الأستاذة الدكتورة وزيرة الصحة
والأستاذ الدكتور نقيب الأطباء
والأستاذ الدكتور رئيس الجمعية الطبية والشعَب المتخصصة
أحييكم جميعاً أطيب تحية، وقلبى معكم فى بذل الجهد للارتفاع بمستوى وسمعة الخدمات الطبية فى مصر، خصوصاً أن لديكم الوسائل لتحقيق ذلك مع أساتذة فى الطب مميزين وعلى مستوى عالٍ، ومستشفيات علاجية على مستوى رفيع من التجهيز، سواء فى القطاع الحكومى أو القطاع العسكرى أو القطاع الخاص.
منذ أواخر السبعينات ونحن نعدّل قانون مزاولة المهنة فى نقابة الأطباء، ودار حديث ومناقشة حول قبول الاستعانة بالخبراء الأجانب فى بعض التخصصات، وكان المتوافر لدينا من المستشفيات الحديثة والتجهيزات فى التشخيص والعلاج قليلاً، ويطلب المرضى المستوى العالى من الخدمة الصحية الذى لم يكن دائماً متوفراً. ولذلك كان موضوع الاستعانة بالخبراء الأجانب فى موضعه، خصوصاً أن السفر للخارج كان أمل كل مواطن يشكو من مرض نادر، أو الخبرة فيه قليلة فى مصر. وحاولنا فى القانون أن نجمع ما بين الحاجة إلى الخبرة الأجنبية فى بعض الأحيان والمحافظة على سمعة الأطباء المصريين، خصوصاً أن العائدين من الخارج والحاصلين على خبرة حديثة أصبحوا فى زيادة، ولذلك وضعنا الضوابط التالية.
أولاً: يطلب من الخبير العمل فى المؤسسات الجامعية والتعليمية لأنه سيكون من مسئولياته تعليم وتدريب الأطباء المصريين.
ثانياً: لا تزيد فترات العمل عن مرة واحدة فى العام وبحد أقصى ثلاثة أسابيع.
ثالثاً: ألا تكون وسيلة لاستغلال المريض المصرى ولكن الأتعاب تكون فى الحدود الملائمة وتتحمل الدولة التكاليف لغير القادرين.
وطبقنا هذا النظام بكل الفاعلية، حيث إن الخبير لا بد أن يحصل على موافقة النقابة، ولابد أن توافق الوزارة على إعطائه الترخيص والموافقة على العمل لفترة أقصاها ثلاثة أسابيع ولفترة واحدة فى العام.
وأذكر أننا كنا نتعرض للمطالبة والإلحاح من الأساتذة ورؤساء الجمعية الطبية والجمعيات العلمية المتخصصة بعدم التجاوز، والإصرار على تطبيق القانون. وأخص بالذكر المغفور له جرّاح القلب ورئيس جمعية جرّاحى القلب والصدر الأستاذ الدكتور أنور بلبع الذى كان دائم الحضور للنقابة والمناقشة معى فى بعض الأسماء المقترحة لجراحة القلب المفتوح، خصوصاً جراحة شرايين القلب التى هاجمت أمراضها مصر كالوباء بسبب التدخين والسكر والضغط، وكان عدد الأماكن التى يقوم فيها المصريون بالعمل فى جراحة شرايين القلب قليلاً، والخبرة لجرّاحى القلب لا تزال فى بدايتها، وكان عدد كبير من المرضى يسافرون للخارج لإجراء هذه العملية، وكان هذا سبباً فى أن سفر مرضى الشرايين الآن وصل إلى مستوى متواضع بل نادر، وشكرنى الدكتور حاتم الجبلى، رئيس مستشفى دار الفؤاد، الذى كان التخطيط له أن يكون جزءاً من مستشفى كليفلاند، حيث رفضنا ذلك وطبقنا القانون، وشكرنى لأن ذلك فتح الطريق للأساتذة المصريين فى جراحة القلب ونقل الأعضاء وكثير من العمليات المعقدة، وأصبحت لدينا مراكز عالمية فى كثير من هذه التدخلات الطبية، نرجو أن تكون قاعدة ومركزاً للسياحة العلاجية، أسوة بدول أقل منا قدرة وإمكانيات ولكنها تحظى بدخل كبير عن طريق السياحة العلاجية.
السبب فى هذه المقدمة الطويلة هو أننى كل أسبوع تقريباً أقرأ إعلاناً فى الصحف عن حضور خبير أو أكثر، بعضهم لأكثر من مرة فى العام، وبعضهم للعمل فى مراكز خاصة، مع تأكيد أن الأستاذ يحضر كعادته فى الربع الأول من العام، وأسأل: هل توقف القانون أم أن هذا إهمال من الجهات الموجه لها الخطاب فى تطبيقه، وكيف يتناسب ذلك مع جهودنا فى إحياء السياحة العلاجية وادعاء أننا قادرون على مواجهة معظم المشاكل الطبية للزوار العرب والأفارقة، بل وبعض الدول الأوروبية.
أرجو الرد على هذا الاستفسار، وأتمنى التوفيق لكل المسئولين.