«الصحفيون»: «عيدنا بنقضيه فى الشارع بين الناس»
جمال عبدالرحيم
هناك مهن لا تعرف بطبيعة عملها الإجازات ولا يروق لها عطلات، وعلى رأسهم «الصحفيون والإعلاميون»، الذين دوماً لا يستطيعون الاستمتاع بمناسبة العيد مع الرفاق أو العائلة، بسبب تواصل عملهم فى تغطية الأحداث ونقل فرحة المواطنين، فهى مهنة البحث عن المتاعب، لا سيما فى ظل المتابعة اللحظية للحدث، وهو الأمر الذى يمنع العديد منهم من الحصول على الإجازات التى ينتظرونها كل عام لقضاء تلك المناسبات مع أهاليهم وذويهم، ويبقى الحل الأوحد لهم، هو تبديل الإجازات مع زملائهم فى العمل.
وقال حمدى الكنيسى، مؤسس نقابة الإعلاميين، إن «مهنة الصحافة والإعلام مرتبطة بالأحداث التى لا تتوقف، وطبيعة العمل والمسئولية التى توجد على عاتق الصحفى والإعلامى دائماً ما يكون لها النصيب الأكبر فى حياته، خاصة عندما يرى ممارس العمل أنها مسئولية، خاصة أن العمل الصحفى والإعلامى مسئولية مهنية ووطنية ومجتمعية، والعيد بالنسبة للعاملين بالمجال هو المؤسسة التى يعمل بها»، وأضاف «الكنيسى» لـ«الوطن»، أن «فى كثير من الأوقات والمناسبات يجد الإعلامى نفسه مضطراً لترك أسرته والنزول إلى عمله»، موضحاً أنه «أثناء حرب أكتوبر كان يسافر إلى الجبهة يومياً لإجراء اللقاءات ثم يعود لتفريغ الحوارات وكان يفطر رمضان فى الطريق إن تيسر له ذلك».
"الكنيسى": كنت بسافر الجبهة يومياً.. والمسئولية لها النصيب الأكبر فى حياتنا.. و"عبدالرحيم": العمل فى العيد يتسم بالمتعة والحماس
وروى مؤسس نقابة الإعلاميين واقعة تؤكد الإخلاص فى العمل لدرجة أنك تنسى أمام العمل الطعام والأسرة، قائلاً: «عندما كنت رئيساً للإذاعة المصرية، اتصل بى وزير الإعلام الساعة 11 مساء وطلب منى تسجيلاً ما فقلت له إنه من الصعب الحصول على هذا التسجيل فى الوقت الحالى، خاصة أنه كان من المحتمل أن يكون غير موجود فى المكتب الآن»، فرد الوزير: «كنت أثق فى أنك ستكون موجوداً بالمكتب لأنك لا تعرف الراحة»، مشيراً إلى أن من يعمل فى العيد ولا يحصل على إجازة مثل الكثير من المهن لا بد أن يعلموا أنهم ما داموا قد قبلوا هذا العمل واعتبروه رسالة مهنية ووطنية واجتماعية فعليهم أن يتحملوا هذه المشقة.
وقال جمال عبدالرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن «دور الصحفى لا يقل أهمية عن دور الطبيب ورجل الشرطة فى ضرورة أن يوجد طوال أيام السنة حتى فى العطلات الرسمية نظراً لأنه يقدم خدمة دائمة وليست منقطعة»، وأشار «عبدالرحيم» لـ«الوطن»، إلى «أن هناك أقساماً بعينها لا بد أن تكون موجودة فى العيد كالرياضة والحوادث والتحقيقات، حيث يتطلب منهم ضرورة وجودهم فى الشوارع والميادين لتغطية الأحداث ومراسم احتفال المصريين فى الأعياد، إضافة إلى ضرورة وجود محررى الديسك والإخراج ومديرى النشر، وهناك أقسام أخرى عطلة العيد بالنسبة لها واردة كمحررى الأخبار، حيث تحصل الوزارات التى يقومون بتغطيتها على العطلة بشكل طبيعى»، مؤكداً أن الجريدة أو المجلة تحتاج إلى نشر الأعداد اليومية وتحديث الموقع الإلكترونى التابع لها، بصورة مستمرة دون انقطاع فى الأعياد، ما يحتم ضرورة وجود الصحفى فى مقر عمله، ولفت إلى أن «العمل فى أيام العيد له متعة خاصة، حيث يتسم بالحماس بصورة أفضل من الأيام الأخرى، فنزول المحرر لتغطية احتفالات المصريين فهو بمثابة احتفال له بالعيد، إضافة إلى توافر مساحات أوسع فى الجورنال لنشر ما يريد أكثر من الأيام الأخرى، نظراً لأن معظم الوزارات والمصالح تكون فى عطلة رسمية».