"سيُترجم للإنجليزية والفرنسية".. ما سر النجاح الضخم لفيلم "الممر"؟
فيلم "الممر"
"لسه جاي من وسط ليل العتمة ضي، يفرد جناح النور ويوهبلك حياة، تفتح عيونك على الأمل وتشوف مداه وساعتها بس هتعرف أنك لسه حي".. كلمات معدودة بموسيقى هادئة مشحونة بالمشاعر تتسرب رويدا للأذان والأذهان، لتغوص بين صورة حديثة وأخرى قديمة لأبطال من الجيش المصري بذلوا أرواحهم فداء لأرض الوطن واسترداد سيناء، ليجسد جزء بسيط للغاية منها في فيلم "الممر".
بعد غياب أفلام الدراما العسكرية لعدة أعوام عن شاشات السينما، عادت بقوة من خلال "الممر" الذي يتناول الفترة التي أعقب نكسة يونيو 1967، وبداية حرب الاستنزاف بين الجيش المصري وجيش الاحتلال الإسرائيلي، من خلال التعرض عن قرب لحياة إحدى وحدات قوات الصاعقة، الذين يعانون من ويلات الهزيمة التي تملكتهم حينذاك، ثم استعادتهم للطاقة الإيجابية مجددا، ومرورهم بعدة صعاب من أجل تفجير أكبر معسكر تسيطر عليه تل أبيب في شرم الشيخ.
عدة مواقف بسيطة مخزونة بالمشاعر والأفكار، استعرضها الفيلم جعل منه ملحمة تاريخية، سواء من خلال بطله "أحمد عز" الذي يجسد دور الضابط نور ومجموعته المكونة من "أحمد صلاح حسني، ومحمد فراج، وأمير صلاح الدين"، والمراسل الصحفي إحسان "أحمد رزق"، فضلا عن زوجته ليلى "الفنانة هند صبري" التي جسدت دورا مهما عن المرأة حينها بأنها كانت تقوم بدور الأم والأب لأبنائها والسند لزوجها الذي يعاني من هزيمة النكسة، فضلا عن أحد المشاهد المهمة التي تحدث فيها "عز" مع الضابط الإسرائيلي "إياد نصار" ليستعين فيه بآيات من القرآن الكريم والتوراه.
فور عرض "الممر" للمخرج شريف عرفة، والمنتج هشام عبدالخالق، سرعهان ما احتل صدارة شباك الإيرادات لأفلام عيد الفطر المبارك، فضلا عن تربعه بقائمة "تريند" الأكثر تداولا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لإشادات الجمهور والنقاد به.
النجم أحمد عز، أعلن، خلال مداخلة هاتفية مع ببرنامج "على مسؤوليتي"، أن "الممر" سيُجرى ترجمته إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ليُعرض في عدد كبير من الدول العالم، في مقدمتها الإمارات والسعودية، نظرا للنجاح الضخم للفيلم، مضيفا: "الطلب على الفيلم كبير، وهيتذاع في أمريكا وكندا وإنجلترا وفرنسا".
حالة من النجاح المتميز صنعه الفيلم، بنجومه والقائمين عليه، جعله محل إشادات من الجماهير والنقاد ومختلف الإعلاميين، حيث أبدت الناقدة الفنية ماجدة موريس، إعجابها الشديد به أيضا كونه أول فيلم يتحدث عن مصر الحديثة وقت الحرب بعد غياب ذلك لعدة أعوام عن الشاشات، وهو ما لم تتمكن عدة أجيال من مشاهدته قبل ذلك، ما أشعل الحماس داخل أنفسهم.
قوة الفيلم من الصناعة سواء في القصة والسيناريو والحوار، بجانب الإخراج فضلا عن التدريب الجيد للممثلين وحسن تعاملهم مع مشاهد الحرب وطريقة الحديث، هم سر نجاح "الممر"، في رأي موريس، مضيفة لـ"الوطن"، أن شريف عرفة تمكن بجدارة من إدارة الممثلين وكل القائمين على الفيلم ما ولد تناغما بينهم جميعا.
كما تجد أن الفيلم عرض صورتين مختلفتين من المواطنين إبان حرب الاستنزاف، من خلال هند صبري التي تدافع عن زوجها ضابط الجيش وتمده بالشجاعة والصبر لتجاوز الأمر، وبين موظف السنترال حجاج عبدالعظيم ورواده الساخطين على موقف القوات المسلحة خلال النكسة، وهو ما جعل لديه جانبا كبيرا من المصداقية وعرض كل أوجه الحال وقتها.
"حتى لا ننسى".. هو الهدف من الفيلم في رأي الناقدة الفنية، حيث إنه يساهم في تنشيط الشباب وتذكيرهم بالنضال ضد العدو الإسرائيلي وأحداث النكسة السيئة وجهود الضباط المضنية لاستعادة أرضهم الذي يثبت أن المصريين هم مصنع القوة، وهو ما اعتبرته مبادرة جيدة وجميلة للغاية من القائمين على الفيلم، مشيدة بدور القوات المسلحة في المساعدة به.