«العيد ما يحلاش من غير كشرى وعصير قصب».. وأصحاب المحال: «المصريون أكّيلة بطبعهم.. والتغيير مطلوب بعد رمضان»
محمد أثناء إعداد الكشرى لزبائنه
بين تكسير المحل والأسمنت والطوب يجلس «محمد الشيخ» صاحب أحد محلات الكشرى ليشرف على التحديث وتغيير ديكور المحل استقبالاً لعيد الفطر.
«العيد الصغير أساساً يعنى كشرى عند المصريين ده بقى عُرف عندهم.. حتى عيد اللحمة بييجوا ياكلوا كشرى.. أول ما العيد يدخل تلاقى أمم داخلة من كل الطبقات»، هكذا بدأ «محمد»، حديثه لـ«الوطن»، والذى يعمل فى صناعة الكشرى منذ أكثر من 30 عاماً، حيث لم يحظَ خلالها بأى عطلة فى الأعياد والمناسبات.
«أنا أساساً طباخ، ، شغال فى المهنة دى من أيام ما كنا على جرادل وعلى عربيات، من أيام ما كان بيتباع الكشرى فى سندوتشات»، هكذا أضاف، مشيراً إلى أنه «لا عيد كنت باخده إجازة وبيتضايقوا جداً عندى فى البيت بس نعمل إيه لقمة عيشنا».
أما «نادر عبدالله» فيعمل منذ 6 سنوات فى صناعة الكشرى اعتاد خلالهم على تقديم أفضل خدمة للزبائن، ويروى لـ«الوطن»، أن «خدمة العيد تحديداً تبدأ بداية من مغرب الوقفة حتى سادس أيام العيد، وتبلغ ذروة العمل من الواحدة ظهراً وحتى الثانية عشرة صباحاً، وتابع: «العيد يعنى إجازات ملغية وشغل من 12 لـ16 ساعة ممكن يوصل لـ20 كمان».
"الشيخ": "أول ما العيد يدخل تلاقى أمم داخلة من كل الطبقات".. و"نادر": "إحنا من ضغط الشغل ما بنحسش بحاجة"
ويضيف «نادر»: «أهلنا فى الأعياد بيخرجوا ويتفسحوا عادى جداً.. وإحنا من ضغط الشغل ما بنحسش بحاجة، واتعودنا نتلهى ونشتغل وكله عشان خاطر زباينّا، ويعرفوا يتبسطوا ويعيدوا زى ما بيحبوا.. بالنسبة لنا إحنا بندى فلوس عيدية بس مبنعملش حاجة تانى»، مشيراً إلى أن «التعويض المعنوى بالنسبة له أفضل من التعويض المالى، ويتحقق ذلك من خلال رضاء الزبائن عن خدمة العمال والمطعم وتعبيرات وجوههم التى توحى بمدى رضائهم عن الطعام، وبتدعيم صاحب المطعم له بطيب الكلمات والتشجيع الذى يحفزه على مزيد من التفانى والإخلاص فى العمل».
وتابع: «اللى بيشتغلوا فى محلات كشرى من أمثالنا لازم نستنى العيد.. عشان عندنا له طعم تانى خالص.. بنعيد فى الكشرى.. والشغل بيبقى ممتع.. كفاية نشوف الناس مبسوطة وخارجة بتتفسح ومعاها فلوس جديدة.. حابة تيجى تشاركنا أكلنا.. وبنبقى مستعدين نفسياً وجسدياً كويس أوى عشان نقدر نوفر أحسن خدمة للناس»، مشيراً إلى أن «صاحب المطعم الذى يعمل به يحاول دائماً تدريب الموظفين جيداً على التعامل مع الناس وكيفية كسب الزبائن لاسيما أيام العيد والعطلات الرسمية»، موضحاً أن «الناس فاكرة أن شغلانة الكشرى دى حاجة سهلة كدة أى حد ييجى يشتغلها بالعكس ده بعتبر من الأكلات الشعبية، ويلزم لها تدريبات وشطارة عشان يحبها ويرضى عنها الشعب».
أما «أحمد» فيملك محل «عصير قصب» اعتاد على قضاء العيد بداخله دائماً منذ 20 عاماً، ومنذ أن أصبح مسئولاً عن هذا المحل الذى يمتلكه جده الكبير منذ عام 1965، حيث اعتاد النزول معه دائماً منذ طفولته، ولم يحظ بأى إجازة للعيد خلال سنوات عمله الماضية، واضطر إلى أن يجعل أسرته تعتاد على نزوله العمل وقت عطلتهم، ويحاول تعويضهم عن عطلة العيد فى أيام ما بعده، وانتهاء ضغط العمل، وتابع: «إحنا كدة كدة الحمد لله شغالين عيد وغير عيد، أصل إحنا اللى بنبل للناس ريقها فى عز الحر بعد تعب يوم طويل.. بس العيد برضه له فرحته عند الناس وهما خارجين مثلاً ولا بعد الصلاة بعد أكلة كشرى متينة ييجوا يرتووا بالقصب.. فما ينفعش يخرجوا يتبسطوا ويلاقونا إحنا قافلين».
"أحمد": "إحنا كده كده شغالين.. وصاحب مطعم المشويات: "زبون العيد واضح.. و10 سنين بدون إجازة يوم واحد"
أما «على» الذى يعمل فى نفس المهنة بمحل عصير آخر فيقول، إن «ظروف هذا العمل تجبره على قضاء العيد بعيداً عن أهله كل عام، والذى يغترب عنهم من أجل قوت يومه، لا سيما أنه يعد أحد المسئولين عن هذا المحل ليس مجرد عامل به، فيحرص على النزول كل عيد والاغتراب عن أهله المقيمين فى مدينة أسيوط لتقديم أفضل خدمة للزبائن، الذين يكثر ترددهم فى الأعياد على المحل، ما قد يساعده فى زيادة يوميته»، وقال: «أكلم أهلى وأسمع صوتهم هى أكتر حاجة ممكن تحسسنى بالعيد».
ويروى «محمد» صاحب أحد مطاعم المشويات، أنه «قضى العيد طوال نحو 10 سنوات فى العمل دون عطلة يوم واحد»، مضيفاً أنه «منذ أن كان عمرى 13 سنة بشتغل فى المهنة دى وعمرى ما حسيت إنى متضايق بالعكس بحب الشغل فى العيد» حيث يتردد الكثير من الناس عليه عقب رمضان لتناول وجبات الغداء عنده.
فيما يصف زبون العيد بأنه «بيكون معروف وواضح بيسيب لى نفسه خالص فى طلباته أشتغل فيها براحتى من غير ما يعدل كل شوية على الطلب، عكس زباين بعد العيد لازم يتشرطوا على كل حاجة».