيرة في الأقصر هو معبد الأقصر، حيث إنه بعيد عن آخر شيء يمكن رؤيته في المدينة أو في أطلال طيبة القديمة، وبخلاف معظم المعالم الأثرية والآثار الأخرى، فإن معبد الأقصر يقع مباشرة في وسط المدينة الجديدة، وقد تم بناء المعبد في المقام الأول من قبل الفراعنة أمنحتب الثالث ورمسيس الثاني، ويظهر رمسيس الثاني في تمثالين عملاقين يحيطان بمدخل المعبد"، قالها "جيكوب".
واختتم "جيكوب" تقريره بالقول، "مثل كل طيبة، تتركك المعابد في حالة من الرهبة، بينما تظل مواقع مثل أهرامات الجيزة دائماً مهمة بالنسبة لكثير من السائحين، حتى مع انخفاض قطاع السياحة في مصر، فإن المواقع في الأقصر لا تزال أقل زيارة، وعندما زرت الأهرامات في موسم الذروة، كان عندي معبد الأقصر أكثر متعة، وبعد قضاء يومين في الأقصر، وجدت نفسي أتوق إلى عدم العودة إلى القاهرة".