"المسئول المحترف".. مشروع قومى لتطوير "قلب الدولة"
«داليا» خلال حوارها مع «الوطن»
بين اتهام بالتقصير يلاحق العاملين فى الجهاز الإدارى للدولة، ودفاع عنهم لعدم توافر البيئة المناسبة والإمكانيات المتاحة لأداء دور أكثر تميزاً من جهة أخرى، خرج برنامج «الموظف الحكومى المحترف»، ليكون الأول من نوعه الذى يستهدف تدريب العاملين فى الدولة ورفع مستوى مهاراتهم وكفاءاتهم ومساعدتهم على تقديم خدمة أفضل للجمهور.
البرنامج الذى أطلقته الأكاديمية الوطنية للتدريب، بعد تنسيق ودراسة مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، يستهدف تدريب 5800 موظف حكومى من خلال دفعات متتالية فى العديد من المحافظات، وركز البرنامج على استهدف الموظفين الذين يعملون فى مواقع ذات صلة مباشرة بالجمهور، مثل قطاع الصحة والجوازات والبريد والنيابة العامة ومراكز الخدمة التكنولوجية.
"الوطن" تحاور 4 من المشاركين فى برنامج تدريب العاملين فى الجهاز الإدارى
«الوطن» التقت عدداً من الموظفين والإداريين الذين شاركوا فى برنامج «المسئول الحكومى المحترف»، ورصدت أبرز المكاسب التى حصلوا عليها، وأهم المشكلات التى تواجههم على الأرض، وكيفية التغلب عليها من واقع تجاربهم وخبراتهم، وغيرها من النقاط التى لا تتعلق بـ«الموظف الحكومى» وحده، لكن بـ«المواطن» الذى يقدمون له الخدمة و«الدولة» التى يمثلون ذراعها الإدارية والتنفيذية أيضاً.. ومزيد من التفاصيل فى السطور التالية:
مديرة المتابعة بـ"زايد المركزى": حققنا نتائج قياسية فى "100 مليون صحة"
«أحلم بأن أكون مسئولاً حكومياً محترفاً»، عبارة قصيرة حملت نفس اسم البرنامج التدريبى، عبرت بها الدكتورة داليا محمد، المدير التنفيذى للمتابعة بمستشفى الشيخ زايد المركزى، عن حلمها خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن التدريب الحالى هو الأول الذى تحصل عليه منذ عملها بالقطاع الحكومى من 10 سنوات. وأضافت لـ«الوطن»، أنها استطاعت أن تحقق نتائج قياسية فى حملة 100 مليون صحة، وتحصل على المركز الثانى على مستوى الجيزة، بفضل الجزء الأول من التدريب الذى تلقته فى الأكاديمية الوطنية للتدريب.. وإلى نص الحوار:
متى بدأت العمل فى القطاع الحكومى؟
- منذ حوالى 10 سنوات، تحديداً فى 2009 تم تعيينى.
خلال العشر سنوات الماضية، هل شاركت فى أى تدريب؟
- لا، برنامج المسئول الحكومى المحترف هو التدريب الأول الذى ألتحق به.
وكيف استفدتِ من هذا التدريب؟
- استفدت منه على مستوى شغلى، خاصة أننى كنت مسئولة عن مبادرة 100 مليون صحة بالمستشفى، والحمد لله استطعنا أن نحصل فى مستشفى الشيخ زايد المركزى على المركز الثانى على مستوى الجيزة، وتم تكريمى بعد النتائج القياسية، حيث حققنا المستهدف فى وقت أسرع وأقل وبكفاءة أعلى. وساعدنى التدريب فى الأكاديمية على تحقيق هذه النتائج، لأننا تعلمنا هنا كيفية إدارة فرق العمل، وتحقيق أفضل نتائج فى فترات زمنية أسرع.
وكيف تستطيع أن توفق بين أعضاء فريق العمل، سواء كانوا أطباء أو ممرضين أو إداريين، وأن تستقطب أكبر عدد ممكن من الجمهور، لا سيما أن الحملة كبيرة وبمثابة مشروع قومى، ولا بد من تحقيق أفضل النتائج.
