رغم كل مخططات وعمليات الخداع والتمويه التى مارستها الجماعة الإرهابية على أغلب ألوان الطيف السياسى المصرى، فإنها لم تتمكن من الصمود طويلاً، وسرعان ما انكشفت أكاذيبها وادعاءاتها فى لحظة صادمة، ظهرت فيها حقيقة موقفها المعادى للثورة الوطنية المصرية.
وما أدراك ما الستينات التى أطلقها ممثل الجماعة محمد مرسى فى ميدان التحرير، حين استولى هؤلاء على حكم مصر فى غفلة من الزمن، كان تصريحاً كفيلاً بكشف مكنون الجماعة، وما تخفيه من عداء وغل وكراهية لثورة يوليو، حاولت إخفاءه، لكنها لم تتمكن من الاستمرار فى خداع الناس أكثر من ذلك.
عداء الإخوان الكاذبين لثورة يوليو، ليس مجرد رغبات انتقامية، من نجاح الثورة وقائدها ناصر، إنما هو تعبير عن فهم عميق لحجم تناقض مشروع الخلافة العثمانلية التى يسعون لها ومشروع الدولة الوطنية والقومية الذى تبنته ثورة يوليو، ودعا له «عبدالناصر».
واحد من مكونات الصراع مع الجماعة الكاذبة هو الجيش المصرى، الذى فجر ثورة يوليو، وبانحيازه للإرادة الشعبية، أجهض حلم المرشد وأعوانه، وأفشل مشروعاً توقع أنصاره أنهم قريبون من الحكم لتعميد الفكرة وتجسيدها. لذلك كانت صرخة الحقيقة الصادرة من حنجرة مندوب المرشد تعبيراً حقيقياً عن كراهية هؤلاء الناس للثورة ومشروعها ورموزها.
ونحن نحتفل بمناسبة الثورة، لا يمكن أن تختفى من الذاكرة، محاولات اغتيال «عبدالناصر» المتكررة، التى خططت لها ونفذتها الجماعة الإرهابية، ليس من باب الثأر، وإنما من زاوية الفهم لعمق الصراع بين مشروع وطنى عربى، ومشروع فاشى يتستر باسم الدين، ويسعى لإقامة دولة خلافة بديلة للدولة الوطنية.
وما أدراك ما الستينات، كانت صرخة كراهية، ودعوة للانتقام، أطلقها مندوب المرشد آنذاك، ونسترجعها الآن فى مناسبة ثورة ٢٣ يوليو، ونحن نحتفل بانتصار مشروع الدولة الوطنية وفشل مشروع حكم المرشد.