بعد حديث السيسي عنه.. خبراء يوضحون أهمية "الاقتصاد المعرفي"
الرئيس عبد الفتاح السيسي في أثناء احتفالية عيد العلم
"مصر استمرت في تنفيذ رؤيتها التنموية؛ لاسيما عن طريق زيادة المخصصات المالية الموجهة للتعليم العالي والبحث العلمي"، جانب من كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية عيد العلم، اليوم، أوضح خلالها أنَّ الحكومة بدأت في إعادة صياغة بنية تشريعية طموحة ومتكاملة ومحفزة للبحث العلمي والابتكار.
السيسي أكد أنه حان الوقت لأن يتحول الاقتصاد المصري لاقتصاد يقوم على العلم والمعرفة، وأن تنعم مصر بمقدراتها بفضل جهود وإبدعات علمائها، موضحا أن "تحديات العصر الذي نعيشه هي تحديات علمية وتكنولوجيات وهو عصر لا تنافس فيه إلا من خلال العلوم والتكنولوجيا والابتكار".
الدكتور مصطفى أبو زيد الخبير اقتصادي، أوضح أن أي اقتصاد قوي يسعى للتنافسية يبنى على البحث والتطوير الناتج عن الاهتمام بالبحث العلمي وتدريب الكوادر العلمية، وبالتالي الدول التي لديها ميزانية كبيرة للإنفاق على الأبحاث العلمية في كل المجالات يكون لها تأثيرات إيجابية لزيادة الإنتاج.
وتابع أبو زيد، في تصريحاته لـ"الوطن" أن الإنفاق على البحث العلمي يسهم في زيادة الإنتاجية الصناعية والزراعية والصحية وغيرها من المجالات مما ينعكس على الناتج المحلي الإجمالي، والاقتصاد بشكل عام ما يساعد على زيادة معدلات النمو من خلال تطوير التكنولوجيا وعمل مشروعات إنتاجية واستثمارية تعتمد على البحث العلمي.
وأكد الخبير الاقتصادي أن توجيه الرئيس السيسي لتطوير الصناعات في كل مجالاتها وزيادة قدرة الاقتصاد التنافسية عالميا، فضلا عن استهداف الدولة زيادة صادراتها إلى 55 مليار دولار.
وأشار إلى أن الاتجاه نحو بناء اقتصاد قائم على البحث العلمي بزيادة مخصصاته 7 مليارات دولار يوسع المجال ويزيد من الابتكار والإبداع لتنوع واستغلال الموارد الطبيعية لتحقيق اقتصاد قوى، مؤكدا أن كل هذه المؤشرات سيكون لها تأثيرات إيجابية على الدولة عموما.
بدرة: الاستثمار في البحث العلمي مردوده الاقتصادي عال
فيما قال الدكتور مصطفى بدرة أستاذ التمويل والاستثمار، إنه لا يوجد اقتصاد يسعى للتنافسية دون أن يعتمد على البحث العلمي والمعرفة الجيدة ومواكبة تطور الصناعات لينعكس كل هذا على الشأن الاقتصادي، ولهذا يتحدث الرئيس اليوم عن تطوير الاقتصاد وبنائه على العلم والمعرفة.
أما ما يخص الاستثمار في مجال البحث العلمي أوضح "بدرة"، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن أكثر المجالات التي تتطلب مبالغ باهظة للاستثمار فيها المجال الخاص بأنشطة الدواء حيث تنفق فيه مبالغ طائلة لاستخراج مستحضر أو دواء، وهو مجال يتسغرق وقتا طويلا للوصول لعلاج، مشير إلى أن مجال البحث في التكنولوجيا والكمبيوتر والأقمار الصناعية يكون أكثر سرعة في الوقت الذي يعد فيه الاستثمار في تطوير مصنع أو منتج معين أكثر سرعة في الوصول لمردوده الاقتصادي.
وأكد أن لكل قطاع وكل نشاط تختلف دراسته ومنهجيته عن الآخر، فالبحث في مجال الأمراض ومصانع الأدوية رغم تأخر إنتاجه إلا أن مردوده الاقتصادي عال ويباع بأسعار خرافية، مؤكدا مدى أهمية البحث والمعرفة في جميع الأنشطة، والتعاون مع دول الخارج عن طريق بروتوكلات مع مركزا الأبحاث نظرا لأهمية تنمية قدرات العنصر البشري في الوقت الحالي.