«عشت بجسدى طوال الثلاثين عاماً الماضية خارج مصر، ولكن قلبى وعقلى لم يفارقها أبداً وكأن روحى مزروعة فى طين هذا البلد الغالى، ومروية بماء نيله، فلا تستطيع العيش فى سواه، فهو عندى أعز وأغلى بقاع الأرض. ولقد ساعدت مئات الآلاف فى أمريكا وحول العالم للانتصار على مرض السكر، الذى فتك بالعالم أجمع، ولم يرحم صغيراً أو كبيراً. ولقد حلمت طويلاً بإنشاء مركز عالمى للسكر بمصر بالتعاون مع أكبر مراكز السكر فى أمريكا والعالم. وبعد الحصول على جميع الموافقات الأمريكية وتدبير التمويل اللازم حضرت ومعى مدير مركز جوزلين للسكر بجامعة هارفارد فى عام 2001 لمقابلة رئيس جامعة المنصورة السابق والمتميز الدكتور أحمد حمزة، والمرحوم الدكتور على حجازى عميد الكلية، اللذين تحمسا جداً للمشروع ورحبا به فى مدينتى وجامعتى الحبيبة المنصورة، ولكن جاءت أحداث سبتمبر لتقتل المشروع ولكن الحلم لم يمت، وحاولت ثانية منذ سنتين بحلم أكبر وهو إنشاء جامعة طبية متكاملة مع مؤسسات جامعة هارفارد، التى أعمل وأُدرِّس فيها منذ 22 عاماً لتكون هديتى الغالية والمكتملة لمصرنا الحبيبة التى قد أعجز عن رد جميلها، لذا اتفقنا مع واحدة من أفضل شركات التصميم المعمارى فى العالم، وهى الشركة السنغافورية CPG التى فازت بتصميم أفضل مستشفى فى العالم فى 2017، وهو أيضاً أول مستشفى موفّر للطاقة وبنسبة تجاوزت 69% لتواكب آخر صيحات تكنولوجيا العصر. وجاء التصميم المبهر الذى يراعى راحة المرضى من الهواء الطبيعى بعد معالجته وتدوير المياه والإضاءة الطبيعية وإحاطة المرضى بالمساحات الخضراء المبهجة.
المشروع يحتوى على مركز متخصص للسكر مع جامعة هارفارد ومستشفى تعليمى يحتوى على 600 سرير بالتعاون مع مستشفيات جامعة هارفارد، وجامعة طبية تدرس مناهج طب هارفارد.
وخلال زيارتى الحالية لمصر سنتقابل مع جهاز العاصمة الإدارية الجديدة وبعض المسئولين وأجد تحمساً شديداً لإتمام هذا المشروع العملاق، الذى فى تصورى سينقل مصر نقلة كبيرة جداً فى مجال العلاج والتعليم الطبى والبحث العلمى ويُحدث طفرة فى أسلوب مواجهة هذا المرض. سفارتنا فى واشنطن تدعم المشروع وعرضته فى المنتدى الدولى للتعليم والبحث العلمى وشرحته لطلاب الأكاديمية الوطنية للتدريب فى حضور الوزيرة النشيطة نبيلة مكرم والقيادية الدكتورة رشا راغب، ومجموعة «مصر تستطيع» الجادة فى عملها. ومن المنتظر أن تتم المرحلة الأولى، وهى مركز السكر العالمى خلال 30 شهراً، وسيكون أكبر وأحدث مركز فى العالم لعلاج مرض السكر وجميع مضاعفاته، وسيعمل به 48 من كبار الاستشاريين المصريين والعالميين فى مجال السكر. وإيماناً بالبعد المجتمعى للمشروع، فإن مراكز الجامعة الطبية ستمنح نسبة ثابتة من الخدمة المجانية تماماً لغير القادرين. وسيقوم بدوره التوعوى مع كبرى الجامعات المصرية والعالمية ووزارة الصحة بالتعاون مع مؤسسات هارفارد وسيقوم بجذب السياحة العلاجية، وتعيد مصر لمكانتها الطبية التى تليق بعظمتها وعظمة أطبائها البارعين.
سيدى الرئيس هذه هديتى لمصر.. ورداً لجميلها الكبير علىّ.. وأتمنى دعمكم حتى يصبح هذا الحلم واقعاً نلمسه معاً».
الرسالة السابقة وصلتنى من د. أسامة حمدى، أستاذ السكر والغدد الصماء بجامعة هارفارد، وهو من أهم علمائنا المهمومين ببلدهم ويحلم لمصر بإنشاء هذا المركز الطبى العالمى، ويحتاج إلى دعم قيادات الدولة العليا لأن صغار الموظفين قد يُفشلون المشروع، أو يتسببون فى نقله لأى دولة أخرى والله الموفق والمستعان وتحيا مصر.