أحد رجال «الضفادع البشرية»: ثأرنا للفريق عبدالمنعم رياض فى عملية «لسان التمساح»
الرائد سمير نوح
انضم الرائد سمير نوح، أحد أبطال الضفادع البشرية، إلى صفوف «الصاعقة البحرية» بعد حصوله على فرقة عام 1966، ثم إلى فرقة القفز بالمظلات رقم «100»، ثم فرقة معلمى الصاعقة رقم 104 عام 1967 بتقدير جيد جداً، وكان برفقته عدد من زملائه الذين تصادف أن شاركوه صفوف «المجموعة 39 قتال»، وكانت كفاءته وبسالته وبنيانه كلها مقومات قادته إلى البطولة فى مهامه التى كلف بها من قبل قادته، واليوم يتحدث لـ«الوطن»، فى الذكرى الـ37 لتحرير سيناء، عن اللحظات الصعبة التى مر بها لاغتنام النصر الذى قاد إلى عملية التحرير.. وإلى نص الحوار:
هل تتذكر أول عملية شاركت فيها؟
- أول عملية شاركت بها ضمن مجموعة الضفادع البشرية، التى كانت فى 4 يوليو 1967، وفجرنا أكثر من مليون صندوق ذخيرة ومعدات استولى عليها العدو أعقاب 5 يونيو، بعد انسحاب قواتنا، حتى لا يستخدم سلاحنا فى محاربتنا، ثم توالت بعدها العمليات.
الرائد سمير نوح: الخبراء الروس وصفونا بـ"رجال المستحيل" بعد إحضار 3 صواريخ من منطقة العدو لفحصها
وما أبرز المواقف التى تتذكرها لمجموعتك؟
- عندما أهدت القوات الأمريكية إسرائيل صواريخ لتجربتها على القوات المصرية، وبدأت تضرب على السيارات التى تسير فى الطريق الموازى على الضفة الغربية من الإسماعيلية إلى بورسعيد، كان لدينا خلالها الخبراء السوفييت، وكانوا يريدون الحصول على صاروخ واحد منها لفحصها والتعرف عليها، وكان يقود مجموعتنا النقيب إسلام توفيق قاسم، الذى كان مسئولاً عن اختيار عنصر من وحدته للعبور بحراً فى سرية للحصول على أحد هذه الصواريخ، وتم اختيار زميلنا الرقيب عبدالمنعم أحمد غلوش، وعبر القناة إلى المنطقة التى تم الاستطلاع عليها، والتى يُضرب منها الصواريخ، وبدلاً من إحضار صاروخ واحد أحضر 3 صواريخ، وقال الخبراء الروس فى مذكراتهم إن المصريين «رجال المستحيل» بسببه، وتبين أن الصاروخ مداه 5كم، وقمنا بعدها بإبعاد المواقع المستهدفة إلى 2كم للوراء حتى لا يطولها القصف، وأصبحت الصواريخ الإسرائيلية لم يعد لها أى دور.
كيف جاء انضمامك إلى المجموعة المميزة 39 قتال؟
- انضممت إلى المجموعة عندما رشحنى لها «إسلام توفيق»، وكنت ذاك الوقت برتبة عريف، وتم اختيارى مع عدد من زملائى ليتكون منا القوام الأساسى للمجموعة 39 قتال بقيادة العقيد إبراهيم الرفاعى، وتلك المجموعة كانت تضم 20 ملازماً من القوات البحرية، كما التحق بالمجموعة عدد من رجال الصاعقة بقيادة الملازم محسن طه، التى تضم الرائد أركان حرب عصام الدالى والنقيب محيى نوح، والملازم أول محمد فؤاد مراد والملازمين خليل جمعة خليل، ورفعت الزعفرانى، وأحمد رجائى عطية.
"السادات" منح "المجموعة 39 قتال" وسام الجمهورية 1971.. وسيناء الآن جارٍ تعميرها بإنجاز غير معهود
وما أبرز العمليات التى شاركت فيها بالنسبة لك؟
- كل ما قمت به داخل صفوف القوات المسلحة فخر لى ولأولادى ولكل من بعدى ومن نسلى، ولكن هناك عمليتان إغارة هما الأبرز والأقرب لقلبى، الأولى: عملية لسان التمساح الأولى فى 19 أبريل 1969 والتى قادها الشهيد الرفاعى، وتم التدريب عليها بواسطة «تختة رمل» عرف من خلالها كل فرد دوره بإتقان فى العملية، حيث تم العبور بقوارب الزودياك المجهزة بمواتير فى التاسعة مساءً، وعقب وصول المجموعة إلى ضفة القناة الشرقية اتصل القائد «الرفاعى» بالقيادة لإيقاف قصف المدفعية، وبدأ الهجوم على الموقع الحصين، ومن خلال فتحات التهوية تم إسقاط قنابل دخان وطرقية صوتية، ولم يستطع أفراد الموقع تحمل الاختناق فى الداخل، ففتحوا بوابات الحصن وخرجوا وقضينا عليهم، وزارنى الرئيس جمال عبدالناصر بالمستشفى العسكرى بالمعادى، وكانت تلك العملية ثأراً لاستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، وكان من بين ما تم الاستيلاء عليه من هذا الموقع رشاش عوزى تم إهداؤه إلى الرئيس السادات عند زيارته للمجموعة عام 1971 والتى منح علم المجموعة خلالها وسام الجمهورية من العام ذاته.
وما العملية الثانية؟
- قمنا بضرب مستودعات البترول برأس شراتيب يوم 14 أكتوبر 1973، وفى اليوم التاسع للحرب تحركت المجموعة، من رأس غارب فى الثامنة والربع مساء حتى دخلنا إلى البر، وقام الجميع بالهجوم بالبنادق الآلية والرشاشات، وقذائف الـ«آر بى جيه» بكثافة عالية على مستودعات البترول، ولكنها لم تنفجر، واتضح أن الخزانات الأمامية الموازية للبحر فارغة، ولكن عند ضرب باقى الخزانات بالداخل انفجرت واشتعلت النيران فيها، واشتبكنا معهم، وبدأ خروج رجال المجموعة على مراحل من منطقة الاشتباك مع قرب نفاد الذخيرة للقارب وتنبهوا إلى عدم وجودى معهم، فعاد إلى بعد نحو 3 دقائق عصيبة كنت معرضاً فيها للاستشهاد برصاص العدو أو الأسر، وكان هذا من أصعب المواقف التى مرت علىّ مع المجموعة 39 قتال.
كيف ترى سيناء الآن وهى تحتفل بعيدها الـ37؟
- سيناء أصبحت «بهية» بعد الاهتمام بها، فالدولة توليها اهتماماً كبيراً وغير مسبوق، وأراها شابة ناضخة ولن تشيخ أبداً، وهذا الجيل فخر لقواتنا المسلحة.