مشروع الـ1000 معلم سلاح "البابا" لتطوير الفكر الكنسى
الأنبا رافائيل يتوسط أعضاء لجنة البعثات التعليمية الكنسية
يولى قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أهمية كبرى للتعليم الكنسى، منذ وصوله إلى الكرسى البابوى فى نوفمبر 2012، وتجلى ذلك فى التصريحات المختلفة للبابا بحلمه باعتماد شهادات الكليات الإكليريكية والمعاهد اللاهوتية من المجلس الأعلى للجامعات، ثم اعتماد المجمع المقدس للكنيسة خلال يونيو الماضى، تشكيل مجلس أعلى للتعليم الكنسى يضم مجموعة من الأساقفة والكهنة المتخصصين فى التعليم الأرثوذكسى للارتقاء بالمنظومة التعليمية فى الكنيسة ومواجهة أى خروج عن التعاليم الكنسية.
ويحمل البابا تواضروس برنامجاً إصلاحياً بدأ تنفيذه منذ صعوده لسدة الكرسى المرقسى، لتطوير التعليم الكنسى، وكانت النواة الأولى له تشكيل لجنة مجمعية تحت اسم لجنة البعثات الكنسية، فى 2014، يتولى مسئوليتها الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، وبدأت فى إعداد حصر شامل بكل الدارسين الأقباط فى الخارج، الحاصلين على درجات علمية فى أى فرع من فروع المعرفة المسيحية، قبل أن تشرع فى توفير بعثات للأقباط الراغبين فى الدراسة بالخارج فى سائر المجالات اللاهوتية والكنسية والدراسات القبطية.
وفى 20 نوفمبر 2014، اعتمد المجمع المقدس برئاسة البابا، اللائحة الأساسية لأكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية، وشملت 13 باباً موزعة كالتالى: «استراتيجية الأكاديمية، وهيئة الأكاديمية، وهيئة التدريس، وتكوين الكليات والمعاهد، ونظام الدراسة، والدرجات العلمية، والبحث العلمى، والبعثات الدراسية والتبادل العلمى، والوحدات ذات الطابع الخاص، ولجان الأكاديمية، والنظام المالى، والأحكام الانتقالية».
وكتب البابا تواضروس مقدمة اللائحة، وأكد أنها تمثل نقلة حضارية للعمل التعليمى اللاهوتى الكنسى، وستمتد ثماره إلى أجيال كثيرة، موضحاً أن الأكاديمية عمل راقٍ يهدف إلى ترقية العملية التعليمية تحت مظلة علمية متقدمة. وتضم الأكاديمية بين جنباتها الكلية الإكليريكية الأم بالقاهرة وفروعها بالإيبارشيات، بجانب المعاهد المتخصصة سواء الموجودة حالياً أو التى سيتم إنشاؤها مستقبلاً بغرض النهوض بالتعليم اللاهوتى وبالدراسات القبطية فى جميع أنحاء الكرازة المرقسية، وتهدف للإسهام فى رفع مستوى التعليم والبحث العلمى وتوفير التخصصات العلمية الحديثة لتزويد الكنيسة بالخدام والباحثين فى جميع مجالات وتخصصات الدراسات اللاهوتية والعلوم القبطية بما يحقق الربط بين أهداف هذه الكليات والخدمة الكنسية. «البابا تواضروس» لم تتوقف خطواته عند هذا الحد، بل أطلق مشروع «ألف معلم كنسى» فى يونيو 2016، ويهدف لتدريب 1000 شخص ممن يتولون التعليم فى الكنيسة بمختلف درجاتهم الكنسية على كيفية تقديم الفكر الكتابى والكنسى بصورة جاذبة ومؤثرة، باستخدام مصادر التعليم الكنسى الخمسة، وهى الكتاب المقدس، والليتورجيا، والآبائيات، وتاريخ الكنيسة، والهوية القبطية. ويحمل المشروع البابوى شعار «جدد أيامنا كالقديم.. تراث كنيستنا روح وحياة»، وانتهت الكنيسة خلال الشهور الماضية من المرحلة الأولى له التى شملت ثلاثة مستويات هى «اعرف»، و«ابحث»، و«ابتكر»، ومن المخطط أن تبدأ المرحلة الثانية من المشروع الذى يرعاه البابا تواضروس فى الثلث الأخير من العام الجارى، والتى تهدف لرفع عدد المعلمين المُدَرَّبين إلى 20 ألف معلم.
وتقوم رؤية المشروع، على 3 محاور تدور حول حياة كنسية أرثوذكسية، هى: «مستنيرة، معاصرة، مبنية على التأصيل الأرثوذكسى»، فيما يشمل الغرض منه 4 أهداف هى: «القدرة على الإفراز فى التعليم، الحياة الكنسية سلوك يومى، القدرة على تسليم حياة الكنيسة من خلال نقل الحياة قبل نقل المعلومة، القدرة على التلمذة».
وتقوم فلسفة المشروع على تمكين المتدرب من مهارات نقل الحياة الكنسية، عبر امتلاك المهارات وليس سماع المحاضرات، فيما تم تحديد الفئة المستهدفة فى الكهنة والخدام الذين لهم مهارات التعليم والتأثير.