بسبب الصيام.. عنصرية وضرب لمصرية في إيطاليا وقنصلية ميلانو: حادث فردي
خالة الشابة المصرية في سيارة الإسعاف بعد الحادث
الصدمة وخيبة الأمل، مشاعر سيطرت على الشابة العشرينية التي قررت تقضية إجازة قصيرة مع خالتها التي تعيش في إيطاليا منذ 20 عامًا، لتطأ قدماها الأرض الأوروبية لأول مرة قبل يومين، بعد مشاركتها في مسابقة دولية في فرنسا، ومنها ذهبت بالقطار إلى إيطاليا لتصطدم في يومها الأول بـ"حادث عنصري" انتهى بذهابها برفقة خالتها إلى المستشفى.
آية هاني، شابة مصرية ولدت في مدينة دبي الإماراتية، وتخرجت في الجامعة الأمريكية هناك، قررت في زيارتها الأولى لأوربا أن تزور مدينة من ضواحي ميلانو وتدعى "كومو"، ورافقتها خالتها المحجبة، توجهتا إلى مطعم لتتناول آية شراب ما، فهي قد أفطرت "لأنها على سفر"، بينما كانت خالتها على صيامها. تروي "آية"، لـ"الوطن"، بداية الواقعة التي وصفتها بـ"العنصرية" حينما استقبلتهما النادلة، وهي أيضا مالكة للمطعم، بجفاء ثم أصرت على طلب طعام وليس مشروب فقط لتطلب آية وجبة.
حينما رأت الغضب على ملامح النادلة، حاولت فهم السبب، لترد الأخبرة: طلبتما وجبة واحدة لاثنتين. تقول "آية" إن النادلة كانت تصرخ فيهما، وحينها قالت الشابة المصرية إنها صرفت النظر عن ما طلبته لأن خالتها صائمة، ونهضتا لمغادرة المكان، انهالت النادلة عليهما بالسباب، منه: "مسلمين إرهابيين". اتهمتها "آية" بـ"العنصرية"، وتحركتا المغادرة المكان، وفوجئتا بـ "شيف" يعمل بالمطعم يندفع نحوهما ويفاقم الاعتداء من لفظي إلى "عنف جسدي" أمام زبائن المكان، ودفعهما بقسوة للطريق العام.
"أبو سريع": يعيش 150 ألف مصري بميلانو وضواحيها لم يتعرضون للعنصرية وسنتابع الإجراءات الرسمية
تتابع الفتاة: من حسن الحظ أنه لم تكن تمر سيارات وإلا كانت إصابتنا بالغة، خالتي صدمت وأصيبت بانهيار عصبي وبدأت في الصراخ وطلب المساعدة حتى وصلت الشرطة، التي استدعت سيارة إسعاف لنقل الخالة إلى المستشفى.السياق العنصري لم يقف عند المطعم، وفق "آية"، التي استطردت لـ"الوطن": ممرضات المستشفى تعاملن بنفس طريقة النادلة ورفضن تقديم تقرير طبي عن حالة خالتي لنقدمه للشرطة كإثبات حالة.
"القهر" إلى جانب الصدة والخيبة، مشاعر تملكت من "آية" التي شاركت رواد موقع فيس بوك، ما حدث معها، حتى فوجئت بتواصل إيهاب أبوسريع، قنصل مصر في ميلانو، معها، الذي تعهد بحفظ حقهما، وحدد لها موعدا للقاء، وبعده تم تحرير محضر بشبهة اعتداء عنصري، على أن تتولى القنصلية متابعته. تقر "آية" أنها لم تتعرض لمعاملة عنصرية في الأيام التالية.
وقال "أبوسريع قنصل" لـ"الوطن"، إنه فور علمه بالحادث سعى للتواصل مع الفتاة المصرية، وحصل على هافتها هي وخالتها، وكلمهما، ومازال على تواصل مستمر معهما. وبالتوازي مكنهما من تحرير المحضر، وتواصل مع شرطة المنطقة في بلدة كومو. وشدد القنصل المصري على أن الاعتداء العنصري، وخاصة على النساء، عقوبته أكبر من الاحداث العادية.
واستدرك "أبو سريع": الحادثة تظل فردية، لأن ميلانو بضواحيها 150 ألف مصري ومنهم سيدات محجبات ولم يتعرضن لحوادث مماثلة. وأن سوء الحظ أوقع "آية" وخالتها مع شخصين عنصريين. واستشهد بأن الخالة قالت ان هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها لحادث عنصري طوال اقامتها في روما لـ20 عاما.