مريدو «الجمعة اليتيمة» يجتمعون فى «عمرو بن العاص».. والحضور بالوجبات
سيدات جئن للاستمتاع باليوم الروحانى
قطعوا مسافات طويلة، وتكبدوا مشقة كبيرة، لتأدية صلاة الجمعة الأخيرة «اليتيمة» من شهر رمضان فى مسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، المكان الذى يقصدونه كل عام مصطحبين أسرهم، لقضاء يوم محبب لقلوبهم يعتبرونه خير وداع للشهر الكريم، يمتد حتى ساعات الليل.
من الـ5 صباحاً حضرت فاطمة السيد، برفقة أبنائها وأحفادها، بعد أن استأجرت سيارة لنقلهم من المنزل الكائن فى قرية المناشى بمحافظة الجيزة، إلى المسجد الذى اعتادت زيارته منذ أعوام، مستمتعة بقضاء الوقت فى الدعاء وقراءة ما تيسر من الآيات القرآنية، حتى مجىء وقت صلاة الجمعة، وبجوارها وضعت حقائب داخلها وجبات الإفطار المجهزة سلفاً لتناولها داخل المسجد، وبعض الألعاب الخاصة بالأحفاد، لتسليتهم خلال اليوم الطويل: «من وإحنا صغيرين واخدين نيجى نصلى الجمعة اليتيمة من رمضان فى جامع عمرو، لأن له مكانة غالية عندنا، وبنحس براحة نفسية فيه، وبندعى باللى نتمناه».
لهذه الجمعة وضع مختلف بالنسبة لـ«أم أحمد»، التى جاءت برفقة زوجها وجيرانها من صفط اللبن، للاستمتاع بالجمعة اليتيمة، وبسبب تزامنها مع ليلة 27 رمضان، قرروا الاعتكاف داخل المسجد حتى قضاء صلاة الفجر، الطقس الذى يحرصون عليه طوال الـ10 أعوام الماضية دون انقطاع: «الواحد بيستنى أى فرصة يتقرب فيها من ربنا، وفى رأيى ماينفعش نضيّع أى فرصة فى شهر الخير، عشان كده هقعد أذكر الله وأدعى لأولادى وحبايبى وأمة المسلمين جميعاً، وأنا على يقين بقبول الدعاء».
"فاطمة" جاءت مع أولادها وأحفادها.. و"أبوالمجد" تعلَّق قلبه بالمسجد وينوى زيارته كل عام
مشقة التنقل وبعد المسافة لم تمنع أبوالمجد سعيد من المجىء من منطقة القناطر الخيرية إلى مسجد عمرو بن العاص قبل بدء صلاة الجمعة بساعات عديدة، مصطحباً معه بعض وجبات الطعام الخفيفة، التى سيعتمد عليها وقت الإفطار: «من فترة جيت صليت فى الجامع وحبيت المكان، ومن ساعتها أخدت قرار إنى آجى أصلى الجمعة اليتيمة، وأفطر لوحدى، عشان كده اتسحرت ونزلت من بيتى على طول، وفرحان إن كل خطوة باقوم بيها باخد عليها حسنات، ونفسى كل سنة أكرر نفس الفعل، واستمتع بأجواء رمضان فى المسجد ومنطقة مصر القديمة بشكل عام».
انتشار الباعة الجائلين داخل المسجد هو فقط ما يستنكره «أبوالمجد»، مبرراً ذلك بأنهم يخلقون مزيداً من الزحام داخل المكان.