تلقيت رسالة من ماجد مكرم، عضو غرفة الصناعات الجلدية، تحمل همومه وأحلامه للنهوض بالصناعة التى يراها أساس التنمية، ويضع روشتة علاج لمشاكل الصناع، حيث يقول «من أجل تحسين وضعنا المالى والاقتصادى اتخذت الدولة إجراءات هامة وصعبة مثل ترشيد الدعم وتحرير سعر الصرف وزيادة التعريفة الجمركية لبعض السلع وإجراءات أخرى أطلق عليها مراحل الإصلاح الاقتصادى، وبسبب جدية الحكومة تحملنا جميعاً تضحيات وما زلنا من أجل تحسين المناخ الاقتصادى، والمواطن يصبر على أمل رؤية ضوء نهاية النفق ومؤشرات إيجابية وزيادة فى صادراتنا من المنتجات النسجية والجلدية والخشبية (الأثاث والموبيليا) وأيضاً ارتفاع صادراتنا من سلع صناعية أخرى يمثل فيها المكون المحلى 50% على الأقل، فى الماضى القريب كنا نقول هذا منتج تايوانى مضروب وقتها كانت المنتجات اليابانية والأوروبية هى المفضلة للأسف، وبعد مدة قصيرة أصبحنا لا نستطيع شراء المنتجات التايوانية خصوصاً الماكينات لارتفاع جودتها وأسعارها وأصبحت السلع الصينية تحتل أسواقنا، المطلوب يا سيدى بمنتهى البساطة لكى ننهض ونجنى ثمار الإصلاح الاقتصادى لا بد من تنفيذ الروشتة بدقة، ومحاسبة المتقاعس عن التنفيذ والاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة، هناك صناعات لا تحتاج تكنولوجيا عالية فلنبدأ بها وما أكثرها، ويجب أن يتسع صدر المسئولين لسماع مقترحات وتوصيات أصحاب المهن (الروشتة) لإزالة العقبات أمام تطوير صناعاتهم، لم نر مثلاً لقاء تليفزيونياً بين وزير الصناعة والصناع، وأتعجب ولا أعرف السبب؟ لمتابعة المشاكل وإيجاد حلول فورية لإزالة المعوقات، هذه هى الطريقة المثلى بمواجهة المسئول أمام الإعلام، لأن التقارير والمقترحات يتم إهمالها»، ما زال الكلام على لسان مكرم، حيث يقول «لا بد من اتخاذ قرارات جريئة تشجع أصحاب المصانع ومواجهة المعوقات بكل إمكانات الدولة حتى يكون للمنتجات المصرية كرامة فى بلد المنشأ، من المحزن انتشار مولات ضخمة فى مصر تحتل المنتجات المستوردة فيها أكثر من 90%، بل ومن العار تباهى المستهلك المصرى بشراء المستورد ويفضله عن منتج بلده، وصلنا لهذا بسبب عدم الاهتمام بالصناعة المحلية لسنوات طويلة، يجب أن نبدأ فهذا هو الوقت المناسب، فكما نرى اهتماماً غير عادى بإنشاء الطرق والكبارى ومحاور هامة لمنظومة التنمية وعاصمة حديثة متطورة ومجتمعات جديدة ومشروعات كثيرة ومبشرة بالخير فلا بد بالقدر نفسه الاهتمام من تطوير الصناعات المصرية، ولنبدأ بقطاعات معينة فيها ميزات تنافسية تناسب هيكلنا السكانى وموقعنا الجغرافى المتميز، ولا بد أن ننجح فى إنتاج سلع متميزة قابلة للتصدير حتى نستطيع الإنفاق على المشروعات الكثيرة التى بدأناها وسداد الأموال التى اقترضناها، إن الصناعة تعنى الكرامة، فالألمان والإيطاليون والإنجليز وغيرهم يفتخرون بشراء منتجاتهم ويفضلونها عن الأجنبى، إنه الانتماء والفخر بما ينتجون، هذا الإحساس مفقود لدينا نتيجة تدنى مستوى معظم منتجاتنا، ألا يستحق هذا الموضوع تعميق البحث وتناوله بشفافية فى وسائل الإعلام؟ من المعوقات الخطيرة التى تواجه الصناع وتعطل تحديث خطوط الإنتاج ومواكبة التطوير وجود الروتين والبيروقراطية عند التعامل مع الجهاز المصرفى وانعدام الحس الائتمانى لدى معظم موظفى الائتمان، ودائماً يتم منح القرض بعد فوات الأوان، وهذه ملاحظات 90% لمن حصلوا على قروض ومن حاول أن يقترض ولم يتمكن».. انتهت رسالة عضو غرفة الصناعات الجلدية، وهو صانع إيده فى النار أتمنى الاهتمام بها وأضيف عليها أن الدولة خطت خطوات واسعة لتهيئة مناخ الاستثمار بالإصلاح التشريعى وإنفاق مئات المليارات على البنية الأساسية لتحقيق نهضة إنتاجية تحسن مستوى معيشة المواطن وبالفعل الصناعة حالياً تأتى فى أولويات الحكومة وسوف نجنى الثمار قريباً، وتحيا مصر.