ارتدت مصر أبهى حللها، وتزينت بشبابها وشاباتها من مصر والدول الأفريقية، واستقبلت منتدى الشباب السابع وخاطبت العالم من فوق أرض عاصمتها الجديدة بلغة وئامها السلام والوئام بين الدول الأفريقية والعربية ودول العالم جمعاء، وضرورة تلاشى الحدود والوديان ومكافحة الإرهاب ونبذ التعصب والطغيان والظلم والعدوان ورفض شتى صور الكراهية القائمة على العرق والجنس والدين.
وعرض المشاركون طموحاتهم وأحلامهم فى غدهم ومستقبلهم وطالبوا دولهم بمساندتهم علمياً وعملياً، باحثين عن مستقبل أفضل لأوطانهم وشعوبهم.
وأتت مشاركة الرئيس فى أعمال المنتدى على مدار يومين وفى كل جلساته -كعادته فى كل منتديات الشباب السابقة- رسالة منه باستمرار مساندته لما يطمح إليه الباحثون عن مستقبلهم والآملون فى غدهم، وكان الشعار الرئيسى للمؤتمر: «اسأل الرئيس وبلا خطوط حمراء» وقد أجاب الرئيس فى اللقاء معه بصراحته المعهودة وصدق كلماته وتلقائية حديثه عن كل ما يشغل المواطن المصرى والعربى والأفريقى من قضايا تتعلق بالموقف الداخلى والعربى والإقليمى وكشف أبعادها بكل صراحة ووضوح.
ومن هذا المنطلق أدعو أن يكون هذا الشعار الأبرز للمؤتمر ليس دعوة خاصة بمؤتمرات الشباب، ولكن يجب أن يكون قاعدة ومنهج حياة وإدارة وحقاً للشباب وللشعب كله، إذ إن من أولويات قواعد وعدالة المواطنة ألا توجد خطوط حمراء تمنع حق المواطن فى أن يعرف ويفهم كل ما يحدث فى بلاده باستثناء كل ما يمس الأمن القومى، وأن يجد إجابات واضحة لجميع تساؤلاته ودواعى قلقه ومخاوفه بما يشعره بشراكة حقيقية مع كل ما يحدث سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وأمنياً ومحلياً ودولياً.
إن من واجب الحكومة أن تصارح الشعب بما لديها من توجهات حول قضايا الأسعار والديون وتوفير فرص عمل للشباب، فنحن أمام حكومة برئاسة د. مصطفى مدبولى اقترب عمرها من ثلاث سنوات حققت فيها إنجازات ملموسة من حقها أن تعرضها وتتحدث عنها، فالمشروعات التى تم إنجازها واضحة وصريحة ولا أحد ينكرها.. كالمدن الجديدة.. والطرق.. والكهرباء.. والمياه.. ومساكن الشباب، وهناك أيضاً النتائج التى تحققت فى المعركة التى تخوضها قواتنا المسلحة والشرطة ضد حشود الإرهاب فى سيناء، فمن حق مؤسسات الدولة أن نعترف لها بكل هذه الإنجازات.
وإن بقيت قضايا أخرى تحتاج إلى إجابة صريحة وواضحة من قبل رئيس الحكومة.
إن تطبيق دعوة «اسألوا المسئول وبلا خطوط حمراء» يمكن أن يقدم حلولاً مهمة لما تراكم من قضايا مصيرية من مشكلات وأزمات، فى مقدمتها التعليم والصحة، بما يدعم الجهود الجادة لإحداث تحديث وتطوير فيهما لأنهما عصب أساسى لحياة المصريين خاصة الملايين تحت خطوط الفقر وزيادة معدلاته فى 2017/2018 إلى 32.50%، وفق ما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء منذ أيام، وما انضم إليهم من الطبقة المتوسطة.
ما أكثر الهموم والمتاعب والتساؤلات التى يجب أن يجد فيها المواطن المسئول الذى يوضحها ويقدم الحقائق عنها ويهدئ ما تثيره من قلق ومخاوف، أو ما نسمع به من أكاذيب وشائعات، مثل انخفاض منسوب النيل ومياه الأمطار، وما تعانيه الزراعة والأرض والفلاح من مشكلات، وأرصدة مصر من العمال فى مئات المصانع المتعثرة فى قطاع الأعمال العام، وارتفاع تكاليف الحياة رغم تحسّن الأحوال الاقتصادية، وانخفاض سعر الدولار، وزيادة الاكتشافات البترولية، وموارد السياحة، ودخل قناة السويس.