م الآخر| دولة الغريب "13".. الانتظار
تزوج الكثير من الحملة، من أهل القلزم، فعمت الأفراح، وكانت الدولة تقترب من البناء ولا ينقصها إلا الإعلان وكان أبو يوسف يرى أنه لا يصح الإعلان عن الدولة الجديدة قبل القيام بأول إنجاز عسكري، وكان الجميع يراقب التقدم الذي يقوم به أبو يوسف بعد الآخر والجميع كان ينتظر اللحظة المناسبة للقضاء عليه، فالجميع أدرك خطورة قيام دولة الغريب، فاتفق الجميع أن دولة الغريب هي الخطر القادم على الجميع، فتحالف الجميع ضده سواء كانت عباسية أو فاطمية أو أموية.
بعد تجهيز العشاء اقتربت هاجر من زوجها:
هاجر: إن الناس يتحدثون في المدينة أنك جئت لتحكم و لتنشئ دولتك وليس لمحاربة القرامطة.
أبو يوسف: إن علينا قبل أن ندخل أي معركة أن نستفيد من تجاربنا السابقة، فالحرب ليست بالسلاح فقط، إننا نحارب العدو بالأفكار والأخلاق والدين، فإن انتصرنا يكون نصر مبين وإن انهزمنا نستطيع أن نعود إلى دولتنا ونعيد بناء جيشنا ونحارب مرة أخرى.
كان يجتمع أهل القلزم في مسجد المدينة القديم، وكانوا من عادة الأصدقاء أن يغلقوا عليهم المسجد بعد صلاة العشاء ويتدرسون في أخبار العباد، كانوا يتخافوا من البصاصين وأن يعلموا باجتماعتهم فكانوا يحتطون سرًا وكان لقاء اليوم مختلف عن اللقاءات السابقة، حيث اليوم سيلتقون بكبير التجار العائد من رحلته الطويلة وسيحكي لهم الكثير مما شاهده وعلمه أثناء رحلته، كما هي عادة ثم يوزع الهدايا على الأهل والأصدقاء.
تقابل الجميع وعلى رأٍسهم الشيخ علي، تناقشوا في الرجل الغريب، أنه يعيش في المدينة.
كبير التجار: إني أرى أنه جاء ليعيش هنا ويؤسس دولته الجديدة.
الشيخ علي: لا تظلم الرجل.
كبير التجار: إن كان جاء للحرب كيف يقضي سنة كاملة يجهز المدينة ويحفر الآبار ويبني المساجد ودور العلم، هل من جاء ليحارب يفعل ذلك؟
الشيخ علي: إنه جاء العام الماضي بعد موعد الحج، وعاش بيننا كرجل صادق أمين فكيف نتهمه؟
كبير التجار: إني محمل لكم برسائل من الخليفة يجب أن نتخلص منه وسوف يقوم الخليفة بالقضاء على القرامطة.
الشيخ علي: متى؟
كبير التجار: إنه أمير المؤمنين.
الشيخ علي: أي أمير مؤمنين، هناك ثلاثة أو أربعة يتصارعون على الخلافة والحجاز والأراضي المقدسة تعيش في خطر، عندما يخرج رجل من الناس يدافع عن دين الله تحاربه؟
أقسم بالله إني لن أكمل الحديث معكم وعليكم بمغادرة المسجد، وإلا اعتبرتكم جواسيس لدي القرامطة تعملون على هدم الروح المعنوية للجنود.