"جزائر 2019".. محاربو الصحراء يرسمون تاريخا جديدا سياسيا ورياضيا
متظاهرة جزائرية ترفع علم بلادها على هيئة قلب
"قسما بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات والبنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات،÷ نحن ثرنا فحياة أو ممات، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر".. بكلمات شاعر الثورة مفدي زكريا وألحان محمد فوزي تغنى الجزائريون بالنشيد الوطني خلال عام 2019 في الميادين، منذ فبراير الماضي، اعتراضا على نظام الرئيس الجزائري، آنذاك، عبدالعزيز بوتفليقة وبالفعل استطاع المتظاهرون الإطاحة ببوتفليقة وأركان نظامه، وفي تحد جديد على المستوى الرياضي نجح محاربو الصحراء في التتويج ببطولة الأمم الأفريقية المقامة في مصر "كان 2019".
منذ اندلاع الحراك الجزائري في 22 فبراير الماضي، حقق الحراك الشعبي عدة مكاسب أبرزها وأكبرها استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي حكم البلاد 20 عاما، واستقالة حكومة أحمد أويحيى، فضلا عن شخصيات سياسية من الدرجة الأولى مثل رئيس المجلس الدستوري طيب بلعيز الذي كان مقربا من الرئيس السابق.
فيما قرر القضاء الجزائري فتح ملفات فساد استهدفت شخصيات اقتصادية بارزة وعلى رأسها علي حداد رئيس أرباب العمل الجزائريين، والأخوة كونيناف ورئيس مجمع "سيفيتال" يسعد ربراب.
كما تم أيضا توقيف شخصيات سياسية وعسكرية لعبت دورا محوريا في السابق وعلى رأسها شقيق الرئيس الجزائري السابق سعيد بوتفليقة، الذي قيل إنه كان الحاكم الحقيقي للجزائر بعد إصابة شقيقه بجلطة دماغية في 2013، ورئيس الاستخبارات الجزائرية السابق محمد مدين.
وتعهد الرئيس الجزائري المؤقت، عبدالقادر بن صالح، في أول خطاب له بعد توليه المنصب، بإجراء انتخابات حرة وذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات التي أدت إلى استقالة عبدالعزيز بوتفليقة بعد 20 عاما في الحكم.
وفي الثاني من يوليو قدم رئيس البرلمان الجزائري، معاذ بوشارب، استقالته، بعد ضغوط من كتل سياسية طالبت برحيله نزولا عند رغبة الحراك الشعبي.
وأكد النائب عن كتلة جبهة التحرير الوطني، سي عفيف عبدالحميد، استقالة بوشارب في آخر يوم من الدورة البرلمانية، وكان رؤساء الكتل البرلمانية قد قرروا مقاطعة كل أعمال البرلمان حتى تقديم بوشارب لاستقالته بشكل فوري.
وقررت المحكمة العليا في الجزائر، وضع جمال ولد عباس، الأمين العام السابق للحزب الحاكم والوزير السابق، رهن الحبس المؤقت، وكان ولد عباس أحد المقربين من الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال من منصبه، في 2 أبريل الماضي، على وقع احتجاجات رافضة لترشحه لانتخابات رئاسية لفترة خامسة.
فيما أكد رئيس الوزارء الجزائري الأسبق، علي بن فليس، أن تنظيم الانتخابات الرئاسية يعبتر الطريق الأقصر والأقل خطورة وتكلفة لبلاده، وذلك للخروج من الأزمات السياسية التي تعاني منها البلاد حاليا.
ونقلت صحيفة "الخبر" المحلية عن رئيس حزب طلائع الحريات قوله، إن "تنظيم الانتخابات الرئاسية هو الطريق الأقصر والأقل خطورة وتكلفة للبلد، لكنه لا ينفي على الإطلاق وجوب تغيير النظام السياسي والقيام بانتقال ديمقراطي، وإعداد دستور جديد يكرس دولة القانون".
كما توج المنتخب الجزائري باللقب الثاني له بكأس الأمم الأفريقية في تاريخه بعدما هزم منتخب السنغال بهدف دون رد في استاد القاهرة الدولي، وجاء هدف الجزائر الوحيد عن طريق مهاجمه بغداد بو نجاح في الدقيقة الثانية كأسرع هدف في البطولة، ليمثل منتخب الجزائر قارة أفريقيا في كأس العالم للقارات في نسخته المقبلة.
وتعد مباراة النهائي هي المواجهة الثانية التي تجمع بين منتخبي الجزائر والسنغال في النسخة الحالية من بطولة كأس الأمم الأفريقية، بعدما تفوق المنتخب الجزائري بهدف دون مقابل في المباراة التي جمعتهما بملعب الدفاع الجوي، ضمن منافسات الجولة الثانية لدور المجموعات.
وتأهل منتخب الجزائر للمباراة النهائية، لأمم أفريقيا 2019، بعد تخطيه منتخب نيجيريا فى دور نصف النهائي، بنتيجة هدفين لهدف، فى اللقاء الذى جمعهم الأحد الماضى، فى المقابل صعد الطرف الثاني في المباراة النهائية السنغال على حساب منتخب تونس، بالفوز عليه بهدف دون رد.