- بكلمة تدخل الإيمان وبكلمة تقع فى الكفران، بكلمة ترضى ربك وبأخرى تسخطه، كلمة قد تدخلك الجنة وأخرى قد تلج بك إلى النار، بكلمة قد تظلم بريئاً، وأخرى ترفع بها مظلمة، الأمانة والخيانة والعدل والجور والعفة والفسوق، والاستبداد، والشورى كلها تسبقها كلمات أو تتلوها، وبأخرى تهدمها، «وهل يكب الناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم»، ويقاس عليها وهل يرفعهم إلى الفردوس الأعلى إلا هذه الحصائد أيضاً، الكلمة شرف الإنسان وعنوانه، فاضبطوا ألسنتكم يرحمكم الله، فهناك حالة انفلات غير مسبوقة فى اللسان المصرى خاصة والعربى عامة.
- ليس الأجر على قدر مشقة العمل أو الطاعة كما يتصور بعض المتدينين، ولكن الأجر على قدر منفعة العمل وما يحققه من مصالح للبشرية، فلو أقام رجل بنفسه بيتاً للأيتام أو زرع أرضاً لهم فهو أشق وأصعب من الذى اخترع دواءً أنقذ ملايين البشر من مرض عضال أو اخترع جراحة مثل القلب المفتوح أو قسطرة ودعامات الشرايين التاجية للقلب، التى أنقذت ملايين الأرواح، ولكن هذا الاختراع أنفع وأجدى ونفعه متعدٍ عبر الزمان والمكان.
- أما الضابط الثانى والمهم فى أجر العمل هو نية صاحب العمل وحال قلبه وقتها، أما قاعدة أن الأجر بحسب المشقة فهى غير صحيحة، فربما يبلغ العالم بعلمه وفقهه وهو متكئ على أريكته ما يقوم به الآلاف ممن يتقربون إلى الله بعمل شاق لا نفع منه يتعدى صاحبها.
- للنصر سنن من أخذ بها انتصر، وللهزيمة سنن من كانت فيه هزم، والله لا يجامل فى سننه مؤمناً لإيمانه، ولا يظلم كافراً اتبع سنن النصر لكفره، والحضارات لا تبنى بالدعاء فحسب، ولو كانت تبنى على الدعاء فحسب لكان المسلمون فى مقدمة الأمم حضارياً.
- الدعاء الحق هو الذى يأتى بعد العمل الصالح والدقة والعلم والشورى والمحبة والتوحد، ولن يفيد الدعاء أمة تمرست على الاستبداد والتفكك الأسرى ونسب الطلاق فيها أعلى النسب فى العالم، ونسب الفساد والرشوة والفوضى من أعلاها فى العالم، والصراعات السياسية والاجتماعية فيها على أشدها، والفوضى والعشوائيات تضرب معظم أقطارها، والكلمات النابية تغمر شوارعها.
- ليس من الحكمة أن يعتبر بعضنا أن النساء ناقصات عقل ودين وأنهن حبائل الشيطان باستثناء أمه التى يصفها بالحكمة والعقل والتريث وأن الجنة تحت أقدامها، وأنه لولا أمه ما سارت دفة حياتهم، فإما أنهن جميعاً ناقصات عقل ودين وإما أنهن جميعاً تبنى على حكمتهن وصبرهن البيوت.
- فالنساء كلهن قريبات من بعض وزيادة العاطفة فى المرأة على العقل هو جزء مهم من وظيفتها فى الحياة، فلولا تدفق عاطفتها وجيشانها ما تحملت آلام الحمل والولادة وسهر الليالى ورعاية الأطفال وتحمل كل مشاكل أولادها منذ طفولتهم وحتى زواجهم وما بعد زواجهم، فالمرأة صنو الرجل، وقد تكون فى أحيان كثيرة أكثر عقلاً وحلماً وحكمة.
- فالمرأة المصرية مثلاً لا تتخلى أبداً عن أولادها سواءً كانت مطلقة أو أرملة، أما الرجال الآن فيتركون أولادهم بلا نفقة ولا سؤال ولا اهتمام، فالمخدرات قتلت كل شىء فى كثير من الرجال، وقد رأيت آلاف البيوت قائمة على المرأة وكفاحها وحدها.
- والخلاصة أن لا فارق إنسانى فى العقل والذكاء والدين والعاطفة بين الرجال والنساء إلا الفروق الوظيفية التى تدعم عمل كل منهما ومسئوليته الخاصة وليست تلك محل تفضيل.
- هناك بين الرجال والنساء أغبياء وأذكياء وصالح وطالح، ورقيق وشديد، وذلك بحسب العلم والتربية والتدين وغيرها، فالرسول استشار أم سلمة ووثق فى عقل وعلم عائشة وأثنى على أسماء بنت عميس، ومدح أم عمارة الأنصارية.
- ولكل من الرجل والمرأة وظيفة ومسئولية، وكل مهيأ ومسخر لما خلق له، وكل له من أجهزة جسمه وهرموناته ما يؤهله لهذه الوظيفة.
- ولو أحصينا ما أصاب البشرية من رذائل وكوارث الرجال لزادت أضعافاً على ما أصابها من خطايا النساء.
- وأخيراً علينا أن نتأمل هذه الآية القرآنية «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض».