شرحنا هنا قبل عامين بأسلوب مختصر أسلوب الرئيس الأمريكى ترامب فى العمل السياسى القائم على إنجاح قراراته بالصفعة التى تسبق الصفقة التى يقدمها للمصفوعين وينتظر منهم الانصياع لما يفرضه عليهم، وهو ما شرحه الرئيس الأمريكى فى كتابه «الصفقة» الذى قدم فيه فلسفة نجاحه مالياً وتجارياً قبل أن يتولى الرئاسة وحقق به المليارات الدولارية.. ويبدو أن أسلوب ترامب الذى نجح تجارياً يحقق فشلاً متصاعداً على المستوى السياسى فى الداخل الأمريكى وفى علاقات أمريكا الدولة الأقوى فى العالم بحلفائها وفى مواجهة أعدائها.. نجد المجتمع الأمريكى لأول مرة فى حالة توتر عنصرى طائفى وتتزايد حالة الاستقطاب والحوادث الدموية بدوافع عنصرية، مع اتهامات متتالية للرئيس بالتسبب فيما يجرى وسقوط ضحايا من المدنيين اليهود والمسيحيين والمسلمين والآسيويين والمهاجرين من أمريكا اللاتينية طوال العامين الماضين.. ويبدو فشل ترامب واضحاً فى صفقة شراء ولاء البيض على حساب تماسك وقوة المجتمع الأمريكى واستقراره.. ودولياً أشعلت صفعات وصفقات ترامب التجارية عداء أوروبا الحليف الأقوى لأمريكا، فوجدنا تحفظات وانتقادات ورفضاً علنياً لقرارات فرض الرسوم الجمركية والعقوبات التجارية التى فرضتها أمريكا من طرف واحد على روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين وفنزويلا وفلسطين وغيرها.. وتتعالى يومياً الانتقادات لأمريكا من باريس وبرلين ولندن وروما وطوكيو وبكين وروسيا والمكسيك وكندا، وسط إجماع من وسائل الإعلام الأمريكية والدولية على انتقاد سياسات الرئيس ترامب مما جعله يهاجم بضراوة وسائل الإعلام الأمريكية مؤخراً.. وخطة الرئيس ترامب لحماية أمن إسرائيل تعرضت لزلزال ضخم مع اعترافه منفرداً بسيادة إسرائيل على القدس الفلسطينية والجولان السورية وإلغاء مبدأ حل الدولتين المقر دولياً.. وجاء ترامب بقوات عسكرية ضخمة إلى الخليج العربى لتتعالى احتمالات الحرب بين العرب وإيران ويصبح احتمال ضرب إسرائيل عسكرياً من كل الجبهات واقعاً.. تحولت الآثار الجانبية لصفعات ترامب إلى أزمات تتفاقم على المستويات التجارية والعسكرية والبيئية والسياسية وتهدد الاستقرار والسلام العالمى.. فهل يدرك فريق الرئيس ترامب المخاطر التى صنعها؟؟ أم أننا نندفع للحروب عبر كل الطرق الملتهبة؟؟.. ندعو الله أن يحفظ البشرية.. والله غالب.