المكافحة تكون للأخطار التى تواجه الوطن، مثل الإرهاب، والجريمة، والأمراض، وأيضاً الكافيهات، التى أصبحت وباء ينتشر يومياً فى جسد الأمة، ودور الصحافة الوطنية الإشادة بالإيجابيات، لتحفيز أصحابها على الاستمرار فى الإجادة، وأيضاً تناول السلبيات للقضاء عليها، وحينما طرحنا هنا مشكلة انتشار الكافيهات وخطورتها، لم ولن يكون لنا مصلحة سوى القضاء على الفوضى التى تهدد أحلامنا فى رؤية بلادنا جميلة ومنضبطة مثل كل دول العالم.
بمجرد طرح القضية، فجّرت غضب المواطنين الذين يحلمون بحياة هادئة، ويتعرضون للظلم والتهديد من أصحاب الكافيهات ومن المسئولين المتواطئين معهم.
فى السطور التالية استمرار لعرض استغاثات المواطنين لعلها تجد استجابة:
«منطقة شيراتون الوضع فيها كارثى، وخصوصاً شارع أنقرة، الذى أصبح غُرزة كبيرة مفتوحة، ونعانى من الشيشة والزحمة وتجاوزات الشباب غير الأخلاقية. المنطقة لا تُطاق بعد ما كانت من المناطق الراقية».
«ملايين السكان متضررون من الكافيهات المخالفة، ولكنهم صامتون بسبب تقاعس المسئولين، وانتشار الفساد، على الرغم من بلاغاتهم المتعددة على صفحة وزارة التنمية المحلية «صوتك مسموع»، وصفحات الأحياء المختلفة، دون جدوى».
«أستاذ أحمد.. مقالك ممتاز، ونحن سكان الزمالك نعانى من عشوائيات فتح المقاهى حتى وصلت فى الأعوام الخمسة الأخيرة 160 مقهى ومطعماً دون ترخيص، والزمالك جزيرة صغيرة، والبنية التحتية غير مؤهلة لهذا الكم الهائل، الذى بالتأكيد له تأثير سلبى على السكان، من تلوث وازدحام وضغط على شبكات المياه والصرف والكهرباء، بالإضافة إلى بلطجة السياس، وازدحام الشوارع، لدرجة أن بعض هذه المقاهى تم فتحها فى أدوار عليا بالعمارات السكنية.. شكراً لاهتمام حضرتك بالكارثة المؤلمة، لأنها لا تقل عن مشكلة العشوائيات».
«أسكن فى شارع الحرية بمصر الجديدة من ٤٥ سنة! كان أمان وهادى وراقى، كل يوم تفتح كافيهات بشكل عشوائى فى مربع واحد، الحرية والثورة وعمر بن الخطاب وجلال الدسوقى ما يزيد على 30 كافيه، احتلوا الأرصفة، وانتشر السياس والأطفال المتسولون والبلطجية والمتحرشون، مع أزمة مرورية، وتلوث من الشيشة، وحوادث سرقة ومشاجرات ينتج عنها تكسير عربيات وإصابات، وتجمعات مريبة لشباب وفتيات صغار يتعاطون المخدرات، ويومياً نستيقظ على زجاجات بيرة فى الشارع، مع سرقة المرافق، ومعاناة للمرضى والمسنين والأطفال من الضوضاء حتى الصباح يومياً!! وهناك أحكام نهائية بغلق الكافيهات ولا تنفذ، وأصحابها يتفاخرون بأنهم يرشون الأحياء، ويهددون السكان الذين يشتكون، فهل الحل مغادرة منازلنا وتتحول الأحياء السكنية الراقية لعشوائية كافيهات كبيرة؟! أرجوك وصَّل صوتنا يمكن أحد يساعدنا وينقذنا من هذا الكابوس.. شكراً».
هذا قليل من استغاثات المواطنين المحبطين، وهى ظاهرة عامة فى كل محافظات الجمهورية، وليست بالقاهرة والجيزة فقط، ولكن الصورة ليست بهذه القتامة، لأن المسئولين المحترمين هم الأكثرية، والمرتشين أقلية، وليست كل أجهزة الحكم المحلى فاسدة، ولدينا شخصية مثل اللواء إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، نموذج محترم وواجهة مشرفة، يحاول دائماً التصدى لهذه السلبيات، ولكن أحياناً المشكلة تكون فى القوانين. ختاماً.. أتمنى الاستجابة لمطالب المواطنين، لأنها استفتاء شعبى على رفض هذا الوباء، وحتى يشعروا بأن الدولة عازمة على إعادة الانضباط للشارع، لأنه لا تقدُّم ولا تنمية مع الفوضى وعدم احترام القانون وأحكام القضاء، والحديث ما زال مستمراً.