معارض تركى: مرشحنا سيهزم مرشح الحزب الحاكم.. ونراهن على الشارع لمنع التلاعب
تورجوت أوغلو
يرى المعارض التركى تورجوت محمد أوغلو أن مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو سيفوز بفارق مريح على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن على يلدريم فى الانتخابات البلدية التى كان قد فاز بها «إمام أوغلو» من قبل لكن ألغيت نتائجها. وقال «تورجوت أوغلو»، فى حوار لـ«الوطن»، إن الرئيس رجب طيب أردوغان يخشى الهزيمة لأن «إسطنبول» بها أموال تستغلها شركات المقربين منه ويتقاسمون عائداتها، مشدداً على أن الرهان الحقيقى فى الانتخابات البلدية على الشارع التركى.. وإلى نص الحوار:
ما توقعاتك بشأن سير العملية الانتخابية الجديدة فى «إسطنبول» بعد إلغاء الأولى؟
- الحقيقة أن رجب طيب أردوغان قام بتحركات غير قانونية كثيرة ضد مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، هذه التحركات وصلت به بالنهاية إلى إلغاء نتائج الانتخابات البلدية التى فاز بها مرشح المعارضة، وكان الغرض الذهاب إلى جولة ثانية يفوز بها حزب العدالة والتنمية، ورغم ذلك فإن إمام أوغلو سينجح بفارق أكبر من الجولة الأولى مقارنة بمرشح الحزب الحاكم بن على يلدريم.
"تورجوت أوغلو": 60 ألف شاب يتقاضون رواتبهم كميليشيات لحماية الرئيس التركى
إلى أى مدى هناك اطمئنان لشخصية «إمام أوغلو» وسط أبناء «إسطنبول»؟
- هناك ارتياح لشخصية أكرم إمام أوغلو، فهو سياسى جيد، لكن الآن الشعب التركى خاصة فى «إسطنبول» لديه بعض المخاوف، فيرى أن «إمام أوغلو» يشبه «أردوغان» قبل نحو 26 سنة كان «أردوغان» ديمقراطياً وسياسياً جيداً حين ظهر فى بداياته فى «إسطنبول» فكسب تأييد الشعب لكنه تراجع عن الديمقراطية حتى وصل الأمر إلى ما هو عليه الوضع الآن فى تركيا. الناس فى «إسطنبول» وتركيا لديهم نفس المخاوف من أن ينحرف «إمام أوغلو» عن الديمقراطية كما فعل «أردوغان»، لكنها تبقى مخاوف محدودة، الخديعة فى «أردوغان» جعلت الشعب يخشى الخديعة مرة أخرى.
وهل يلجأ «أردوغان» إلى سيناريو إلغاء نتائج الانتخابات مرة أخرى؟
- يمكن ذلك ولكن بعد مدة طويلة، «أردوغان» لا يريد «إمام أوغلو» أن يعمل فى بلدية «إسطنبول»، لكن الرهان هنا على التحالف بين حزب الخير وحزب الشعب الجمهورى وحزب السعادة وحزب الشعوب الديمقراطى، إذا تحركوا لاحقاً ضد «أردوغان» ونزلوا إلى الشوارع ليضغطوا عليه، وهنا يمكن أن يتوقف «أردوغان».
20 مليار دولار فى البلدية يتم استخدامها فى شركات عائداتها تعود على "أردوغان" وأقاربه
لماذا يخشى «أردوغان» خسارة «إسطنبول» ويستميت من أجل الفوز بها لهذه الدرجة؟
- لأن «إسطنبول» لديها موارد مالية تقدر بـ20 مليار دولار، هذا المبلغ فى بلدية «إسطنبول» وحدها مستبعد منها بعض المناطق التى تقدر إجمالاً بنحو 60 مليار دولار، وهذه الأموال كلها يتم استخدامها لدى شركات تابعة لأقارب «أردوغان» والمقربين منه، وهذه الشركات تكسب كثيراً وتعود بثروات طائلة على هؤلاء، وهذه الأموال تقسم بين «أردوغان» وأبنائه فى حين الدولة التركية هى التى تخسر واقتصادها يتضرر، ولذلك فإسطنبول مهمة فى هذا الإطار، وهناك نقطة ثانية مهمة للغاية.
وما هى؟
- أن هناك ميليشيات تعمل لمصلحة «أردوغان»، هناك نحو 60 ألفاً من الشباب أخذوا مرتبات من بلديات حزب العدالة والتنمية وأكثرهم من «إسطنبول» هم من الشباب الذين يعتنقون الأفكار المتطرفة، وبعضهم شباب مصريون وعراقيون وسوريون منتمون إلى تيار الإسلام السياسى، يعمل هؤلاء كميليشيات يستخدمهم «أردوغان» لإخافة المعارضين وعدد هؤلاء الشباب فى «إسطنبول» يقدر بنحو 20 ألفاً لا عمل لهم ويتقاضون رواتب فقط لأنهم يشكلون حماية للرئيس التركى.
الرئيس التركى ينفق الأموال على مرتزقة ويتاجر بكل شىء.. والإخوان أغبى جماعة فى التاريخ
هل «أردوغان» حاول الهجوم على مصر لتحقيق بعض المكاسب الشعبية خلال الأيام الماضية قبيل الانتخابات؟
- «أردوغان» يتاجر بكل شىء، رجب طيب أردوغان فى رمضان الماضى كان يصلى ما يسمى بـ«تراويح الأمة» وكان يصلى فى «إسطنبول»، لماذا لم يُصلِ فى «أنقرة» فى المسجد الكبير؟ هل كان الشعب لن يأتى إلى العاصمة؟ الآن «أردوغان» يتلاعب بجماعة الإخوان، وهذه أغبى جماعة فى تاريخ الدول العربية والدول الإسلامية حين تسير خلف «أردوغان».
ماذا عن الإعلام التركى وتعامله مع كل من «إمام أوغلو» و«يلدريم»؟
- 95% من وسائل الإعلام التركية تحت سيطرة الرئيس أردوغان، والنسبة المتبقية هى بعض القنوات الأجنبية التى يخشاها «أردوغان» مثل القنوات الأمريكية والأوروبية. الغريب أن الإعلام يظهر عليه فقط الداعمون لأردوغان ومن بينهم شيوعيون وغيرهم لأنهم حصلوا على الأموال.
هل هناك احتمال أن يلجأ الحزب الحاكم إلى تزوير نتائج الانتخابات البلدية؟
- التزوير ممكن، ولكن «إمام أوغلو» سينجح فى بلدية «إسطنبول» بفارق سيصل ما بين 7% و10%، «أردوغان» سيتحرك ولكن لا أعرف كيف سيتحرك، ولكن الرئيس التركى سيسعى للاتفاق مع «إمام أوغلو»، وإذا لم يتفق معه سيلجأ إلى ألاعيب أخرى.