لجنة تشكيل الدستور السوري.. أهداف خفية ومشروعات إقليمية
وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران
تمخض اجتماع لوزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، ديسمبر الماضي، عن إعلان مضاعفة الجهود لتنظيم أول اجتماع للجنة المكلفة بإعداد دستور جديد لسوريا في مطلع العام في جنيف، إلا أنها لم تتشكل حتى الآن لعدم اتفاق الأطر السورية حولها، في وقت يوجد فيه دستور سوري قائم.
أمس، أكّد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون، أمام مجلس الأمن الدولي، قُرب التوصّل لاتّفاق على تشكيل اللجنة لتمهيد الطريق لحل سياسي، وقال بيدرسون: "نقترب من التوصل لاتّفاق حول اللجنة الدستورية".
وبحسب خطة الأمم المتحدة، فاللجنة الدستورية، التي من المفترض أن تقود عملية مراجعة الدستور وعملية انتخابية، يجب أن تتضمن 150 عضواً، 50 منهم يختارهم النظام، و50 تختارهم المعارضة، و50 يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة، بهدف الأخذ بعين الاعتبار آراء خبراء وممثلين عن المجتمع المدني.
ولم يتم الاتفاق بعد على الأسماء في اللائحة الثالثة التي تثير خلافات بين دمشق والأمم المتحدة، إلا أنّ الأمم المتحدة تقول إنّه يتعيّن تغيير 6 أسماء فقط على هذه اللائحة.
واختتمت في كازاخستان الأسبوع الماضي جولة محادثات جديدة حول سوريا استمرت يومين بمشاركة إيران وروسيا وتركيا، دون تحقيق أيّ تقدم ملموس حول إنشاء اللجنة الدستورية.
واتّهم السفير الأمريكي بالوكالة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين موسكو بإعاقة جهود التوصّل إلى حلّ في سوريا، وقال إنّ "روسيا ومن تدعمهم يعرقلون العملية السياسية"، وفي المقابل أكّد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا، أنّه "متفائل في التوصّل سريعاً إلى حلّ" بشأن اللجنة الدستورية.
وأضاف، أنّ "الأوضاع تعود إلى طبيعتها في سوريا"، والأولوية الآن يجب أن تكون لإعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية التي يجب أن تشمل الشعب بكل شرائحه.
وترفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الانخراط في جهود إعادة الإعمار ما لم يتمّ التوصّل لحلّ سياسي للنزاع السوري الذي أوقع منذ اندلاعه في مارس 2011 أكثر من 370 ألف قتيل.
ويقول الدكتور محمد الشاكر، رئيس التيار العربي المستقل، إن محادثات "آستانا" وصلت لجولتها الـ12 دون التوصل لنتيجة تُذكر، مشيرًا إلى أن الأداء تقليدي ونمطي أيضًا من المعارضة السورية.
وأضاف لـ"الوطن"، أن هذا الأمر مجرد لعبة دولية لإطالة أمد الصراع، مؤكدًا: "الموضوع لا يتعلق بـ6 أسماء للجنة الدستور، فمن غير المعقول أن 6 أفراد فقط يحددون مسار الأزمة لأسباب كثيرة"، مستطردًا: "الأسماء الـ6 لعرقلة المسار السياسي برمته".
وقال: "الأصعب مما نراه الآن، أننا نواجه محاولة هذه القوى الإقليمية التركية والإيرانية محاولين إطالة أمد الصراع لأن كل منها يحمل مشروع، وكلاهما تسخران حركات الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني"، مشيرًا إلى أن تركيا تعمل الآن على المنطقة الآمنة وعلى احتلال أراضي كثيرة من سوريا وعملت مؤخرًا على بناء جدار لعزل عفرين عن سوريا.
وأضاف الشاكر، أن وزير الدفاع التركي قالها صريحة وعلى العلن بأن عفرين ليست سورية، وأنهم لم يخسروها في الحرب العالمية الأولى، لافتًا إلى أن الشمال السوري الآن تستحوذ عليه تركيا، وأسست الجيش الذي يرفع علم تركيا ويضعه على صدره، والمسمى بـ"كتائب أرطغرل" في محاولة لتحويل الشمال السوري إلى مجال حيوي لها على شكل شمال قبرص، مع أداء مخزي للمعارضة السورية.