انتهى السباق الدرامى والبرامجى لشهر رمضان، بعد موسم هو الأكبر لعرض المحتوى الدرامى والبرامجى والإعلانى، أملاً فى الفوز بالنسب الأكبر فى المشاهدة، وحصد رضاء الجمهور والمشاهدين على ما تم صنعه من قبل مئات العاملين فى المجال الإعلامى، وربما تكون هناك أعمال جذبت الجمهور وحققت ما كانت تحلم به، وأعمال أخرى صادفها سوء التوفيق ولم يرض عنها الجمهور ولكن فى جميع الحالات، يبقى مجهود جميع العاملين خلال هذا الموسم الشرس محل تقدير واحترام لأنهم اجتهدوا قدر طاقتهم والإمكانيات المتاحة لهم.. وخلال السطور القادمة سأتناول الأعمال التى تابعتها والتى أرى أنها الأفضل بالنسبة لى، ربما أكون مخطئاً فى بعض الأعمال، وربما أكون قد ظلمت أعمالاً أخرى.. وهو ما يدفعنى للاعتذار مقدماً لمن يرى أن اختياراتى لم تتوافق مع رأيه.. لأننا فى النهاية بشر نصيب ونخطئ..
من أفضل الأعمال الدرامية هذا العام مسلسل «لمس أكتاف» والذى أكد به بطله ياسر جلال، أحقيته بالبطولة المطلقة بعد نجاحه فى تجربتين سابقتين، النص الذى كتبه هانى سرحان من أهم عناصر نجاح العمل بالإضافة لفريق إخراج العمل بقيادة حسين المنباوى، وللحقيقة كان ظهور حنان مطاوع من أهم العناصر لنجاح المسلسل، فحنان خبرة وطاقة تمثيلية أضافت الكثير للعمل وأكدت أنها ممثلة فى منطقة بعيدة تماماً لا تستطيع أى ممثلة أخرى الاقتراب منها
ويأتى مسلسل «كلبش» فى المركز الثانى، بفضل السيناريو البديع لباهر دويدار، الذى مزج فيه بين وقائع وأحداث حقيقية وبين النص المقدم، ليضع المشاهد أمام حقائق مرعبة فيما تصنعه الدول وتخطط له لسقوط دول أخرى.. وبالطبع كان أداء أمير كرارة وبصمة مخرج العمل بيتر ميمى من أهم عناصر نجاح العمل فى جزئه الرابع وهو الجزء الأصعب بالنسبة للأجزاء السابقة..
ويأتى مسلسل «قمر هادى» فى المركز الثالث، ويحسب لهانى سلامة ومؤلف العمل إسلام حافظ والمخرج رؤوف عبدالعزيز، تفوقهم على أعمال أضخم إنتاجياً، وربما يكون هذا العمل بداية حقيقية لهانى سلامة كواحد من نجوم الدراما المستمرين خلال الأعوام القادمة.
ويأتى فى المركز الرابع مسلسل «زى الشمس» وهو العمل الذى استحوذ على نسبة كبيرة من تفاعل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعى بفضل حبكته الدرامية المشوقة وفريق عمل المسلسل بالكامل، سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج أو الأداء، وبالطبع كان لحضور ريهام عبدالغفور نصيب الأسد من إشادة الجمهور، بسبب ظهورها فى دور جديد ومختلف عليها، أيضاً نجحت دينا الشربينى فى إقناع المشاهدين بها كبطلة بعد تعثرها فى تجربتها السابقة مع البطولة المطلقة، العمل يعتبر الأفضل على الإطلاق واستحق المركز الأول بدون منافس حقيقى له.
ويأتى فى المركز الخامس مسلسل «ولد الغلابة» للفنان أحمد السقا والمخرج محمد سامى، وهو العمل الذى قدم السقا بشكل مختلف كلياً عن أعماله الدرامية السابقة، بصمة محمد سامى واضحة جداً على أداء النجوم والنص المقدم، وربما تكون الثغرة الوحيدة بالعمل هو منح مى عمر دوراً أكبر من إمكانياتها التمثيلية، هذا الدور كان يحتاج ممثلة أثقل تستطيع أداء كل هذه المساحة الكبيرة من التمثيل، ولكن يبقى العمل فى النهاية واحداً من أفضل الأعمال المقدمة هذا العام.
أما على مستوى الأعمال الكوميدية هذا العام، فللأسف رغم كثرة الأعمال الكوميدية المعروضة لم يفز منها سوى مسلسل «الواد سيد الشحات» والفضل يعود لنجاح المسلسل لثلاثة عناصر رئيسية، الأول هو مخرج العمل أحمد الجندى، والثانى هو فريق كتابة المسلسل والثالث هو محمد عبدالرحمن وهنا الزاهد، كل هذه العناصر مع موهبة أحمد فهمى فى الاختيار جعلت العمل يتربع على عرش الكوميديا الرمضانية.
أما على مستوى البرامج فهناك عدة برامج كانت على مستوى كبير من الإتقان من حيث الفكرة والتنفيذ، أولها كان برنامج «قلبى اطمأن» وبرنامج «باب رزق» للكاتب الصحفى يسرى الفخرانى، وحلقات برنامج «إحسان» لأحمد الشقيرى، وبرنامج «من الشرفة» على قناة سكاى نيوز عربية وعلى مستوى الإعلانات كان لإعلان عمرو دياب لشركة فودافون من أفضل الإعلانات هذا العام ومعه إعلان مستشفى 500 500 وإعلان خالد عليش لمحلات «إيتوال».
وبعيداً عن هذه الاختيارات يجب الإشارة أن نجوم هذا الموسم هم المخرجين، لأنهم تعاملوا فى أغلب الأعمال مع نصوص ضعيفة ولكنهم اجتهدوا لخروجها بشكل يصلح للعرض الرمضانى.
وهو ما يضعنا أمام حقيقة تراجع مستوى المسلسلات التى اعتمدت على ما يعرف بورش الكتابة، مقارنة بالأعمال التى قدمها مؤلف بمفرده، فربما تصلح ورش الكتابة للمسلسلات الطويلة صاحبة الـ60 حلقة وأكثر، ولكن فكرة ورشة لكتابة ثلاثين حلقة فقط، أثبتت عدم نجاحها وأعتقد أنها ستتراجع خلال السنوات القادمة.. لجان القراءة واختيار النصوص من أهم العناصر التى تحتاجها صناعة الدراما، والتى بغيابها تراجع عنصر جودة المحتوى بشدة، وهو ما يجعل عودتها أمراً لا غنى عنه خلال السنوات القادمة.
أعتذر مرة أخرى لكل من لم يتوافق رأيه معى ولفرق الأعمال التى لم أذكرها.. فالفن أذواق وما يعجبنى ليس من الضرورى أن يرضيك..