داليا محمد: اتهام الموظفين بعدم أداء واجبهم "ظلم".. وأحلم بتطوير القطاع الصحى على مستوى الجمهورية
هل لدينا مشكلة فى العمل الجماعى سواء داخل القطاع الحكومى أو الخاص أيضاً؟
- صحيح، نحن كمجتمع كانت لدينا مشكلة عمل جماعى، ربما نكون جيدين على المستوى الفردى، لكن لا نستطيع أن نتحرك معاً، هذا الأمر يجب أن نتجاوزه، الأفكار الكبيرة لا تنجح إلا بعمل جماعى، ونحن تدربنا على هذا الأمر بشكل جيد، وعرفنا الفارق بين أن تكون مديراً أو أن تكون قائداً. المدير لا يدفع مؤسسته للأمام، لكن القائد يستطيع أن يدفع مؤسسته للأمام من خلال نجاحه فى توفير بيئة عمل جيدة، وفرق عمل جماعية متناغمة، تعرف أهدافها وأدوارها. فى كثير من أماكن العمل تجد من يريد أن ينجح على حساب فشل الآخرين، الحقيقة أن الجميع سيفشل أو الجميع سينجح. مفيش حاجة اسمها أنا، لكن لازم نفكر فى «إحنا». سواء داخل المستشفى أو المدرسة أو المصنع أو أى مكان عمل.
الموظف الحكومى متهم بالتقصير فى أوقات عديدة، لا سيما فى قطاع الصحة، وقطاعات أخرى أيضاً.. هل تنزعجين من هذه الاتهامات؟
- أكيد، نحن بصفة عامة متهمون بأننا نقصر فى واجبنا ولا نقوم بعملنا على النحو الجيد. هذا الكلام أسمعه أحياناً وأشعر بالانزعاج منه، وهو ظالم إلى حد كبير.
وما حقيقة الأمر.. هل الموظف الحكومى فى رأيك ظالم أو مظلوم؟
- حقيقة الأمر أن الموظف سواء كان إدارياً أو فنياً أو طبيباً، فهو يقوم بدوره وفق الإمكانيات المتاحة، والإمكانيات تكون محدودة أو ضعيفة أحياناً، وأنت مضطر أن تعمل بها. عندما يقال إن الموظف الحكومى لا يقوم بعمله، فالحقيقة أنه يقوم بما يستطيع أن يقوم به.
وكيف نرفع مستوى الأداء والخدمة فى رأيك؟
- من خلال تحسين الإمكانيات، ومن خلال تحسين القدرات البشرية. هل يستطيع الجهاز الإدارى أن يقدم أفضل؟.. نعم يستطيع، من خلال التدريب والتطوير ورفع مستوى الإمكانيات. إحنا جينا نتدرب علشان نقدر نفكر إزاى نطور المؤسسات التى نعمل بها. وبالفعل هذا بدأ يتحقق.
على مستوى شخصى، ما المكاسب التى حققتها من خلال تدريبك؟
- عندما بدأت التدريب كنت مسئولة عن حملة 100 مليون صحة بالمستشفى، والآن أنا المدير التنفيذى للمتابعة على مستوى المستشفى، هذه الخطوة تحققت بسبب الخبرات التى حصلت عليها من التدريب، والنتائج التى تمكنت من تحقيقها على الأرض.
هل حاولتِ نقل ما تدربتِ عليه فى البرنامج إلى زملائك بالعمل؟
- طبعاً، لأننى لا أستطيع أن أحقق شيئاً بمفردى، فنقلت كل ما تعلمته للآخرين، ليس داخل المؤسسة التى أعمل بها فحسب، بل انتقلنا من المستشفى لمساعدة إدارات أخرى مجاورة لنا، خاصة فى ظل النتائج والأرقام الجيدة التى نحققها. حاولنا أن ننقل التجربة للآخرين، وهذا هو المهم، لأن البرنامج سيقدم التدريب لعدد محدود، لكن نحن لدينا جهاز إدارى يضم أكثر من 6 ملايين موظف بين قطاعات مختلفة، وقطاع الصحة هو أحد أكبر هذه القطاعات.