لست أعرف كيف وقع رجب طيب أردوغان فى خطأ استراتيجى قاتل فى محاولة الجمع بين وجود طائرة «إف 35» الأمريكية ومنظومة الدفاع الصاروخى الروسية «إس 400» فى نظام دفاع الجيش التركى فى آن واحد؟
كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض: صفقة تركيا لشراء «إس 400» بدلاً من نظام الباتريوت الأمريكية هو أمر مخيب للآمال.
فى الوقت ذاته، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية «إنه يستحيل الجمع بين الطائرة إف 35 ونظام إس 400 فى آن واحد».
وأضافت: هذا يعنى تسليم «الروس» أسراراً استراتيجية عالية التقنية وتمكينها من معرفة تفاصيل دقيقة لا يمكن الكشف عنها.
الطائرة «إف 35» هى أحدث وأقوى طائرات سلاح الطيران الأمريكى، يبلغ ثمنها 95 مليون دولار كسعر أساسى للطائرة الواحدة، من إنتاج شركة لوكهيدمارتن، اشترك فى تصميمها 8 دول منذ عام 2008 فى أكبر مشروع غربى للتعاون العسكرى فى هذا المجال.
اشتركت فى تصنيع هذه الطائرة: الولايات المتحدة، بريطانيا، إيطاليا، كندا، أستراليا، الدانمارك، النرويج، وتركيا.
المذهل أن أكثر دولة تعرف الأهمية الاستراتيجية لهذه الطائرة المقاتلة الشبح ذات قدرة المناورة الفائقة والتخفى الإلكترونى هى تركيا المشاركة فى مشروع الطائرة، وهى الدولة الوحيدة، وأكرر الوحيدة، التى تورد قطع تصنيع رئيسية لها، بمعنى أن تركيا وردت 900 قطعة مكون أساسى لهذه الطائرة، وبالذات فى الجزء الأوسط منها!! وتبلغ قيمة مساهمة تركيا مقابل هذه القطع المصنعة 9 مليارات دولار.
إذاً تركيا تعرف أكثر من غيرها الأهمية الاستراتيجية الخاصة لهذا الكنز العسكرى المميز لسلاح الجو الغربى ولحلف الناتو، ورغم ذلك تتخذ قرارها الأحمق والمضاد للمنطق والعقل وتسعى لشراء وامتلاك نظام دفاعى روسى صمم أساساً لإبطال مفعول طائرات معادية من حلف الأطلنطى أولها وأهمها هى الـ«إف 35».
أخطر ما فى أزمة تركيا مع طائرة الـ«إف 35» أنها تعكس الخلل السياسى لعقل صانع القرار التركى فى موضوع استراتيجى عسكرى.
ببساطة لا يمكن أن تفعل الشىء ونقيضه، أو تحصل على سلاح جوى وتشترى نظام القضاء عليه فى آن واحد.
إنه خلل عظيم فى الإدراك.