بائع كتب بدرجة محامٍ: الكتاب قبل الزواج أحياناً
كان يفرح كثيرا عندما يرى والده وهو يرتدى ملابسه الأزهرية، لأنه يدرك وقتها أنه على موعد مع مكتبة الأزهر،
«يلا يا علاء قوام يا بنى ولّا مش عايز تلحق المكتبة؟».. كلمات طالما أسعدت علاء الصغير الذى كان يمشى إلى جوار والده منتشيا سعيدا بلقاء أصدقائه عباس العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس، وغيرهم من الكتاب الكبار الذين لم تملأ كتبهم أرفف المكتبة فقط بل ملأت حياته.
عشرات القصص والحكايات يقرأها فى المكتبة ثم يحكيها لأصدقائه فى الشارع وهم يلعبون فيندهشون من فصاحته خاصة عندما يبدأ حديثه معهم قائلا: «انتو عارفين العقاد بيقول إيه؟»، حسب المؤلف الذى يروى قصته فى كل يوم.
«نفسى يبقى عندى صالون زى العقاد يا ابويا».. أمنية رددها علاء على مسامع والده دوما ولأسرته أثناء تجمعهم لتناول الطعام، لكنه مطلب كان يواجه دائما بالرفض: «انت لازم تطلع محامى وتفتح مكتب كبير باسمك.. مش مكتبة».
درس علاء المحاماة ولم يفارقه الكتاب ولا حلم افتتاح مكتبة، ظل يراوده حتى بعد تخرجه ولم يسترح إلا بعد أن حقق الحلم: «تخرجت فى كلية الحقوق وافتتحت مكتب صغير للمحاماة وصممت إنى ماتجوزش إلا لما أحقق حلمى والحمد لله حققته».
«فخور بأن عندى مكتبة زى صالون العقاد حتى لو كانت فى سور الأزبكية».. كلمات علاء الذى وصل عمره إلى 45 عاما ولم يتزوج لأنه لم يكن يشغله سوى حلمه، قالها وهو يشعر بنفس حالة الفخر التى كان يشعر بها وهو متوجه مع والده إلى المكتبة للقراءة.
مكتبة علاء التى لم تتجاوز بضعة أمتار ممتلئة عن آخرها بكتب لا يكتفى ببيعها فقط بل يعقد مع كل من يشترى كتابا ندوة حول القضية التى يطرحها الكتاب دون كلل أو ملل.