في ذكرى وفاته.. فيديو قديم للشعراوي يحكي عن رؤية شاهد فيها "غزوة الأحزاب"
الإمام محمد متولي الشعراوي
أسلوب جذاب وفهم دقيق لآيات كتاب الله الحكيم، جعلا للشيخ محمد متولي الشعراوي مقام كبير بين علماء جيله، ومكانة عليا بين أئمة الدين، جعل له تأثير بالغ في تقريب الناس من كتاب الله -عز وجل -، وتبسيط تفسير كتاب الله لهم، لذا لقب بإمام الدعاة.
وفي مثل هذا اليوم، 17 يونيو 1998، توفي الإمام "الشعراوي" عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد أن نشر علمه بين المسلمين، وترك إرثًا من تفسير آيات الكتاب الكريم، يظل مرجعا للعلماء إلى الآن.
"الشعراوي": يروي تفاصيل حديثه مع الصحابة في غزوة الأحزاب: شاهدت المعركة
في إحدى محاضرات "الشعراوي" المسجلة والتي كان يروي خلالها قصة تفسير سورة الأحزاب، بدأ الإمام الحكي برواية رؤية شاهدها في ليلة سبقت تلك المحاضرة، قال إنه رأى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعه الصحابة - رضي الله عنهم -، في غزوة الأحزاب.
"أحب أن أبشركم، بأن الله قد جمعنا بجمعكم هذا مع الغزوة في الأحزاب، وأتم الله نقصنا مما أردنا الاختصار فيه، وشهدنا من أبطال المعركة الذين ذكرناهم ما أنقصناه من تاريخهم في المعركة".. بهذه الجملة بدأ الإمام "الشعراوي" الدرس، وسط همهمات السامعين الذين تفوهوا بذكر "ماشاء الله".
يسترسل الإمام الراحل في حكي الرؤية، يقول إنه رأي الأشخاص الحاضرين في الحلم، ولكن في مسجد ذو حجم أكبر، جاءت الرؤية مجيبة لطلب أحد الحضور، الذي طلب منه استكمال قصة الصحابيين حذيفة بن اليمان وسعد بن معاذ، في الغزوة، والتي رواها الإمام في اليوم السابق لهذا الدرس.
وقال إن "الله أكمل الحكاية التي قصها الإمام على الحضور في الليلة الماضية، من القصتين، وروى الأولى بأن النبي أمر "حذيفة" بأن يذهب لأهل الأحزاب ليعلمه ما يحدث هناك، فرأى زعيم المشركين وقتها وهو أبوسفيان وأراد أن يقتله، ولكن أبى طاعةً لأمر رسول الله، ثم عاد وروى ما رأى للنبي، فوجده يصلي، ثم فرج الرسول قدميه ودخل "بن اليمان" بين قدميه ليتقي البرد، فغطاه النبي برداءه، ولما انتهى من الصلاة، قص عليه ما شاهده".
وعن تمام قصة سعد بن معاذ، يقول إمام الدعاة، إنه أكملها بما يأتي: "لقد ضربني يومك الأحزاب حيان بن قيس بن العرفة، وقال لي خذ الطعنة وانا بن العرفة، فقلت عرف الله وجهك في النار، فلما أصابني في أكحلي، قلت اللهم إن كنت تعلم أن هذا آخر أمرنا مع قريش ولم يعد بيننا حرب، فاجعل هذه شهادة لي، ولكن ابقني حتى أقر عيني من بني قريضة.. وقد كان"، فلما قتل المقاتلون وسُبيت الجواري وأخذت الأموال، فار الجُرح على سيدنا سعد، ومات به، فوضعه النبي في خيمته، وجاءته الملائكة تسأله: "يا محمد من هذا الذي مات وقد اهتز له عرش الرحمن؟".
ويستكمل "الشعراوي" حديثه بأنه رأى بعد ذلك شبح ضخم كالشيطان يمسك سيف، فقلت أنه عمرو بن ود فارس قريش الذي يعدونه بـ1000 فارس، ينادي هل من مبارز؟، فيقول علي بن أبي طالب: "أنا له يا رسول الله"، فيمنعه النبي، ثم ينادي "بن ود" ثانيةً: "أين جنتكم التي وعدتم بها من قتل في سبيل الله كما تقولون؟"، فقال علي للنبي لرسول الله: "أنا له"، فيرد النبي: "أنه عمرو.. إجلس"، فينادي فارس قريش مرة أخرى: "لقد نبحت من النداء بجمعكم.. هل من مبارز؟".
ويروي الإمام باقي القصة قائلًا: "إذا بي أرى الإمام علي بن أي طالب وقد انتفض وقال: (أنا له يا رسول الله)، فلما أصاب عمرو درقة علي، أخذ بن أبي طالب سيف النبي وذربه على عاتقه فخر ميتًا، ثم قال الله أكبر، فسمعها رسول الله فقال: (قتل والله)، فذهب بعدها عمر بن الخطاب فرأى علي يمسح الدم في درعه، وسأله: (ألا سلبت درعه لأنه أضخم درعا في العرب)، فقال: (والله لقد بانت سوأته فخشيت أن أصنع ذلك)".
وصحح "الشعراوي" معلومة قالها في المحاضرة السابقة، موضحًا: "رأيت سعد بن معاذ يقول لي أن الذي ضربني في أكحلي ليس بن الندر، إنما هو حيان بن قيس بن العرفة".
واختتم الإمام الراحل حديثه للحاضرين قائلًا: "هذا ما أردنا أن نبشركم به، ونحمد الله لي ونحمد الله لكم".