ناشط ليبى: «السراج» أخل بكل الاتفاقيات بتحريض من قطر وتركيا.. ومعارك طرابلس مواجهة بين الجيش والإرهابيين
سراج التاورغي
أكد الناشط الحقوقى والسياسى الليبى سراج التاورغى أن الحرب فى ليبيا ليست أهلية ولكنها معركة بين الجيش والإرهاب، مؤكداً أن أى عنصر من الجيش يرتكب انتهاكات يتم تقديمه للمحاكمة العسكرية، وتابع أن قيادة الجيش امتثلت للحوار فى القاهرة وباليرمو وباريس وأبوظبى، لكن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج أخل بالاتفاقيات بعد زيارته لقطر وتركيا، ورفض دخول الجيش طرابلس بشكل سلمى. وأضاف «التاورغى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الليبيين لا يثقون فى مجلس الأمن الذى تخلى عن المدنيين فى ليبيا كما فعل مع الأبرياء فى فلسطين، موضحاً أن جماعة الإخوان الإرهابية تريد السيطرة على ثروات ليبيا، لكن تحرير مدن الغرب الليبى من أيدى الجماعات الإرهابية باتت مسألة وقت فقط، وأشاد بالدور الذى تلعبه مصر فى الأزمة الراهنة، وانحيازها الكامل لخيارات الشعب الليبى ومساندته فى التحرر من جرائم الجماعات الإرهابية.. وإلى الحوار.
القوات المسلحة "حامى" الديمقراطية وسيتم التصويت على الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد استعادة العاصمة ومصراتة.. وأى انتهاك من أفراد الجيش يتم إحالته إلى القضاء العسكرى
هل توصيف ما يجرى فى ليبيا بالحرب الأهلية توصيف دقيق؟
- ما يجرى فى ليبيا ليس حرباً أهلية على الإطلاق، لكنه حرب بين الجيش الوطنى الليبى من ناحية وبين الإرهاب بجميع مكوناته من ناحية أخرى، وأكبر دليل على ذلك خروج أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش الإرهابى، ليحث أتباعه فى الأراضى الليبية على تنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش لإرهاقة وتعطيل تحرير طرابلس، ورأينا العديد من المطلوبين لدى النيابة ومجلس الأمن يحاربون ضد الجيش على تخوم طرابلس، وما يحدث هو تنظيف ليبيا من جماعة الإخوان وتنظيم داعش وبوكو حرام والجماعات الليبية المقاتلة وغيرهم من التنظيمات الإرهابية.
هناك أصوات حقوقية تتحدث عن انتهاكات ترتكبها قوات المشير خليفة حفتر.. ما ردك؟
- هذا الكلام ليس صحيحاً بالمرة ومجرد ادعاءات من بعض الحقوقيين المحسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية وجماعات الإسلام السياسى، ولهؤلاء أقول إن الجيش مؤسسة شرعية نظامية، وإن حدث انتهاك من أحد أفرادها يتم إحالته للقضاء العسكرى، ورأينا هذا فى أكثر من حادثة، والمؤسسة النظامية يحكمها القانون العسكرى الليبى، وتجلى ذلك فى عدد من المحاكمات التى جرت بشكل علنى، لأفراد الجيش الذين ارتكبوا بعض الجرائم، والشعب يقف مع الجيش، ويشكل حاضنة شعبية كبيرة، باستثناء أذناب قطر وتركيا وأنصار الإخوان.
لماذا لا يذهب الطرفان إلى مائدة الحوار بدلاً من خيار الحرب؟
- الجيش امتثل للحوار فى أكثر من مناسبة، سواء لتوحيد القوات المسلحة، فى اجتماعات القاهرة، واجتماعات باريس الأولى والثانية، وباليرمو، وأبوظبى، للخروج بحل سياسى للأزمة التى تعيشها ليبيا، ولكن فوجئنا بما رأيناه من تصرفات الطرف الآخر الذى ينقض كل الاتفاقيات السابقة، والتفاهمات التى توصل إليها الجانبان، وآخرها التى كانت فى أبوظبى، والتى نصت على دخول الجيش لطرابلس رسمياً وسلمياً، لكن الكلام تغير بعد زيارة فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، لتركيا وقطر، فما كان من الجيش إلا أن انتفض لتحرير المدينة العظيمة من أيدى الجماعات الإرهابية.
فى ظل الحرب الدائرة كيف ترى مستقبل الدستور الوطنى والانتخابات فى ليبيا؟
- سيتم كل هذا عندما يحرر الجيش الليبى طرابلس أولاً ثم مصراته، وعندها سيمهد الجيش لفترة انتقالية حسب ما استشرفنا من الوضع فى ليبيا، وسيجرى التصويت على الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كما حدث فى 2014 حين حمى الانتخابات وخسر عدداً من الشهداء فى سبيل ذلك، والجيش الليبى هو حامى الديمقراطية ورأينا ذلك فى إنجاز انتخابات سبها، وهذا دليل على أن الجيش يدعم العملية الديمقراطية.
هناك دول عربية وإقليمية تدعم حكومة السراج.. ما مصلحتهم؟
- هؤلاء معروفون للجميع ومصلحتهم واضحة، وهم قطر على وجه التحديد، وجماعة الإخوان، وتركيا، وكلهم يعملون حسب رؤية مجلس شورى الإخوان، الذى فى الحقيقة يريد التحكم فى ليبيا وأموالها وموقعها بأى ثمن، وهذا شىء بعيد المنال عنهم، لأن الجيش سيحرر البلاد ويبسط سيطرته على كل مدن الغرب الليبى.
"التاورغى" لـ"الوطن": مصر كانت وستظل هى الحاضنة العربية وتقف مع الحق دائماً.. والقاهرة تقرأ المشهد السياسى الليبى جيداً
وكيف ترى الدور المصرى فى مساندة خيار الشعب الليبى؟
- مصر كانت وستظل دائماً هى الحاضنة العربية التى تقف مع الحق وصوت الشعوب، والقيادة السياسية فى القاهرة تعرف جيداً وتقرأ المشهد السياسى الليبى، وتعلم أن الشعب يساند جيشه، ويرغب فى تحرير بلاده من جماعات الإرهاب والظلام وتجنيبها الحرب بعد أن سيطرت الجماعات المتطرفة على المشهد طوال الـ8 سنوات الماضية من تفجيرات وذبح وخطف وهجوم على مقرات بعثات أجنبية وعربية، ومصر تدعم تحرير الأراضى الليبية من الإرهاب الذى أهلك الحرث والنسل، ومصر لها منا كل الشكر والإشادة.
مجلس الأمن
مجلس الأمن لا نعول عليه كثيراً، فهو كان السبب الأول فى تدمير الجيش والشعب الليبى منذ 2011، ولم يردع الجماعات الإرهابية التى تفتك بالمدنيين والمواطنين الليبيين الأبرياء، كما أن مجلس الأمن لأكثر من 40 سنة وهو يدعو للحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو ما لم يوقف الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية عن قتل المدنيين الأبرياء كل يوم، كما أن مجلس الأمن ينحاز فى الخفاء لإسرائيل وهو أمر معلوم وواضح للجميع.