الصوفية والأشراف يصفون مفجري أضرحة آل البيت في ليبيا بالخوارج
استنكرت المشيخة العامة للطرق الصوفية اعتداء من وصفتهم بمجموعة من المجرمين البغاة على ضريحي شيخي الإسلام سيدي أحمد زروق وسيدي عبد السلام الأسمر في ليبيا، وحرق مكتبة سيدي عبد السلام الأسمر الأثرية، بما فيها من مخطوطات وكتب إسلامية تراثية نادرة، في حين نددت نقابة الأشراف بما وصفته بالأفعال الشيطانية والممارسات التخريبية التي قام بها شُذَّاذ الآفاق وكلاب النار.
وقالت المشيخة ونقابة الأشراف إن هذا التصرف هو من الأعمال الإجرامية، ومن السعي في الأرض بالفساد؛ لإن الإسلام حرَّم انتهاك حرمة الأموات وجعل حرمة الميت كحرمة الحي، وإذا كان صاحب القبر من أولياء الله الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو إزالته أشد حرمة وأعظم جُرْمًا، فضلًا عن تهديمه أو تفجيره كما فعل هؤلاء المفسدون المجرمون.
وقالت المشيخة في البيان الصادر عنها إن الأولياء هم موضع نظر الله تعالى، ومن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ».
وقالت إن هذان الإمامان العالِمان والوليان الصالحان هما من أكابر علماء المالكية في المغرب العربي، وكانا من كبار أولياء الله الصالحين، وكُمَّل العارفين، وسيدي عبد السلام الأسمر ينتمي إلى الدوحة الطاهرة والذرية الشريفة العاطرة؛ فهو مِن نسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الكرام؛ حيث ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتعدي على ضريحيهما بهذا التصرف الفاجر الذي جَرُؤَ عليه هؤلاء الآثمون، ولم تجرؤ على فعله قوى الاستعمار التي احتلت بلاد المسلمين على مدى عقود من الزمان، ما هو إلا اعتداء سافر على رموز الإسلام، وحرب قذرة على أولياء الله الصالحين، وانتهاك لقدسية آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار، وتطاول يندى له جبين المؤمنين في كل العالم، وانتهاك لحرمة المرجعيات الدينية التي اتفق العقلاء من كل الأمم على احترامها وتقديرها.
وحذرت مشيخة الطرق الصوفية والأشراف المسلمين مما وصفته بالفكر المنحرف الذي دأب على انتهاك حرمات الأولياء والصالحين وآل البيت الطاهرين، الذي يتهم علماء الأمة وصالحيها وسوادها الأعظم وسلفها وخلفها بالشرك والكفر، إلا من كان على مثل باطله ومشربه الفاسد.
وناشدت المشيخة والنقابة أهل ليبيا الذين كانوا أُسُودًا في طرد المستعمرين وإسقاط الطغاة أن يقفوا يدًا واحدة ضد هؤلاء الخوارج المفسدين والطغمة المجرمين، وأن يتصدوا بكل قوة وحسم لهذه الأيدي الآثمة التي تحاول إسقاط البلاد الليبية في حمأة الفتن الطائفية والحروب الأهلية، وتوعدت من وصفتهم بالخوارج أن الله تعالى سيكون لهم بالمرصاد، وطالبت الأمة بأن تفطن إلى اعوجاج مناهجهم وعماية مشاربهم، وقالت أنهم دقوا المسمار الأخير في نعش باطلهم، وحفروا قبور إفكهم بأيديهم.