لم تأتِ لهم الفرصة للتعرّف على الشعوب الأفريقية عن قُرب، ظلت حواجز اللغة والمسافة عائقاً أمام التواصل مع أشقائهم وأبناء قارتهم السمراء، حتى جاءت بطولة الأمم الأفريقية، التى تنظمها أم الدنيا، لتفتح الأبواب المغلقة، وتسمح لشباب مصرى بالتعرّف على ثقافات وعادات وتقاليد جماهير 23 بلداً أفريقياً، وتكوين صداقات جديدة تمتد لسنوات طويلة.
تحمّس عمر عز الدين، محاسب، لمتابعة مباريات الفرق الأفريقية، للتعرف على شعوبها عن قُرب، بفضل صديقة له متخصصة فى الشئون الأفريقية، ولها علاقات كثيرة بأناس من مختلف دول القارة، ذهب لمتابعة مباراة الجزائر والسنغال، وفضّل أن يجلس فى مدرجات الأخير، وشجّع معهم وتبادل الأرقام والترحاب، كما شاهد أيضاً مباراة كينيا وتنزانيا فى ملعب الدفاع الجوى، وذهب إلى ملعب السلام لحضور مباراة المغرب وكوت ديفوار، وكذلك جنوب أفريقيا وناميبيا: «يستحقوا إننا نقرب منهم، لأننا وطن واحد».
لم يكتفِ «عمر» بمتابعتهم وتكوين صداقات معهم، بل بدأ يساعدهم ويصف الطرق لبعض جماهير غينيا فى إحدى مبارياتهم، ويحضر الأكل والشراب لبعض المشجعين، كنوع من المحبة والترحيب بالضيوف: «عزمتهم على عصير وساندوتشات علشان يعرفوا كرم المصريين، وإدونى علم هدية».
"عمر": عزمت بعض الجماهير على أكل وعصير.. و"محمد": شجعت السنغال وأهدونى قميص فريقهم
يحكى ابن الـ28 عاماً، أنه شعر وكأنه سافر إلى تلك البلاد، مؤكداً أن تنظيم البطولة يعد مكسباً كبيراً للمصريين والضيوف، التى حضرت لمؤازرة منتخبات بلادها، وذلك لتبادل الخبرات وكسر الحواجز، التى تراكمت عبر سنوات: «اكتشفت أن أبناء القارة السمراء بيحبونا جداً، وطيبين لأقصى مدى، والمعاملة معاهم سهلة عكس ما كنت أتوقع».
يرى محمد إبراهيم، أن الوقوف بجانب بعض الفرق الأفريقية ومساندتها ودعمها واجب على كل شاب مصرى، لتقديم صورة مشرّفة عن بلده، بخلاف تشجيعه للمنتخب الوطنى، الذى يسعى لحصد اللقب الأفريقى، مؤكداً أنه قرر تشجيع ودعم منتخب السنغال، حباً فى نجمه ساديو مانى، الذى يلعب بجوار محمد صلاح فى نادى ليفربول الإنجليزى، بناءً على دعوة من صديق سنغالى، والذى أهداه علم بلده وقميص الفريق، تعبيراً عن امتنانه بحضور اللقاء فى الاستاد: «أكيد دورنا فى التشجيع هيفرق معاهم، لكن أتمنى فى نفس الوقت البطولة تكون لينا».
تعليقات الفيسبوك