الأحد تحل مناسبة ثورة «٣٠ يونيو» السادسة، وما زلنا بعد ٦ سنوات من إزالة حكم المرشد وإسقاط التنظيم الدولى الإرهابى، وحتى الآن لم نتخذ إجراءً حاسماً لتكريم شهداء الثورة الذين سقطوا من أجل تحرير الوطن وتطهير مصر من دنس الإرهابيين.
نحن نتأخر كثيراً، وهى عادة مصرية أصيلة، ويمكن اعتبارها جزءاً من ثقافتنا الشعبية، ولتبرير ذلك، قال الأقدمون: «أن تأتى متأخراً خيرٌ من ألا تأتى أبداً»، وهو تبرير لحالة إدمان التأخر فى إنجاز ما يجب إنجازه.
لم نتأخر فقط فى مسألة تكريم شهداء سقطوا برصاص ميليشيات الإرهابيين فى الصعيد والقاهرة والإسكندرية وغيرها من المحافظات، شهداء قرروا التضحية بأرواحهم وخاضوا بسواعدهم العارية اشتباكات عنيفة مع إرهابيين، وإنما تأخرنا أساساً فى تخليد خزى وعار أفعال الإرهابيين ومخططاتهم.
بعد ٦ سنوات ما زلنا نكرر المطالبة بإنشاء متاحف الإرهاب، نعرض فيها بالوثائق والأحداث والصورة، فترة مختلفة من تاريخ مصر، شهدت جرائم غير مسبوقة ضد هذا الشعب، ارتكبتها جماعات زعمت أنها سياسية، ووجب تأسيس وسيلة تنقل كل ذلك للأجيال القادمة التى لن تستوعب خطورتها إلا إذا عاشتها وشاهدتها معايشة الأحياء وقت الحدث.
تعالوا نتخيل معاً مشهداً لرموز الإرهاب فى متاحف الإرهاب، وهم يتصدرون احتفال نصر أكتوبر فى يوم اغتيالهم لرمز الانتصار أنور السادات، وشباب مصر أو أجيال المستقبل وهم يشاهدون بالصورة هذا المشهد المخزى ويستمعون لتعليقات صوتية تقص عليهم ما جرى.
أو لنتخيل تجمعات مشابهة أمام متحف أو نصب تذكارى لشهداء ثورة يونيو، محاطاً بتسجيلات صوتية وشاشات مصورة لمواجهات المدنيين الأبرياء العُزل مع ميليشيات الإرهابيين أمام الاتحادية، أو بالمقطم وغيرها من ميادين وأزقة مصر.
المسألة يا سادة أن تكريس مكافحة الإرهاب وجماعات الإرهابيين، يقتضى أدوات وآليات ووسائل لا تقف عند حدود أغنية فى حب الوطن، ولا قصيدة تمجيد، هى وسائل مهمة بالقطع، لكن الأهم منها هو تنمية وزيادة الوعى فى ثقافة الأجيال الجديدة ومعرفتها ومعلوماتها عن هذه الجماعات الإرهابية.
نحن فى حرب شرسة مع جماعات تصدرت المشهد، واحتلت المركز الأول بجدارة فى الكذب، وهى تعتمد على نشر الأكاذيب لتشويه الحقائق فى أذهان الناس، وتمرير أكاذيب مذهلة، لقلب الحقائق وتزييف التاريخ، ولن ننجح فى مواجهتهم بشكل جذرى إلا بمتاحف الإرهاب والشهداء.
مكافحة ومواجهات الإرهابيين بكل الوسائل ضرورة مُلحة، ولا مبرر للمزيد من الانتظار.