ثقافة السلم داخل المجتمع العربى، خاصة قطاع الشباب والمرأة، ونشر المفاهيم الوسطية للأديان السماوية وقيم التسامح ومعرفة الأديان والعمل على تعزيز الانتماء والولاء للوطن والأمة العربية والعمل فى نسيج واحد وتعزيز التضامن العربى والدعوة للحوار ونبذ العنف والتطرف وتقوية أواصر التعاون والتوعية بمخاطر الإرهاب وآثاره على الأمة والتنمية والاستقرار وآثاره على الإنسانية وتشجيع المبادرات الهادفة لتحقيق السلم الاجتماعى وتوطيد العلاقات الدولية بين شعوب العالم وتبادل الخبرات الدولية لمواجهة ظاهرتى العنف والتطرف فى سبيل تحقيق الأمن والاستقرار الدولى ورفض الحلول التى تعتمد العنف فى معالجة القضايا المختلف عليها وإدراك العدل والتسامح، هى الأساس والانطلاق إلى علاقات عربية إقليمية برؤية واضحة ومتوازنة وموحدة تحقق الاستقرار بين الشعوب ويكون أساسها الاحترام والحفاظ على سيادة وخصوصية أطراف العلاقة دون التدخل فى الشئون الداخلية وبناء قاعدة عريضة من الفهم والتفاهم حول قضيتين رئيسيتين تقفان وراء الصراعات التى تؤرق عالمنا وتزلزل وجودنا جميعاً، وهما التطرف والإرهاب، وتوجيه لغة الخطاب بين الشباب المتابعين للثقافة وغرس احترام الهوية والتعود على مبدأ التنوع الثقافى ووضع العمل الإنسانى والمتضررين إنسانياً فى المنطقة العربية على الأجندات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول وعلى أجندة المؤسسات الإعلامية العربية بكل وسائلها.
التسامح والوسطية أساس الحياة الآمنة، العنف والإرهاب وآثاره على المجتمع الدولى، السلام الاجتماعى والحوار والحرية الاجتماعية، الاتفاقيات الدولية (السلام، مكافحة الإرهاب)، المرجعية الفكرية والوسطية حلول عملية، الفساد وآثاره على التنمية والاقتصاد الدولى، المواطنة والآخر وحقوقه والتعايش معه، الأعمال الإنسانية وآثارها وحقوق الإنسان، الاقتصاد والتنمية فى ظل السلام والاستقرار، ثقافة الشعوب واحترامها لدى البلدان الأخرى، الإعلام ودوره فى الحفاظ على القيم والعادات العربية، الإغاثة للاجئين من جراء النزاعات والعنف والإرهاب، دور الأزهر والتعليم فى نبذ التطرف ومكافحة الإرهاب، دور الأسرة والمجتمع فى نبذ التطرف ومراقبة السلوكيات.
لقد شهد العالم العربى فى السنوات الماضية موجة من الأزمات أثرت فى مجملها على مسيرة التنمية المستدامة فى جميع الدول العربية وظهرت آثارها جلية على فئة من الشباب العربى الذى أصبح ضحية للخلافات السياسية حيث كانت النتيجة مزيداً من حالات البطالة وتراجعاً ملحوظاً فى الرغبة فى الإبداع خاصة فى المجالات التى تشهد نهضة علمية على المستوى العالمى مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والتكنولوجيا وكل ما فيها من تطوير.
واستشفافاً من احتياجات الأمة العربية لمشاركة المجتمع المدنى فى نشر ثقافة السلم الاجتماعى ونبذ العنف والتطرف ومكافحة الإرهاب من منبعه كانت حتمية وجود رؤية عامة للمجتمعات العربية فيما يتعلق بتحسين الأوضاع الإنسانية فى المنطقة والوصول بأكبر قدر ممكن للجهات ذات الحاجة وتلبية تلك الاحتياجات بواسطة المصادر الملائمة وتتناول هذه الرؤية المعطيات والمتغيرات الجديدة للمنطقة العربية والدول التى تمر بأزمات وكوارث وصراعات وحروب واضطرابات، فضلاً عما تحويه المواثيق والمعاهدات الإنسانية القائمة على مبادئ حقوق الإنسان والتى يلتزم بها المجتمع الدولى والعربى كجزء من الخلية الدولية.
إن تزايد أعداد المتضررين والنازحين واللاجئين نتيجة للأوضاع التى تمر بها المنطقة العربية من الأزمات الناجمة عن الصراعات والحروب وما أعقب الثورات العربية من تدهور للأوضاع الإنسانية أدى إلى السعى لتحقيق العديد من الأهداف أهمها دعم العمل الإنسانى الفعال والممنهج، وتبادل خبرات بين المؤسسات المشاركة والتعريف بأعمالها وأنشطتها والسياسات التشغيلية والعملية فى قضايا الإغاثة ومساعدة المحتاجين، ووضع قاعدة بيانات كمية ونوعية للعمل الإنسانى فى المنطقة تتركز محاوره على تفعيل دور المجتمع المدنى، خاصة الشباب والمرأة فى السلم الاجتماعى والتنمية ونبذ العنف ومحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب ووضع أجندة للأعمال الاجتماعية العربية المشتركة خلال عام 2020 والتنسيق مع المؤسسات والجمعيات والمنظمات العربية من أجل تعميم التجارب الناجحة وأخذ الدروس المستفادة من مبادرات ومشاريع يتم تنفيذها.
وهنا نرى حتمية تنوع العمل بحيث تكون شمولية من كل أرجاء الوطن العربى الكبير بحيث يتم تبادل المعلومات بشكل تشاركى، وكذلك من حيث النوعية بحيث تغطى جميع البرامج المقدمة فى السلم الاجتماعى ونبذ العنف والتطرف ومن جميع الجهات الدولية العاملة والحكومية وغير الحكومية.
وعليه فإن إغاثة الضحايا وحمايتهم واجب ضرورى وحتمى، ونحن نطمح إلى الوصول للحفاظ على الوطن لإبعاده عن كوارث الحروب الأهلية والامتثال لحالة السلام الإيجابى الذى لا تنشأ فيه نزاعات تؤدى إلى وجود اللاجئين والنازحين الباحثين عن الأمان.
فالحروب ليست قدرنا، فمستقبلنا هو السلام.