فى عام 2012 كتبت عدة مقالات عن أحلام أردوغان بعودة السلطنة العثمانية الفاشلة بالتزامن مع حضور د. مرسى -رئيس مصر آنذاك- فى احتفالات ضخمة لمؤتمر حزب أردوغان.. وانتقدت بعلمية مشروع إعادة السلطنة العثمانية الاستعمارية الفاشلة والمجرمة الذى طرحه «أوغلو» رئيس الوزراء السابق لتركيا.. وأكدت أن أردوغان سيمارس سلوك السلطان بعباءة مزيفة للخلافة الإسلامية، ورفضت مشاركة رئيس مصر فى احتفالات السلطان المرفوض.
وتحققت توقعاتى، واعتمد أردوغان لتحقيق حلمه المريض على تحالفات مع تنظيمات إخوانية إرهابية وسلفية انتهازية وصهيونية مسلحة ليُشعل الصراعات فى الدول العربية والآسيوية ثم يقدم نفسه بوصفه زعيم المسلمين ويحصد المال والمصالح لنفسه ودولته من الدول العظمى فى العالم.. يحدث هذا فى ألمانيا وفرنسا واليونان وأمريكا وروسيا وليبيا وقطر والسعودية والإمارات والسودان وتونس والجزائر ومصر وفلسطين وأستراليا وماليزيا والصين وغيرها.
والعجيب أن غالبية الشعب التركى ترفض إعادة السلطنة العثمانية، فتحول أردوغان إلى سفاح يقتل ويسجن ويعتقل ويعصف بمئات الآلاف (صحفيين وعسكريين ورجال أعمال وسياسيين ومعلمين وقضاة ومن كل فئات الشعب التركى) بحجج واهية مثل الانضمام لحزب معارض أو المشاركة فى انقلاب فشل قبل 3 سنوات.
ويتوالى فشل أردوغان فى خداع الأتراك، فنراهم ينتخبون «إمام أوغلو» المعارض القوى مرتين ليتولى رئاسة بلدية إسطنبول الأهم فى تركيا.. ويفقد حزب أردوغان أكبر البلديات التركية (إسطنبول وأنقرة) فى أقل من 3 شهور رغم أبشع عمليات القهر السياسى التى يتعرض لها الأتراك لإسقاط المعارضة!!
وتصفع أوروبا أردوغان بالرفض القاطع لطلب انضمام تركيا -المتكرر- للاتحاد الأوروبى.. ويتزايد الغضب من أردوغان فى كل الدول التى كشفت وجهه الإرهابى الانتهازى القبيح، وبخاصة فى فلسطين وليبيا والشام ودول الخليج والدول الإسلامية فى آسيا.. وأصبحت علاقته بروسيا وأمريكا مصدراً للتشكك والحذر من الدولتين تجاه عميلهما الساعى للسلطانية الاستعمارية المرفوضة.
أضعف أردوغان تركيا سياسياً واقتصادياً وحضارياً بفشله المتكرر، ويبدو أن الأتراك سيكون لهم رأى سلبى فى استمراره بالرئاسة.. حمى الله الشعب.. والله غالب.