"البيت وقع علينا فجأة".. أسرة من 11 فردا تقضي العيد في الشارع بالإسكندرية
هدى حسن - أحد السكان المتضررين
في الوقت الذي تنتشر فيه ملامح الفرح والبهجة بالشوارع من الزينة المعلقة، وعبارات التهنئة المكتوبة على الجدران، ورسائل المعايدة بين الجيران خلال أيام عيد الأضحى، تعيش أسرة مكونة من 11 فردا حالا عسيرا من البؤس والتشرد، حيث تقضي أوقاتها على رصيف الشارع؛ نتيجة انهيار منزلها الوحيد الكائن بناصية شارع الشعراني بمنطقة كرموز، غربي الإسكندرية.
بهجة العيد اختفت، فالملابس الكثيرة زاهية الألوان التي تنشرها هدى حسن، 60 عامًا، على حبال في الشارع، بعد أن قضت ساعات في غسلها، تنتظر بجانبها حتى تجف خوفا من سرقتها، تلك حالة الخوف التي تعيشها، يوميا، بعد أن تحول المنزل إلى كوم تراب فجأة.
وتحكي "حسن"، وهي تحبس دموعها، أن المنزل الوحيد لأسرتها وأقاربها، الذي كانت تستأجره بدفع نحو 30 جنيها، شهريًا، والمكون من 3 طوابق، تعرض إلى الانهيار فجأة، قبل عامين، وأدت تلك النكسة إلى وفاة اثنين من أقاربها تحت الأنقاض حتى تبقى منهم نحو 10 أفراد تعيش معهم في محل تجاري يقع بجانب المنزل المنهار، حيث تبرع بقيمة إيجاره أحد الجيران الذي لا يجد مفرا من مساعدتهم.
محل تجاري، صغير المساحة، يحتوي بالكاد على بوتاجاز وثلاجة وتلفزيون وفراش وحيد وعدد من المقاعد الخشبية الهزيلة، وتقول الأم الستينية، إن أبناء الجيران قدموا لها تبرعات عينية بعد خسارة وانهيار الآثاث تحت الأنقاض، حيث إنها تعيش مع أبناءها الثلاثة، بجانب أولاد سلفها البالغ عددهم 7 أفراد، وتضيف لـ"الوطن": "هو سرير واحد أنا بنام عليه، وكلهم بيناموا في الأرض، والحالة تصعب على الكافر".
وتوضح أنهم لجأوا إلى الحي المختص للتصرف في منزل بديل لهم، إلا أنه بعد إرسال العديد من المطالب لم يحرك أحد ساكنا، وتقول، "البيت وقع علينا فجأة، ولما الحي عاين قالنا ده طلع ليه قرار إزالة"، مشيرة إلى أن السكان المتضررين فوجئوا بقرار الإزالة الذي صدر دون إرسال إنذار لهم أو إعلامهم.
حصلت الأسرة على مستند من المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين التابع إلى حي غرب بأرقام 276، و1646، يفيد بحقهم في إيجاد منزل بديل لهم، حتى بتقديم مطالبهم إلى مديرية الإسكان والمرافق في الإسكندرية أوعدتهم بإرسال لجنة لتعاين الوضع تحت إشراف الحي المختص، وتوضح: "قالوا لنا إن الورق ينتظر إمضاء المحافظ، والتضامن"، مؤكدة أنها لم تتلق ردًا لعامين متتاليين، بغير إرسال عدد من البطاطين ونحو 100 جنيها لكل فرد متضرر من مديرية التضامن الاجتماعي فقط.
تحصل "حسن"، على معاش التأمينات الاجتماعية المقدر بحوالي 850 جنيها، شهريًا، الذي لا يكفيهم لـ10 أيام قادمة، "لا هيجيبوا أكل ولا شرب، وولادي بيشتغلوا على باب الله يوم معاهم ويومين معهمش، وعايزين حل، بدل قاعدة الشوارع".